البث المباشر

إنجاز نووي إيراني في تعزيز أمن الطاقة والمياه

الإثنين 29 سبتمبر 2025 - 13:08 بتوقيت طهران
إنجاز نووي إيراني في تعزيز أمن الطاقة والمياه

نجح باحثو المعهد الإيراني للعلوم والتكنولوجيا النووية في تصميم وتصنيع جهاز بلازما بقوة نبضية قادر على إنتاج ونشر موجات صدمية في بيئة سائلة، وهي تقنية جديدة تهدف إلى زيادة كفاءة الاستخراج من آبار النفط وإحياء الموارد المائية.

إن الطاقة النووية، باعتبارها أحد الركائز الأساسية للتنمية العلمية والصناعية في البلاد، تحظى بمكانة خاصة في الاستراتيجيات الكبرى للجمهورية الإسلامية الإيرانية. فبالإضافة إلى دورها في توليد الكهرباء وتوفير الطاقة المستدامة، وجدت هذه التقنية المتقدمة تطبيقات واسعة في مجالات مختلفة مثل الطب، صناعة النفط والغاز، الزراعة، البيئة، والبحوثات العلمية.

يوفر استخدام الطاقة النووية القدرة على تعزيز الاستقلال العلمي والاقتصادي للبلاد، كما يُعرف بأنه أداة فعالة لزيادة كفاءة الموارد وتقليل الاعتماد على التقنيات الأجنبية.

 

بناء جهاز بلازما بقوة نبضية لتوليد ونشر موجات الصدمة في بيئة سائلة

تُعدّ معرفة وتكنولوجيا البلازما مجالًا جديدا في الصناعة، ويمكنها إحداث تغييرات جذرية في هذه المجالات من خلال دخولها مجالات تطبيقية متنوعة وإظهار إمكاناتها. ونظرا لغنى الجمهورية الإسلامية الإيران بموارد النفط والغاز، فإن استخدام تكنولوجيا البلازما للنهوض بصناعة النفط، وخاصةً في مجال تكنولوجيا استخراج آبار النفط، يكتسب أهمية خاصة. ومن إحدى الطرق لزيادة استخلاص النفط هي توليد موجات صدمية في الآبار.

لتحقيق هذا الهدف، أُجريت دراسة معمقة أولًا حول طريقة توليد ونشر موجات الصدمة في بيئة سائلة. وبعد ذلك تم اختيار إحدى أفضل الطرق لتوليد موجات الصدمة المتوافقة مع أهداف التطبيقات المستقبلية:"انفجار الأسلاك في بيئة مائية".

ولدراسة سلوك وخصائص موجة الصدمة، فقد استُخدمت قياسات لرصد التغيرات في التيار والجهد الكهربائيين مع مرور الوقت، وتحليل تأثير معلمات السلك المتفجر على هذه التغيرات. وتُوفر هذه التجارب معلومات حيوية لتطوير أنظمة تعتمد على تقنية البلازما النبضية.

 

تبيين الخطوة التالية والآفاق المستقبلية

يعود استخدام تقنية البلازما النبضية في آبار النفط إلى ثمانينيات القرن الماضي. وقد أُعيد إحياء هذه التقنية بنجاح منذ عام 2007، وحتى الآن، استخدمتها شركات كبرى مثل كونوكوفيليبس، لوك أويل، روسنفت، غازبروم، وبي بي (بريتيش بتروليوم: BP) في حوالي 300 بئر نفط في روسيا، الصين، أوروبا الشرقية، الولايات المتحدة، والكويت.

تشير تقارير عديدة إلى مستقبل باهر لهذه التقنية. ونظرًا للاستخدام الواسع النطاق لتقنية البلازما النبضية من قِبل الدول المنتجة للنفط، وحتى دول الخليج الفارسي، ومسألة استخراج النفط من حقول النفط المشتركة، فقد أصبح اكتساب هذه المعرفة وهذه التقنية ذا أهمية مضاعفة لإيران. ويمكن أن يُسهم تطوير هذه التقنية في زيادة إنتاج واستغلال حقول النفط في البلاد بشكل كبير.

 

مجال التطبيق والسوق المستهدفة

قد استُخدمت تقنية البلازما النبضية بنجاح في مجال زيادة استخلاص النفط منذ عام 2007م. وبالإضافة إلى صناعة النفط والغاز، يُمكن استخدام هذه التقنية أيضًا في مجال إعادة تأهيل آبار المياه.

وتشمل السوق المستهدفة لهذه التقنية صناعات النفط والغاز الكبرى، مشاريع التنمية المشتركة للموارد، مشاريع إعادة بناء وتنشيط آبار المياه.

لا يُعد هذا الإنجاز الذي حققه المعهد الإيراني للعلوم والتكنولوجيا النووية، طفرة علمية في مجال تقنية البلازما فحسب، بل يُمكن أن يلعب دورًا هاما في تعزيز أمن الطاقة في البلاد وزيادة الإنتاجية في القطاعات الاستراتيجية في المستقبل القريب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة