وأضاف لاريجاني: إن لجنة التعليم والابحاث البرلمانية قد كلفت بمتابعة هذا الموضوع ومواجهة أي انتهاكات احتمالية.
وكانت منظمة يونسكو للتربية والتعليم والثقافة، قد اعتمدت في عام 2015 وثيقة لتحقيق التنمية المستدامة وعرفت بـ"وثيقة خطة التنمية المستدامة لعام 2030"، وتشتمل على 17 هدفا مع 169 غاية.
وكانت الحكومة الايرانية برئاسة حسن روحاني قد وافقت على هذه الوثيقة في عام 2016، ولكن وبعد الاعلان عن تفاصيل اهدافها وغاياتها، أثارت الكثير من ردود الفعل من قبل الشخصيات السياسية والدينية في الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وكانت حكومة روحاني قد وضعت بموجب هذه الوثيقة، خطتها التعليمية الخاصة، وأطلقت عليها اسم "وثيقة الجمهورية الاسلامية الايرانية الوطنية للتعليم 2030: المضي نحو التعليم الجيد والتعلم مدى الحياة"، وهي ليست الاولى من نوعها في ايران، فقد كان الرئيس الايراني السابق، محمود احمدي نجاد قد اقترح "وثيقة التعليم الاصلاحية الاساسية" في عام 2011، وكان هدفها ترببية التلاميذ على اساس التعاليم الاسلامية.
وكانت اولى ردود الفعل الانتقادية لوثيقة 2030، من قبل قائد الثورة، السيد علي الخامنئي، حيث قال: "ان هذه هي الجمهورية الاسلامية، هنا الاسلام هو المعيار، القرآن هو المعيار، وهذا ليس مكانا يخترقه اسلوب الحياة الغربية المعيب والمدمر والفاسد... إن وثيقة اليونسكو وما شابهها ليست بالأشياء التي تخضع لها الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، متسائلا: "كيف يمكن لمنظمة دولية التي تقع تحت تأثير القوى الكبرى أن تكلف دولا بمهام وهي دول لديها تاريخ وثقافات وحضارات مختلفة؟".
وأحد الامور التي أثارت الحساسية لدى المجتمع الايراني ونخبه، هو موضوع المساواة بين الجنسين، وقد أكد محمد مهدي زاهدي رئيس لجنة التعليم البرلمانية، ان الاهم هو العدالة بين الجنسين، قائلا: "ان الوثيقة تنص علي عدم اندماج المعتقدات الدينية في التعليم، في حين نحن نعتقد بأن التعليم يجب أن يكون قائماً على أساس المعتقدات الإسلامية وذلك وفقا للقرآن".
وأما مراجع الدين في ايران، فقد اعلنوا رفضهم لهذه الوثيقة، حيث أشار المرجع الديني آية الله ناصر مكارم شيرازي الى وثيقة اليونسكو 2030 التعليمية، وقال: "بالرغم من ظاهرها الجميل والإنساني لكن في طياتها أهداف خطيرة جداً منها نشر الثقافة العلمانية في البلدان الإسلامية"، مشيرا إلي إن بعض المصطلحات الواردة في الوثيقة تفسر وفقا لتعاريفهم لها، على سبيل المثال، "الأسرة" المستخدمة في هذا البرنامج تشير إلى كل نوع من الأسرة حتي المثليين، أو وفقا لتعريفهم للعنف، تعتبر التعبئة وحرس الثورة الإسلامية مثالا على العنف.
وقد انتقد حسن رحيم بور أزغدي، عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية، وثيقة اليونسكو 2030، وقال: "إنها تحمل نظريات الليبرالية والليبرالية الجديدة في مجالات حقوق الطفل والتربية والتعليم والمرأة والأسرة، وعلى الرغم من أن هناك قواسم مشتركة مع المفاهيم الإسلامية، ولكن هناك تناقضات أساسية، ففي هذه الوثيقة تعد التربية الجنسية للأطفال من حقوقهم لكن تعليمهم الحياء والعفة يشكل انتهاكا لحقوقهم. تعهُّد إيران للوثيقة يعني الموافقة علي أن التربية الجنسية للأطفال سيضمن سلامة الأسرة وان المثلية الجنسية يعدّ من حقوق الإنسان، كما أن التعهُّد سيتبعه سيطرة الغرب على التعليم في إيران".
ولم تقتصر ردود الافعال على ذلك، فقد شملت السلطة القضائية والخارجية الايرانية واعضاء البرلمان والنخب السياسية والدينية، لذلك رفض البرلمان التصويت عليها، وقد كرر قائد الثورة الاسلامية، موقفه الرافض لوثيقة 2030، قبل ايام، مشددا على انهم من خلال هذه الوثيقة يريدون منا ان نربي جنودا مخلصين للغرب.
ويبدو ان ايران بما تتمتع به من ثقافة غنية هي حصيلة تاريخ عريق من الحضارات بما فيها الحضارة الاسلامية، لديها البديل الوطني الذي يتوافق مع ثقافتها ومع طبيعة مجتمعها، وهي ليست بحاجة الى الثقافة الغربية المدمرة للأسرة.