وتأتي هذه المراسم تيمناً بمظاهرات مجموعة من طلاب جامعة طهران في ذات اليوم من عام 1953 احتجاجاً على زيارة نائب الرئيس الأميركي نيكسون، وقد قمعت سلطات الشاه المقبور المظاهرات واستشهد على اثرها 3 من الطلاب وهم «مصطفى بزرك نيا» و«أحمد قندجي» و«مهدي شريعت رضوي».
وكانت حركة الطلاب الجامعيين في ذلك اليوم بمثابة بريق أمل في ليلة مظلمة ليعيد فجر مشرق جديد في المجتمع الايراني ويبدد اليأس والاحباط في نفوس الشعب وأن الطلاب الجامعيين أكدوا في هذا اليوم بشعاراتهم الثورية بأن الطبقة المثقفة في إيران لازالت واعية، وتعتبر هذه الحركة هي بداية لسقوط السلطة، وستظل كالأسد بوجه قوى الظلم والاستكبار.
وقال قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي خامنئي، عن يوم الطالب الجامعي:
"إن طبيعة الحركة الطلابية في بلادنا هي أنها مناهضة للغطرسة والهيمنة والديكتاتورية ومدافعة عن العدالة".
مسارات فكرية تلهم الأجيال
يوم الطالب الجامعي في إيران، الذي ليس مجرد مناسبة للاحتفاء بالعلم، بل هو فرصة للتأمل في تجارب شخصيات وأعمال أدبية وثقافية جسّدت معنى السعي وراء المعرفة والالتزام بالقيم.
مجموعة من الكتب التي تناولت حياة علماء، طلاب، ومجاهدين، تقدّم اليوم مادة ثرية لإلهام الجيل الجديد من الطلاب الجامعيين، فنذكر فيما يلي بعضها.
«الرجل الأول»
كتاب «مرد نخستين» أي «الرجل الأول» من تأليف «محمود أكبرزاده»، يتناول سيرة البروفيسور محمود حسابي، أب الفيزياء الإيرانية، الذي درس تخصصات متعددة وأسس كلية الهندسة بجامعة طهران. وقدم إنجازات علمية كبرى وحاز لقب «الرجل الأول العلمي في العالم» عام 1990، ليصبح رمزاً للعلم والالتزام الوطني.
«كامبوزيا»
كتاب «كامبوزيا» من تأليف «مجموعة الشهيد إبراهيم هادي الثقافية»، يروي حياة «أميرتوكل كامبوزيا»، العالم المتعدد اللغات والتخصصات، الذي نُفي إلى زاهدان وحوّل أراضيها القاحلة إلى جنة مثمرة. ورغم القيود، ظل مرجعاً للعلماء الأوروبيين حتى استُشهد بالسم عام 1974، ليبقى مثالاً للصمود والإبداع العلمي.
«سبعة وعشرون شخصاً»
كتاب «بيست وهفت نفر» أي «سبعة وعشرون شخصاً» من تأليف «محمدرضا نجفي»، مجموعة قصصية عن 27 شخصية جامعية، تعرض مواقف حياتية وسلوكية يواجهها الطلاب خلال دراستهم. وتقدم حلولاً تربوية لتجنب الفشل وبناء الثقة، وتُعد دليلاً عملياً لفهم آداب الحياة الجامعية، موجهة للطلاب الجدد ومفيدة للجميع.
«ذكريات سفير»
في كتاب «خاطرات سفير» أي «ذكريات سفير»، الذي هو من تأليف «نيلوفر شاد مهري»، تسرد الكاتبة تجربتها كطالبة دكتوراه في فرنسا، حيث واجهت تحديات بسبب حجابها وهويتها الإسلامية. وتحولت إلى سفيرة غير رسمية لإيران، مدافعة عن الإسلام وقيمه، لتجعل من تجربتها الجامعية قصة ملهمة في الهوية والمقاومة الثقافية.
«الجامعة والطالب الثوري من وجهة نظر قائد الثورة الإسلامية»
كتاب «دانشكاه ودانشجوي انقلابي از ديدكاه رهبر معظم انقلاب اسلامي» أي «الجامعة والطالب الثوري من وجهة نظر قائد الثورة الإسلامية» من تأليف «حسن قدوسي زاده»، يجمع كلمات قائد الثورة الإسلامية حول دور الجامعة والطالب الثوري في بناء المجتمع. ويضم أكثر من 150 نقطة توجيهية عن العلم، المسؤولية، والالتزام، ليكون مرجعاً للطلاب في فهم دورهم في النهضة الوطنية والإسلامية.
«همسات البنات.. مهارات الحياة الجامعية»
كتاب «دخترانه هاي در كوشي.. مهارت افزايي دختران دانشجو» أي «همسات البنات.. مهارات الحياة الجامعية» من تأليف مجموعة كتّاب «شمسه»، وهو كتاب جماعي يعرض تجارب الطالبات الجامعيات في مهارات الحياة اليومية، من تدوين الملاحظات إلى إدارة العلاقات الأسرية والاجتماعية. ويقدم نصائح عملية للتعامل مع الأساتذة والسكن الجامعي، ويخاطب الطالبات والطلاب على حد سواء.
«في ضجيج الصمت»
كتاب «در هياهوي سكوت» أي «في ضجيج الصمت» من تأليف «جواد كلاته عربي»، يوثق حياة الشهيد عباس وراميني، أحد الطلاب المشاركين في اقتحام وكر التجسس الأمريكي، الذي واصل مسيرته في الثورة والحرب حتى استُشهد في عملية والفجر 4. يعرض مسيرته الجهادية كرمز للتضحية والإيمان الجامعي.
يوم الوعي والحرية
يوم الطالب الجامعي في إيران هو يوم للوعي والحرية، يوم يذكّر الأجيال بأن الجامعة ليست مجرد قاعات للدراسة، بل فضاء للتضحية والإبداع والمقاومة. والكتب التي تناولت حياة العلماء والطلاب والمجاهدين، تظل منارات فكرية تلهم الأجيال الجديدة، وتؤكد أن الطالب الجامعي سيبقى دائماً صوت الحق والنهضة.