البث المباشر

الاقتدار الإيراني والتقنية الذكية التي تتسلل إلى قلب العدو

الأحد 5 أكتوبر 2025 - 21:32 بتوقيت طهران
الاقتدار الإيراني والتقنية الذكية التي تتسلل إلى قلب العدو

أحدثت تقنيات الذكاء الاصطناعي في الطائرات المسيرة الإيرانية تأثيراً على المدى، ودقة التصويب على الأهداف، والتخفي الراداري، مما يشكل تحدياً كبيراً لأنظمة الدفاع للعدو.

"قبل الحرب ضد داعش، لم يُعتبر الاستخدام القتالي للطائرات المسيرة رسمياً، وكان يقتصر على قبول أنشطة الاستخبارات والتصوير. رغم بعض التحفظات، بما في ذلك تلك التي أبداها الحاج قاسم سليماني، قبلت القوات مسؤولية استخدام الطائرات المسيرة في العمليات القتالية. وقد أدى دخولها العملي في الميدان إلى جعل نظام الطائرات المسيرة فعالاً وتدريجياً أصبح جزءاً من الحرب ضد داعش."

هذا ما صرح به قائد القوات الجوفضائية في حرس الثورة الإسلامية الشهيد اللواء أمير علي حاجي زاده. وأصبح استخدام الطائرات المسيرة في الهيكل العملي للقوات المسلحة الإيرانية استراتيجية فعالة راسخة.

إحدى الميزات التي يمكن ملاحظتها في الطائرات المسيرة الإيرانية بعد عمليتي "الوعد الصادق 1 و 2" هي ترقية "تطوير الذكاء في الطائرات المسيرة".

 

مفاجأة العدو بذكاء الطائرات

وفقاً لقائد القوات البحرية لحرس الثورة الادميرال علي رضا تنكسيري، قامت القوات البحرية لحرس الثورة الإسلامية بالاعتماد على الشباب الموهوبين والملتزمين، بتجهيز طائرات "مهاجر-6" و "أبابيل-5" بصواريخ "قائم" و "الماس" المزودة بالذكاء الاصطناعي.

يعتقد قائد القوات البحرية لحرس الثورة الإسلامية أن تقنية الذكاء الاصطناعي تؤثر على مدى الطائرات المسيرة، ودقة التصويب على الأهداف، وقدرتها على التخفي الراداري.

أكثر جوانب الذكاء الاصطناعي إثارة هو دمجه مع التقنيات الحالية للطائرات المسيرة. في الواقع، قامت الجمهورية الإسلامية بتحويل الطائرات المسيرة إلى أسلحة آلية، حيث سيمكن هذا الابتكار الطائرات المسيرة الإيرانية من القيام بعمليات في مجالات مختلفة دون تدخل بشري مباشر، مما سيجعلها غير قابلة للتوقع ويصعب مواجهتها.

 

الطائرات المسيرة الإيرانية المزودة بالذكاء الاصطناعي تشكل تحدياً كبيراً لأنظمة الدفاع للعدو

تمنح خوارزميات الذكاء الاصطناعي الطائرات المسيرة القدرة على تحديد وتعريف أهدافها بدقة عالية، وتقليل مخاطر الأضرار الجانبية والإصابات المدنية، مما يشكل خطوة كبيرة في مجال التكنولوجيا العسكرية.

تشكل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الطائرات المسيرة الإيرانية تحدياً كبيراً لأنظمة الدفاع للكيان الصهيوني، حيث يمكنها الهجوم بشكل جماعي ومنسق لتعطيل أنظمة الدفاع الجوي للعدو وتحقيق أهدافها.

ستمكن أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة في هذه الطائرات المسيرة ليس فقط من تجنب إجراءات الرد المعادية، بل ستمنحها أيضاً القدرة على الرد بسرعة على هذه التهديدات.

 

ما الذي ميز عمليات "الوعد الصادق 3"؟

يعد تجهيز الطائرات المسيرة بدون طيار بالذكاء الاصطناعي أحد أهم التطورات في المجال الدفاعي والتكنولوجي الإيراني، والذي يمكن أن يكون له تأثير كبير على كيفية استخدام الطائرات المسيرة في العمليات العسكرية والأمنية ومفاجأة العدو.

لقد توسع استخدام الطائرات المسيرة التشغيلية إلى حد أنه في الحرب الإجرائية الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، تم استخدام الطائرات المسيرة على نطاق واسع، لدرجة أن العديد من الخبراء العسكريين يعتقدون أن ما ميز هذه العملية عن الهجمات الصاروخية البحتة كان الاستخدام المستهدف للطائرات المسيرة كعامل لإحداث الإرهاق وضغط نفسي مستمر.

ما الاستراتيجية التي اتبعتها الطائرات المسيرة في الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا؟

خلال الحرب الإجرائية الأخيرة، أجبر التوغل المتكرر للطائرات المسيرة الإيرانية في المجال الجوي للعراق أنظمة الدفاع الجوي التابعة للناتو وكذلك المقاتلات الاعتراضية للولايات المتحدة على القيام بطلعات متتالية لاعتراض ومراقبة هذه الطائرات.

يعتقد العديد من المحللين أن هذا الوضع، مع استنزاف الموارد والوقت والتكاليف المتكررة، أدى إلى إضعاف التركيز العملي وتقليل قدرة أنظمة العدو على الاستجابة السريعة.

في الوقت نفسه، وفقًا لتقارير عدد من وسائل الإعلام العبرية والمصادر المحلية، تمكنت مجموعة من الطائرات المسيرة الانتحارية الإيرانية من التسلل إلى أجواء الأراضي المحتلة؛ وهو ما أدى إلى تنبيه صفارات الإنذار بشكل متتال في مدن مثل تل أبيب وحيفا ومناطق أخرى، ودفع أعدادًا كبيرة من سكان هذه المناطق إلى الملاجئ.

أثر الضغط النفسي والعملي المستمر على أنظمة الدفاع الجوي للكيان، على قدرة التخزين والاستجابة للأنظمة، وأدى إلى انخفاض أدائها خلال الحرب المفروضة التي استمرت 12 يومًا.

أرسل تجهيز الطائرات المسيرة الإيرانية بالذكاء الاصطناعي موجات من الذهول والدهشة إلى المنطقة وأعداء إيران، لذا يعتقد العديد من الخبراء أن وجود مثل هذه البنى التحتية العسكرية للجمهورية الإسلامية يرسل رسالة إلى الأعداء مفادها أنه في حالة أي خطأ محتمل، ستتمكن إيران كما في السابق من تنفيذ هجمات واسعة النطاق ومستمرة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة