ومنح برهاني الجائزة الثالثة في "جائزة مهاتير محمد للابتكار الفكري"، التي خصصت هذا العام لموضوع "فلسطين: محور تحديث حضاري".
وحصل على الجائزتين الأولى والثانية كل من رولامي عبد الحميد من الجزائر، والبروفيسور صلاح عبد الرؤوف من مصر.
وحمل بحث برهاني عنوان "العالم الإسلامي: ما بعد الصهيونية وتحت تأثيرها"، ونال تقدير لجنة التحكيم لدوره في تحليل التحولات الفكرية والجيوسياسية المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
وتمنح هذه الجائزة سنوياً بهدف تكريم الباحثين والمفكرين الذين يقدمون إسهامات علمية بارزة، وتقام بإشراف "مجمع العالم الإسلامي للفكر والحضارة"، برئاسة رئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد، الذي أطلقت الجائزة باسمه تقديراً لإسهاماته في بناء ماليزيا الحديثة.
وقال برهاني إن دراسته "ترصد تحولاً تاريخياً عميقاً، تمثل في انتقال العالم الإسلامي من حالة ازدهار حضاري في العصور السابقة إلى واقع معاصر تتسم ملامحه بالأزمة وعدم الاستقرار".
وأوضح أن البحث سعى إلى "تحديد العامل الخارجي الأكثر تأثيراً في هذا المسار، من خلال تحليل مرتكزات الحركة الصهيونية وتطور نشاطها المتزامن مع هذا التحول".
وأكد الأكاديمي الإيراني أن "الجزء الأول من الدراسة يبين أن الأسس الفكرية للصهيونية تحمل طابعا مناوئاً للإسلام، قائما على تصور صفري يقوم على احتكار فلسطين وضرورة إضعاف القوة الحضارية ووحدة العالم الإسلامي باعتبار ذلك شرطاً لبقاء المشروع الاستعماري الإسرائيلي.
أما الجزء الثاني، فقدم تحليلاً عملياً لاستراتيجيات إسرائيل، شمل خمس ساحات رئيسية: العدوان والاحتلال العسكري المباشر، الحفاظ القسري على التفوق العسكري والنووي، تفتيت المجتمعات والدول الإسلامية من الداخل، حملات التشويه الخطابي ضد العالم الإسلامي، وتوظيف القوى الغربية كأدوات ضغط على الدول المسلمة".
وبحسب برهاني، تنسجم هذه السياسات مع "رؤية واقعية هجومية تعتبر أن أمن" إسرائيل" يتحقق عبر الهيمنة على كل الخصوم المحتملين، وأن العالم الإسلامي بما يملكه من عمق بشري وجغرافي يشكل تهديداً وجودياً للمشروع الصهيوني، ما لم يبق ضعيفا ومجزأ". وترى الدراسة أن حالة الصراع بين الطرفين "ذات طبيعة صفرية، حيث يعد أي تقدم في وحدة العالم الإسلامي أو قوته خسارة غير مقبولة بالنسبة للمشروع الصهيوني".
وأشار برهاني إلى أن العالم الإسلامي "يقف اليوم أمام منعطف تاريخي حاسم يتأثر بشدة بمخرجات التوسع الصهيوني وتداعياته الإقليمية"، محذرا من أن "التغافل عن طبيعة المواجهة أو التعامل معها بسلبية سيسهم في ترسيخ الهيمنة الصهيونية واستمرار التراجع الحضاري". وختم بالتشديد على أن "الاستجابة الواعية والاستراتيجية، المبنية على فهم شامل للأبعاد الفكرية والعملية لهذا التحدي، تمثل شرطا ضروريا لاستعادة الدور التاريخي للعالم الإسلامي".
