البث المباشر

عباس إبن امير المؤمنين سلام الله عليه

الثلاثاء 21 مايو 2019 - 13:18 بتوقيت طهران

دعاني فلبيته مذ دعا

هوى أودع القلب ما أودعا

إذا القلب فيكم جوىً لا يذوب

فقد كذب القلب فيما ادعى

بكيت على ربعكم قاحلاً

فأخضب من أدمعي ممرعا

جزعت .. ولولا الذي قد أصاب

بني الوحي ماكدت أن أجزعا

بيوم به ضاع عهد النبي

وخانت أمية ما استودعا

غداة أبو الفضل لفّ الصفوف

وفلّ الظبى والقنا الشرعا

رعى بالوفاء عهود الاخاء

رعى الله ذمة موفٍ رعى

فتى ذكر القوم مُذ راعهم

أباه الفتى البطل الأروعا

إذا ركع السيف في كفه

هوت هامهم سجداً وركعاً

ولو أن غلة أحشائه

بصلد الصفا كاد أن يصدعا

فآب ولم يرو من جرعةٍ

وجرعه الحتف ما جرعا

فخرَّ على ضفة العلقمي

صريعاً فأعظم به مصرعاً

فما كان اشجى لقلب الحسين

وآلم منه ولا أفضعا

رأى دمه للقنا منهلاً

وأوصاله للظبى مرتعا

قطيع اليمين ... عفير الجبين

تشق النصال له مضجعا

أبدر العشيرة من هاشم

أفلت ... وهيهات أن تطلعا!

فقدتك يا ابن أبي واحدا

ثكلت به (مُضراً) أجمعا

وإن أنس لا أنس أم البنين

وقد فقدت ولدها أجمعا

تنوح عليهم بوادي البقيع

فيذري الطريد لها الا دمعا

ولم تسل من فقدت واحداً

فما حال من فقدت أربعا؟!

السلام عليك يا نعم الاخ المواسي لأخيه وإمامه والذاب عن حرم الله، السلام عليك يا قمر بني هاشم أبا الفضل العباس بن أمير المؤمنين ورحمة الله.
تقبل الله أعمالكم وأنتم تعظمون شعائر الله بالمشاركة في مراسم الملحمة الحسينية في موسمها المبارك في شهري محرم وصفر ونحن معكم في تاسعة حلقات برنامج آل هاشم في طف كربلاء وحديثنا فيها عن حامل الراية الحسينية السيد السقاء مولانا أبي الفضل العباس (سلام الله عليه) وهو (عليه السلام) من أبواب الحوائج الى الله جل جلاله وله منزلة سامية عند جميع أهل بيت النبوة (عليهم السلام) بينوا بعضها للمسلمين كمثال الاسوة الحسنة.

*******

أحباءنا الى بعض مناقب ابي الفضل (عليه السلام) في حديث خطيب المنبر الحسيني سماحة الشيخ باقر الصادقي في الاتصال الهاتفي التالي:
المحاور: نحن معكم في تاسعة حلقات برنامج "آل هاشم في طف كربلاء" وحديثنا فيها عن حامل الراية الحسينية مولانا ابي الفضل العباس (سلام الله عليه)، وهو (عليه السلام) من ابواب الحوائج الى الله جل جلاله وله منزلة سامية عند جميع بيت اهل النبوة (عليهم السلام)، بينوا بعضها للمسلمين كمثال للاسوة الحسنة، نتعرف معاً احبائنا الى بعض مناقب ابي الفضل (عليه السلام) في حديث خطيب المنبر الحسيني سماحة الشيخ باقر الصادقي في الاتصال الهاتفي.
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، هناك مجموعة نصوص تشير الى المنزلة السامية لسيدنا ومولانا ابي الفضل العباس اشير واذكر بعض هذه النصوص:
النص الاول: اشارة الى علم وفضيلة ابي الفضل العباس عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ان العباس بن علي زق العلم زقاً، وهذه اشارة الى ان العباس لديه لياقة لان يستقبل ويتلقى هذه العلوم سواء كان علوم لدنية او علوم عن طريق التلقي كما ان الطيور تزق فراخها، هكذا بالنسبة الى سيدنا ومولانا.
النص الثاني: ما قاله الامام الحسين في حقه اركب بنفسي انت، لما زحف القوم نحو المخيم وسمع الحسين فقال: اخي عباس اركب بنفسي انت يعني روحي لك الفداء، وهذه في الحقيقة تكشف عن مقام ومنزلة، لان المعصوم لا يفدي الا معصوم مثله، نعم عصمة الحسين واجبة عصمة ابي الفضل ليست العصمة الواجبة، لكن هذا مقام ومنزلة يكشف لسيدنا.
النص الثالث: حينما استأذن العباس اخاه الحسين حينما اراد البراز قال الامام الحسين: اخي عباس انت كبش كتيبتي انت حامل لوائي اذا مضيت تؤول عمارتنا الى خراب، ويؤول جمعنا الى الشتات، الامام الحسين حينما يعبر عن سيدنا العباس بهذا التعبير يكشف عن المنزلة السامية لسيدنا ومولانا ابي الفضل العباس.
النص الرابع: ما تعامل الامام زين العابدين مع عمه العباس التصرف في يوم الدفن تارة مساغاً لبني اسد ان يعينوه في دفن الانصار ولكن حينما ارادوا ان يشاركوه في دفن جسد الحسين لم يقبل وقال: ان معي من يعينني ولما فرغ من دفن ابيه وتوجه الى المشرعة، يقول الراوي قبل ان يصل من بعيد نظر الى جثمان عمه اجهش بالبكاء وقال: على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم، ثم قال: بعد ان وصل الى الجثمان ارادوا ان يساعدوه في دفن الجسد قال: لا لم يأذن لهم، وقال: ان معي من يعينني، وهذا ان دل على شيء انما يدل على ان هناك سر جسد المعصوم بعد ان ينتقل الى الدار الاخرة ويحظى بالشهادة ليس كل انسان يستطيع او ينبغي ان يأتي لابد هناك شخص من سنخه لابد ان يكون معصوماً، هذه في الحقيقة اشارة، اختم بالشيء الذي ذكره الشيخ الحائري في معاليه احد علمائنا احد الادباء كان قد نظم قصيدة ووصل الى هذا البيت يوم ابا الفضل استجار به الهدى، يعني الحسين الهدى يقول نمت في عالم الرؤيا رأيت الحسين وقال: نعم ما قلت اكمل والشمس من كدر العجاج لثامها، حقيقة من خلال هذه النصوص وهذه المواقف نستفيد ان هناك منزلة سامية رفيعة لسيدنا ومولانا ابا الفضل العباس لذلك على علم تركه الامام الحسين على المشرعة فلم يأتي به الى المخيم ليكون باباً من ابواب الحوائج يأتي الانسان الزائر ويقف ويزور ويطلب حاجته لتقضى ويعرف منزلته ومقامه، باب الحوائج ما دعته في حاجة الا وتقضى، سلام عليك يا ابا الفضل العباس يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين.
شكراً لسماحة الشيخ باقر الصادقي على مشاركته في هذه الحلقة في برنامج "آل هاشم في طف كربلاء"، نتابع ايها الاخوة والاخوات قصة استشهاد مولانا فتى الحسين وحامل رايته ابا الفضل العباس (سلام الله عليه).

