البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم اني توجهت اليك بمحمد، ..."

الأحد 28 يوليو 2019 - 11:42 بتوقيت طهران

لانزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها أدعية الامام المهدي (عليه السلام)، حيث نبدأ بأحد أدعيته في التعقيب للصلوات حيث بدأ بهذا النحو: (اللهم اني توجهت اليك بمحمد امامي، وعلي من خلفي وفاطمة عن يميني، وأئمتي عن يساري استتر بهم عن عذابك واتقرب اليك، ... الخ)، هذا الاستهلال في الدعاء، ينطوي على نكات يجدر بنا ان نتأملها بدقة، حيث تتناول التوسل اولاً بمحمد وعلي وفاطمة (عليهم السلام) ثم: الائمة (عليهم السلام)، هذا من جانب، من جانب آخر تتناول الجهة التي يتحقق من خلالها تحقيق ما يطمح به الداعي من رضاه تعالى وجنته، والاعاذة من سخطه وعقابه تعالى، اذن: لنتحدث عن هذه الظواهر.
قد يتساءل القارئ للدعاء عن الاسرار الكامنة وراء الافتتاح بمحمد صلى الله عليه واله وسلم وعلي وفاطمة (عليهما السلام): بحسب التسلسل الثلاثي، لعل الاجابة عن ذلك بأن المنزلة العبادية لدى السلسلة المذكورة تأخذ دلالتها، اي: درجة الفضل المتعاقبة.
ثانياً: قد يتساءل قارئ الدعاء ايضاً عن الاسرار الكامنة وراء الاشارة الى الائمة (عليهم السلام) دون ذكر اسمائهم.
والجواب هو: ان الاب والزوج والبنت هم: السلالة التي تفرع الائمة (عليهم السلام) منها، بيد ان السر الكامن من وراء العبادات المحددة اماماً ، و خلفاً ، ويميناً ، و شمالاً: هي المستأثرة بالاهتمام، اي: ما هي النكات الكامنة وراء ذلك، حيث يتساءل قارئ الدعاء: عن الجهات الاربع واسرارها اي: (الامام ، الخلف ، اليمين ، اليسار)؟
لا ترديد من ان الجهات الاربع ترمز الى حفظ القارئ للدعاء، اي: الرعاية التي يتلقاها قارئ الدعاء من الله تعالى بواسطة محمد وعلي وفاطمة والائمة (عليهم السلام) جميعاً، ان الامام و الخلف هما الحافظان بحسب تسلسل درجة الحفظ ، بمعنى ان اول ما يواجه الانسان هو الامام ويقابله الخلف في الدرجة الثانية، و اليمين بصفته المتقدمة على اليسار يحتل مرتبته الثالثة، ثم اليسارفي مرتبته الرابعة.
طبيعياً هذا الاستخلاص مجرد تصور ذوقي أو ادبي أو فردي، ولكنه لا يتنافى بعامة مع النصوص الواردة في درجات المعصومين (عليهم السلام) بالنحو الذي ذكرناه.
ونتجه بعد ذلك الى ملاحظة الهدف الكامن وراء توجه قارئ الدعاء بالمعصومين المذكورين (عليهم السلام) حيث يقول الدعاء: (استتر بهم عن عذابك، واتقرب اليك زلفى)، ترى: ماذا نستلهم من تلك العبارتين؟
الاستتار والتقرب بواسطة هؤلاء المعصومين (عليهم السلام). يعنيان: الحاجز عن وصول العذاب الى قارئ الدعاء بصفته محاطاً بالاربع من جهاته (الامام ، الخلف ، اليمين ، واليسار) ثم: التقرب بهم الى الله تعالى في كسب رضاه والدخول الى الجنة كما سنرى الاشارة الى ذلك في عبارة لاحقة نحدثك عنها وعن سائر مقاطع الدعاء في لقاءات لاحقة ان شاء الله.
اذن امكننا ان نتبين ولو عابراً جانباً من الظواهر المرتبطة بهذا الاستهلال في الدعاء، سائلين الله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة