وجاء في نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الجريمة الأخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني باستهداف الصحفيين وأهل الإعلام في غزة، ولا سيما استشهاد ستة من الصحفيين المجاهدين الشجعان المضحّين، الذين كانوا في الصفوف الأمامية لنقل صرخة مظلومية رجال ونساء وأطفال هذه المنطقة، ومن بينهم أنس الشريف، تمثل اعتداءً مباشراً على المبادئ الإنسانية وحرية التعبير. هذه الخطوة الظالمة لا تستهدف حقوق الإنسان فحسب، بل تمس أيضاً حق الشعوب في معرفة الحقيقة. فالصحفيون، في حرب الإدراك والوعي الراهنة، يقفون بأقلامهم وكاميراتهم في مواجهة الأكاذيب والتحريف، ويتحملون مسؤولية كبرى في نقل الوعي إلى المجتمعات البشرية.
إن الكيان الصهيوني العنصري والشرس، الذي سعى دوماً لإسكات صوت الحقيقة، أثبت مرة أخرى في هذه اللحظة التاريخية، من خلال ارتكاب هذه الجريمة، أنه لا يتردد في فعل أي شيء لإخفاء جرائمه الوحشية التي تذكّر بعصور الظلام، ولإخفاء طبيعته الوحشية والمعادية للإنسانية. واستهداف الصحفيين في قلب الحروب، وخاصة في غزة، هو في الحقيقة إطلاق النار على الحرية، وجريمة تصب في مسار فرض «الصمت الإعلامي» وإنكار الحقيقة. فهذا الكيان الآثم والإجرامي يسعى عبر اغتيال الصحفيين وأهل الإعلام إلى عرقلة مسار نقل الحقائق وإيصال رسالة الحق إلى العالم، وإخفاء الوجه الدموي لجرائمه في غزة البطلة والمظلومة.
وفي عالم اليوم، حيث تدور الحروب على ساحة العقول وإدراك المجتمعات، يشكّل الصحفيون الميدانيون جنود جبهة السرد والرواية، الذين، رغم قسوة الميدان وظروفه العصيبة، يؤدّون مسؤوليتهم في كشف الحقائق، ويتصدّون للروايات الزائفة والمحرّفة. فهم، وسط ساحات المعارك وأهوال القصف المدفعي والغارات، يواصلون بلا انقطاع أداء واجبهم في نقل الحقيقة.
وفي الوقت الذي يشهد فيه إيران الإسلامية، بمناسبة «يوم الصحفي»، أجواء مهيبة لتكريم «أهل الإعلام»، فإن استشهاد ستة من الصحفيين الأبطال في غزة لا يعكس فقط شجاعتهم وتضحياتهم في سبيل الحقيقة، بل يبرز أيضاً أهمية ودور الصحفيين في نشر الوعي عالمياً. هؤلاء الشهداء الأعزاء، بدمائهم، لم يوصلوا صوت المظلومين في غزة إلى أسماع العالم فحسب، بل وجّهوا برسالتهم الشجاعة نداءً قوياً ومعنياً إلى الدنيا بأن الصمت أمام الظلم والجريمة أمر مرفوض.
واختتمت العلاقات العامة في حرس الثورة بيانها بإدانة هذه الجريمة الكبرى، وتكريم ذكرى وبطولات 237 صحفياً استشهدوا دفاعاً عن المقاومة وحق غزة منذ «طوفان الأقصى» حتى اليوم، مؤكدة أن الإعلاميين الأحرار الساعين للحق سيظلون إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحرير القدس الشريف. كما دعت جميع الشعوب والمجتمعات العالمية، ولا سيما الهيئات والمنظمات التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الإعلام، إلى عدم الصمت أمام هذه الجرائم، وتجنب غض الطرف عن هذه الوحشية، والمطالبة بوقف المجازر ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الصحفيين في غزة.