*******

نعيش مع قصة استشهاد مولانا فتى الحسين وحامل رايته ابي الفضل العباس (سلام الله عليه) بعد شهادة الاصحاب، وشهادة آل الحسين.
قدّم العباس إخوته الغيارى لأمه وأبيه: عبد الله وجعفراً وعثمان، فاستشهدوا بين يديه جميعاً، ثم ضاق صدره، فاستأذن أخاه الامام الحسين (عليه السلام) للقتال، فلم يأذن له، ولكن صراخ الاطفال بالعطش دعاه لأن يأمره بطلب الماء، فتقدم أبو الفضل يحصد الصفوف بسيفه حتى بلغ الفرات وقلبه ظامئ ملتهب، فلم تطاوعه نفسه الزكية أن يبل ريقه ولو بقطرة وهو يعلم أن أخاه الحسين وعياله ظمآى، فملأ قربته وتوجه نحو المخيم، فقـُطع عليه الطريق من قبل جموع مئات من أعداء الله، فعاد يُعمل فيهم سيفه يكشفهم عن طريقه، حتى كمن له خبيث غادر من وراء نخلة، وهو زيد بن الرقاد الجهنيّ يعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي، فضربه على يمينه فبراها، فكان منه:

والله إن قطعتم يميني

إني أحامي ابداً عن ديني

وعن إمام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الامين

فلم يعبأ بيمينه إذ كان هم أبي الفضل ايصال الماء الى أطفال الحسين وعياله، ولكن حكيم بن الطفيل كمن له هو الآخر من وراء نخلة ايضاً فضربه غدراً على شماله فقطعها، وتكاثروا على العباس، وأتته السهام كالمطر. فأصاب القربة سهم، وسهم أصاب صدره الشريف، وآخر أصاب عينه الكريمة، وضربه رجل بالعمود على راسه ففلق هامته، فهوى على الارض يقول: عليك مني السلام ابا عبد الله! فأتاه الحسين فرآه فوق الصعيد قد غشيته الدماء، وجللته السهام.
فقال: "الآن انكسر ظهري، وقلت حيلتي".
وتركه في مكانه لسرّ ٍ مكنون، أظهرته الايام، حيث دُفن أبو الفضل منحازاً عن الشهداء، ليكون له مشهد يُقصد بالحوائج والزيارات، وتكون له بقعة يزدلف اليها الناس وعاد الحسين الى المخيم منكسراً حزيناً باكياً، يُكفكف دموعه بكمه. فأتته ابنته (سكينة) تسأله عن عمها، فأخبرها بشهادته، فصاحت زينب: وأخاه، واعباساه! واضيعتنا بعدك! وبكين النسوة وبكى الحسين معهن وقال: واضيعتنا بعدك!

وبان الانكسار في جبينه

فاندكت الجبال من حنينه

كافل أهله وساقي صيته

وحامل اللوا بعالي همتـه

وكيف لا وهو جمال بهجته

وفي محيّاه سرور مهجته

ويرحل أبو الفضل العباس شهيداً فتترى عليه المراثي وعبائر الاجلال والاكبار والثناء.
فقال فيه الامام علي بن الحسن (عليه السلام): "رحم الله عمي العباس؛ فقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه، فأبدله الله عزوجل منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب. وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة".
وجاء عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) قوله: "كان عمنا العباس نافذ البصيرة صلب الايمان، جاهد مع أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وأبلى بلاء حسناً، ومضى شهيداً".
وجاء عنه (عليه السلام) في بعض زياراته له قوله، يخاطبه: "السلام عليك ايها الولي الصالح الناصح الصديق، أشهد انك آمنت بالله، ونصرت ابن رسول الله، صلى الله عليه وآله، ودعوت الى سبيل الله، وواسيت بنفسك، وبذلت مهجتك، فعليك من الله السلام التام...".
أما الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، فقد سلم عليه في زيارته العاشورائية بهذه العبارات السامقة: "السلام على ابي الفضل العباس ابن امير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي، الساعي اليه بمائه، المقطوعة يداه، لعن الله قاتله يزيد ين الرقاد الجهنيّ، وحكيم بن الطفيل الطائيّ".

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة