البث المباشر

أفضل ثلاثة إبداعات في العالم الإسلامي ضمن جائزة المصطفى (ص)

الأحد 7 سبتمبر 2025 - 16:04 بتوقيت طهران
أفضل ثلاثة إبداعات في العالم الإسلامي ضمن جائزة المصطفى (ص)

تم تقديم الموضوعات المختارة لجائزة المصطفى (ص) في ثلاثة مجالات: الطب المتقدم، تكنولوجيا المعلومات، والطاقة المتجددة؛ وهي ابتكارات تشمل رقائق النانو للكشف عن السرطان وصولا إلى خوارزميات معالجة البيانات المتقدمة والخلايا الشمسية النظيفة وغير المكلفة.

سلطت جائزة المصطفى (ص) بدورتها السادسة لهذا العام الضوء على ثلاثة إنجازات علمية وتكنولوجية باعتبارها أمثلة مشرقة على الابتكار في العالم الإسلامي؛ وهي إنجازات يمكن أن يشكل كل منها نقطة تحول في عملية حل التحديات العالمية في مجالات الصحة، تكنولوجيا المعلومات والطاقة النظيفة.

 

الطب الدقيق والمتقدم بتقنية النانو

فيما يخص مجال علوم الحياة والطب، نجح البروفيسور *محمد تونر*، العالم التركي البارز والأستاذ بجامعة هارفارد، في تطوير أداة تعتمد على تقنيتي الميكرو والنانو لعزل الخلايا السرطانية في مجرى الدم. وتُحدّد هذه الشريحة المصغّرة، بدقةٍ فائقة، خلايا الورم في مجرى الدم؛ وهي قدرةٌ تُمكّن من الكشف المُبكر جدًا عن السرطان ومراقبة المريض أثناء العلاج. ويُمكن لهذا التقدم أن يُحسّن معدلات نجاة مرضى السرطان، وأن يُوسّع نطاق تطبيق نهج "العلاج المُخصّص".

 

ثورة في معالجة البيانات الضخمة

فيما يخص مجال تكنولوجيا المعلومات، طوّر الباحث الإيراني البروفيسور *وهاب ميركاني* خوارزمية مبتكرة تُسمى "التجزئة الحساسة للموقع القائمة على توزيعات p مستقرة". ويُحسّن هذا الابتكار سرعة وكفاءة البحث عن البيانات ومطابقتها على نطاقات واسعة جدًا، مع الحفاظ على أمانها ودقتها. ومع توسّع خدمات الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات الضخمة، والحوسبة السحابية، لا تُعتبر هذه الخوارزميات مُحسّنات للبنية التحتية الرقمية فحسب، بل تلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في تطوير البرمجيات المتقدمة، والأنظمة القائمة على الموقع، وخدمات البحث الذكية.

 

الطاقة النظيفة للمناطق المحرومة والنائية

فيما يخص مجال الطاقات الجديدة، تمكّن البروفيسور *محمد خواجه نذير الدين*، العالم الهندي والأستاذ في معهد EPFL في سويسرا، من التغلب على التحديات التقنية والاقتصادية للخلايا الشمسية القديمة من خلال تطوير جيل جديد من خلايا البيروفسكايت الشمسية. ولا تتميز هذه الخلايا بكفاءة أعلى فحسب، بل تتميز أيضًا بخفة الوزن والمرونة وانخفاض التكلفة؛ وهي ميزات تُمكّن من تركيبها وتشغيلها حتى في المناطق النائية التي تفتقر إلى بنية تحتية متطورة. ويمكن لهذه التقنية أن تُسهم في تحقيق استقلالية المجتمعات الريفية في مجال الطاقة، وتُقلل الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري.

 

الأهمية الاستراتيجية للخيارات

تُقدم هذه الخيارات الثلاثة صورةً واضحةً لمسار العلم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي: بالتركيز على التقنيات التحويلية القادرة على التأثير في صحة الإنسان، والبنية التحتية الرقمية، ومستقبل الطاقة. وفي الواقع، إذا جمعنا هذه المجالات الثلاثة معًا، فسنواجه خريطةً تُحدد احتياجات عالم الغد، بما في ذلك الصحة، البيانات، والطاقة. وبالإضافة إلى قيمتها العلمية، تُرسل هذه الإنجازات رسالةً واضحةً للعالم: "العلماء المسلمون ليسوا حاضرين في طليعة العلوم فحسب، بل يُسهمون أيضًا في حل المشكلات العالمية من خلال ابتكاراتهم".

بالإضافة إلى التأثير المباشر لكل إنجاز على مجال تخصصه، فإن لهذه الخيارات معنىً أوسع نطاقًا للدبلوماسية العلمية ومكانة العالم الإسلامي. كما أن وجود باحثين من أصول وخلفيات مختلفة، ولكنهم يعملون في أعرق المراكز العلمية في العالم، يُظهر أن النجاح العلمي لم يعد يقتصر على الجغرافيا. ويعزز هذا التواصل الدولي القدرة على تبادل المعرفة، مشاركة موارد البحث، تسويق النتائج، ويوسع آفاق التعاون الدولي. ويمكن لهذه الشبكات أن تُسهم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة في الدول الإسلامية.

من ناحية أخرى، تُدرج المجالات الثلاثة المختارة، وهي الطب المتقدم، الطب النانوي، معالجة البيانات الضخمة، والطاقة النظيفة، ضمن قائمة "التقنيات الحيوية" في العديد من الاستراتيجيات الوطنية ووثائق الأمم المتحدة للعلوم والتكنولوجيا.

ولن يقتصر الاستثمار في هذه المجالات على تلبية الاحتياجات الفورية للمجتمعات فحسب، بل سيضمن أيضًا استعداد الدول للأزمات العالمية المستقبلية؛ بدءًا من الأوبئة المحتملة ووصولًا إلى نقص الطاقة أو التهديدات السيبرانية.

إذن تُمثل جائزة المصطفى (ص) بوصلة تُرشد مسار التطور العلمي نحو تحقيق أعلى العوائد الاجتماعية والاقتصادية من خلال التركيز على هذه القضايا الاستراتيجية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة