عُقد صباح اليوم الثلاثاء ملتقى خاصٌّ بعنوان "شرح الروايات والرد على الشكوك حول حرب الأيام الاثني عشر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني" بمناسبة الذكرى السادسة لاستشهاد القائد الإسلامي العظيم، الشهيد الحاج قاسم سليماني.
وقد وجّه علي أكبر ولايتي، الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الاسلامية، رسالةً الى الملتقى، جاء فيها:
"اليوم، وبعد ما يقارب أربعة عقود، يُكرر نظام الهيمنة نفسه مآسي الماضي، وهذه المرة مُركزًا بشكل مباشر على الكيان الصهيوني، ويشن حربًا مفروضة على إيران الإسلامية؛ غافلًا عن أن إيران اليوم ليست إيران الثمانينات، وأنها قطعت أشواطًا طويلة وعميقة وتقدمية في جميع المجالات.
لم تكن حرب الأيام الاثني عشر المفروضة مجرد معركة بين إيران والكيان الصهيوني، بل كانت حربًا مدعومة من حلف الناتو، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وتدخلها المباشر، وبمشاركة بعض الدول الأخرى.
وكما فعلت الولايات المتحدة خلال رئاسة رونالد ريغان، حين اتخذت إجراءً مباشرًا ضد الجمهورية الإسلامية بالتواجد العسكري في الخليج الفارسي وحرب ناقلات النفط، دخلت الحكومة الأمريكية هذه الحرب أيضًا دعمًا للكيان الصهيوني باستهداف المنشآت النووية في فوردو ونطنز وأصفهان.
أدت صحوة شعوب غرب آسيا، وفشل مشاريع التكفيريين وتنظيم داعش، والإخفاقات المتتالية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني في العراق ولبنان وفلسطين واليمن وسوريا، إلى قيام العدو بتنفيذ خطة كبرى لاحتواء النفوذ الإقليمي لإيران.
وكانت ذروة هذه الخطة الاغتيال الجبان لقادة المقاومة العظام، الشهيد الحاج قاسم سليماني، والشهيد أبو مهدي المهندس، ثم شهداء عظام مثل السيد حسن نصر الله وإسماعيل هنية؛ في حين كان العدو غافلاً عن أن مدرسة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) ورسالة السعي لتحقيق العدالة للثورة الإسلامية قد تجاوزت حدود العالم، ولن يكون هناك ما يعيق مسيرة المقاومة.
ومن الأخطاء الاستراتيجية الأخرى التي ارتكبها العدو تجاهله الدور المحوري للقيادة الحكيمة لسماحة آية الله خامنئي (حفظه الله) في إدارة الميدان والرأي العام.
إن ثباته وشجاعته واستراتيجياته الذكية، مع الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز الأمل الاجتماعي، عززت قوة الدفاع في البلاد والحضور الفعال لجميع عناصر النظام في الميدان، مما أدى إلى إبطال حلم خلق فراغ قيادي بشكل كامل.
كما ارتكب العدو خطأً فادحاً في تقدير القوة العسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. فقد أظهر اختراق الصواريخ الإيرانية الدقيقة لعدة طبقات من الدفاعات المتطورة، ووصولها إلى أهداف حساسة في الأراضي المحتلة، بل وحتى قواعد أمريكية في المنطقة، أن ميزان القوى قد تغير جذرياً، مما أجبر العدو على المطالبة بوقف إطلاق النار.
وكانت الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً مشهداً نادراً للوحدة بين مختلف الأعراق والأجيال والأطياف في الشعب الإيراني؛ وحدةٌ، بتجاوزها للخلافات، وفرت رصيد اجتماعي وثقافي، ويمكن أن تكون أساساً لتضامن مستدام وتقدم متوازن للبلاد في المستقبل.
اليوم، يُقرّ العدو الصهيوني وداعميه بأن مخططاتهم ومناوراتهم التي استمرت لعقود قد أُحبطت. فقد كشفت الخسائر الاقتصادية الفادحة، وتفاقم أزمة الهوية في الأراضي المحتلة، وزيادة الهجرة العكسية، وتعمق النزاعات الداخلية، عن الوجه الحقيقي لهذه الهزيمة. ومع ذلك، فهم يحاولون تقديم صورة زائفة للنصر من خلال تزييف الواقع وحرب الروايات. مسعى محكوم عليه بالفشل.
وأخيرًا، من خلال التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية، والثقة بالنفس، وتعزيز القدرات، يقع على عاتق الأمة الإسلامية جمعاء واجب مواصلة مسيرة الكرامة والتقدم، وتحقيق مُثل الثورة الإسلامية، وبناء حضارة إسلامية جديدة راسخة ومستقرة، وذلك باتباع قائد الثورة بوعي وإدراك.