يُعد التحكم في النزيف والوقاية من العدوى من أبرز التحديات التي تواجه الجراحين في عمليات الأسنان، بينما يؤدي ضعف إعادة بناء العظم في مناطق الجراحة إلى إطالة فترة التعافي وزيادة خطر المضاعفات مثل العدوى أو نقص الترميم العظمي. وغالباً ما تقتصر الحلول المتاحة على معالجة جانب واحد فقط من هذه المشكلات، ما يزيد الحاجة إلى منتج متكامل ومتعدد الوظائف.
في هذا الإطار، صمّم فريق البحث بقيادة الدكتورة سارا سيمرغ إسفنجًا جيلاتينيًا مبتكرًا يجمع في آن واحد بين إيقاف النزيف، مكافحة البكتيريا، وتحفيز إعادة بناء العظم. ويحتوي الإسفنج على جزيئات نانوية من الفضة تمنحه خصائص مضادة للبكتيريا، بينما تعزز جزيئات نانوية محفزة للعظم عملية ترميم الأنسجة بسرعة أكبر.
ويتميز الإسفنج الجيلاتيني بكونه خفيف الوزن ومرناً وسهل الاستخدام، ما يسهل عمل أطباء الأسنان دون التسبب في ضغط أو إزعاج إضافي للمرضى. كما أنه قابل للتحلل الحيوي ولا يحتاج لإزالته بعد الجراحة، مما يوفر راحة أكبر للطبيب والمريض.
أحد أبرز مزايا هذا المنتج هو دمج وظائف وقف النزيف ومكافحة البكتيريا وتحفيز العظم في حل واحد، ما يجعله متفوقاً على المنتجات المتوفرة في السوق ويخفض التكلفة مقارنة باستخدام عدة منتجات منفصلة.
يمكن للإسفنج التكيف مع تجاويف الأسنان بمختلف الأشكال والأحجام، وإيقاف النزيف بسرعة، وفي الوقت نفسه تحفيز إعادة بناء العظم، مع منع نمو الميكروبات المسببة للأمراض بفضل الخصائص المضادة للبكتيريا لجزيئات الفضة.
وبحسب ستاد نانو، فإن هذا المشروع نتج عن عمل فريق مكون من خمسة باحثين، ويجري حالياً على مستوى المختبرات قبل أن يدخل مرحلة التسويق قريباً. ويشير الخبراء إلى أن النماذج الأجنبية المماثلة توفر فقط وظيفة إيقاف النزيف، بينما يقدم الإسفنج الإيراني الثلاثية المميزة: إيقاف النزيف، مكافحة البكتيريا، وتحفيز العظم.
ويتيح هذا الابتكار لأطباء الأسنان السيطرة على النزيف بسرعة وكفاءة، حتى لدى المرضى المصابين بأمراض مزمنة أو المتعاطين لأدوية مميعة للدم، كما يقلل من مضاعفات ما بعد الجراحة، ويزيد من نجاح العمليات ورضا المرضى.