البث المباشر

شرح فقرة: "ونفس كربتي واغفرلي خطيئتي، ...".

السبت 27 يوليو 2019 - 14:09 بتوقيت طهران

لانزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها ادعية الامام المهدي (عليه السلام) حيث حدثناك عن أحد أدعيته، وانتهينا من ذلك الى مقطع ورد فيه: (ونفس كربتي، واغفر لي خطيئتي، واصلح لي في ذريتي) . هذه الفقرات الثلاث يختم بها مقطع من الدعاء الواردة قراءته في مشهد الامام الحسين (عليه السلام). فماذا نستلهم منها؟
العبارة الاولى هي: التنفيس عن الكربة او الشدة، ولكن مع وضوحها: ثمة نكات لامناص لنا من ملاحظتها، فنقول الكربة هي الشدة في احد أنماطها حيث ان الشدائد قد تكون هماً او غماً أو غيره، بيد ان الكرب هو الشدة المتمثلة في الحزن والمشقة.
اي الشدة الكبيرة التي تتزاوج أو تزدوج في حجم شدتها. والسؤال ثانياً: كيف تنفرج هذه الشدة؟ الاستعارة التي تقول: (نفس كربتي) ، هي المتكفلة ببيان الموضوع. وهذا يعني: ان علينا ان نحلل ونقوم هذه الاستعارة المتمثلة في كلمة (نفس) ، وهذا ما نبدأ بتوضيحه الآن.
التنفيس مأخوذ من (النفس) والنفس تتوقف الحياة على استمراريته والا اختنق الشخص وانتهى عمره. اذن، النفس هو مادة بقاء الانسان، واذا كان الامر كذلك، حينئذ نتساءل: ماذا نستلهم من عبارة: (نفس كربتي) ؟ ان (نفس) تعني: امنحني نفساً أستطيع من خلاله ان أمارس وظيفتي في الحياة وهو: العمر، اذن: كيف يتحقق بقاء العمر؟ يتحقق بوجود (النفس) . وهذا النفس قد استخدمه الامام (عليه السلام) ليجسد من خلاله حجم الشدة وهو حجم كبير يتضمن (الحزن) ثم (المشقة) وهذان لا يغادران المكروب الا من خلال انفراج الشدة متمثلة في المعادلة النفسية الاتية: الشدة او الكربة بلغت درجة الاختناق، ولابد من وجود (النفس) لتنفرج الشدة شيئا فشيئاً. اذن لنتصور شخصا قد انقطع نفسه واشرف على الموت، واذا يفاجأ بقدرة توفر له النفس، ويزول الاختناق، وهكذا الشدة او الكرب حينما يدخل عليها (لنفس) تبدأ بالانفراج شيئاً فشيئاً، بقدر عدد المواد التنفسية.
يبقى ان نحدثك عن العبارتين الأخريين (اغفر لي خطيئتي) وهي لا تحتاج الى توضيح، ثم: عبارة (اصلح لي ذريتي) . اصلاح الذرية (تناص) او تضمين لعبارة قرآنية كريمة تستخدم عبارة (ومن صلح) و ذرياتهم)، بيد ان المهم ان نتبين دلالة (اصلاح الذرية) فماذا نستلهم؟
من الواضح ان الذرية هي: المحققة لاستمرارية الحياة وممارسة وظائفنا فيها اي الحياة العبادية. وهذا يعني ان الممارسة العبادية او الخلافية لا تتحقق الا من خلال استمرارية التناسل البشري وهو يتحقق من خلال ذرياتنا كما هو واضح.
اذن امكننا ان نتبين - ولو سريعاً- دلالة هذه العبارات سائلين الله تعالى ان يوفقنا الى اصلاح انفسنا واصلاح ذرياتنا، وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة