البث المباشر

جامعة تبريز .. جسر علمي بين إيران ودول الجوار

الأحد 5 أكتوبر 2025 - 13:05 بتوقيت طهران
جامعة تبريز .. جسر علمي بين إيران ودول الجوار

تُعدّ الجامعات الإيرانية من أهمّ ركائز القوة الناعمة للجمهورية الإسلامية في مجال الدبلوماسية العلمية، حيث يشكّل استقطاب الطلاب الأجانب جسراً متينًا للتواصل الثقافي والعلمي والحضاري بين إيران وسائر شعوب العالم.

ونجحت جامعة تبريز – ثاني أقدم جامعة في البلاد – خلال السنوات الأخيرة في ترسيخ مكانتها كإحدى أبرز المؤسسات الأكاديمية الإيرانية الجاذبة للطلاب من خارج البلاد، وذلك بفضل تنوع تخصصاتها العلمية، وسمعتها الأكاديمية العالمية، وبيئتها التعليمية المتطورة.

وقال رئيس جامعة تبريز الدكتور محمد تقي علمي ان الجامعة تحتضن حالياً أكثر من 3800 طالب أجنبي من سبع دول، هي العراق وتركيا وأفغانستان وجمهورية أذربيجان وباكستان والصين وسوريا، وقد تخرّج منها حتى الآن أكثر من ألف طالب أجنبي في مختلف المراحل الدراسية.

وأضاف أن هذا العام شهد قبول 714 طالباً أجنبياً جديداً، يشكّل العراقيون نحو 85 بالمائة منهم، موضحًا أن جامعة تبريز تأتي ثانية بعد جامعة قم من حيث عدد الطلاب الأجانب بين الجامعات الإيرانية.

وأكد علمي أن استقطاب الطلاب الأجانب يُسهم في تعزيز المكانة العلمية لإيران على الصعيد الدولي، كما يُعدّ أحد المعايير الأساسية في التصنيفات العالمية للجامعات، مثل تصنيف "تايمز"، مشيراً إلى أن هذا التوجه يتماشى مع خطة التنمية السابعة التي تنص على استقطاب أكثر من 308 آلاف طالب أجنبي في الجامعات الإيرانية المختلفة.

من جهته، أوضح مدير التعاون العلمي والدولي بالجامعة الدكتور سعيد شجاعي أن عملية القبول تتم عبر نظام إلكتروني معلن، وتخضع لمعايير دقيقة تشمل المعدل الدراسي والعمر والتخصص وسجلّ الطالب الأكاديمي.

وأضاف أن الجامعة لا تسعى وراء الربح الاقتصادي من خلال قبول الطلاب الأجانب، بل تضع نصب عينيها هدفاً استراتيجياً يتمثل في تعزيز الدبلوماسية العلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأشار شجاعي إلى أن الرسوم الدراسية للطلاب الأجانب تتراوح بين 800 و1000 دولار أمريكي لكل فصل دراسي، وأن هذا النشاط الأكاديمي يوفّر فوائد اقتصادية وعلمية تتجاوز 60 مليون دولار سنوياً، إلى جانب آثاره المعرفية والثقافية الواسعة.

كما نوّه بأن الجامعة حصلت منذ عام 2019 على ترخيص رسمي لتأسيس مركز تعليم اللغة الفارسية، حيث يُلزم الطلاب الأجانب بدراسة اللغة في فصلهم الدراسي الأول، تعزيزًا للتواصل الثقافي والاندماج الأكاديمي.

وأكد شجاعي أن العديد من خريجي الجامعة يشغلون اليوم مناصب قيادية ومهنية رفيعة في بلدانهم، خاصة في العراق، ما يُبرهن على نجاح تجربة جامعة تبريز في إعداد كوادر علمية تسهم في توثيق أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب المنطقة.

وفي الختام، تُظهر تجربة جامعة تبريز في أذربيجان الشرقية أن الانفتاح العلمي المنضبط يشكل إحدى ركائز التنمية المستدامة، ويعكس الوجه الحضاري للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الساحة الدولية من خلال بناء جسور العلم والمعرفة مع مختلف دول العالم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة