البث المباشر

بيان علماء السنة بمناسبة انتصار إيران على إسرائيل

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 12:09 بتوقيت طهران
بيان علماء السنة بمناسبة انتصار إيران على إسرائيل

صدر أكثر من 1300 من النخب، العلماء والمفكرين السنة الإيرانيين بيانا موجها إلى قادة وشباب الدول الإسلامية، هنأوا فيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية بانتصارها على الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

في أعقاب التطورات الأخيرة في المنطقة وانتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة التهديدات المباشرة من الكيان الصهيوني، أصدر أكثر من 1300 من المفكرين والعلماء السنة الإيرانيين بيانًا يوم الأحد.

وجاء في نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

"وَمَا النَّصْرُ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"

قادة الدول الإسلامية، علماء ومفكرو العالم الإسلامي الكرام، شباب المسلمين الأعزاء،

في الوقت الذي نهنئ فيه بانتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أمريكا والكيان الصهيوني، والذي يُعدُّ انتصارًا للإسلام على الكفر، نُعلن ما يلي:

إن الكيان الصهيوني الخبيث، الذي زُرعت بذرته غير الشرعية بالعنف، واستند إلى سياسات بريطانية وأمريكية قذرة، ولا يزال قائمًا، قد انتشر كالورم السرطاني في أجساد الدول الإسلامية.

هذا الكيان المتعطش للدماء، الذي احتل القدس وقبلة المسلمين الأولى بمساعدة ودعم حلفائه الكفار، لم يمضِ يومًا واحدًا دون أن يرتكب مجازر بحق الأطفال والنساء الفلسطينيين العزل. واستمرت جرائمه السافرة حتى نفد صبر شباب غزة المتحمس، وفي السابع من أكتوبر، صنعوا ملحمة لا مثيل لها، وتحدوا بجدية هيمنة هذا الكيان العميل وداعميه أمنيًا وعسكريًا، بل وحتى اقتصاديًا، من خلال عملية "طوفان الأقصى".

بعد هذه الحادثة، صرخت شريحة من المجاهدين في الدول الإسلامية، وفقًا للنص القرآني الكريم:

"وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعِفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنَّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ"

لقد وقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني الأعزل، وقبلوا بكل قلبهم تكلفة هذه المواجهة مع الكفار المتحاربين.

لذلك، تحركت هذه الغدة السرطانية، بمساعدة أمريكا المعتدية وبعض الدول الأنانية، ضد أنصار فلسطين من المسلمين. وذلك بقصفه بعض الدول الإسلامية واستشهاده أعداداً كبيرة من الضعفاء، واستشهاده مجاهدين كالشهيد "السيد حسن نصر الله" والشهيد "السيد هاشم صفي الدين"، إلى جانب مجاهدين شهداء من فلسطين كالشهيد "إسماعيل هنية" والشهيد "يحيى السنوار"، الذين لم تكن جريمتهم سوى الدفاع عن المسجد الأقصى، قبلة المسلمين الأولى، والدفاع عن الأطفال والنساء المظلومين، أظهر عدوانه أكثر من أي وقت مضى.

هذا الكيان المتعطش للدماء والجلاد، الذي ظنّ أنه لا مقاومة له في العالم الإسلامي، وكان يعيش في غرور زائف بسبب هجماته على الشباب الإسلامي العاجز والعزل، بدعم وتدخل أمريكا المجرمة، قرر فجأة مهاجمة جمهورية إيران الإسلامية باعتبارها الداعم الأكبر للشعب الفلسطيني المظلوم، وفي تحليل أشبه بالسراب، ظنّوا أنهم يستطيعون إسقاط الحكومة الإيرانية، لكنهم وقعوا في دوامة كبيرة وتكبّدوا هزيمة نكراء، وهذا في حين أنهم لم يتمكنوا من محو راية حركة مقاومة كـ "حماس" أو رفعوا يد الاستسلام في وجه المقاومة اليمنية.

اليوم، قرر الكيان الصهيوني المزيف، برفقة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، خوض حرب مع كل دولة إسلامية. إذا كانوا قد هاجموا بالأمس فلسطين ولبنان واليمن وبعض المناطق الإسلامية الأخرى، فقد وصلوا الآن إلى إيران، وتحدث ترامب بلا خجل في بيان يتعارض مع جميع القوانين الدولية عن القضاء على قائد الثورة الإسلامية باعتباره القائد الأكبر لجبهة المقاومة الإسلامية.

فاعلموا أن غدًا سيأتي دور الدول الإسلامية الأخرى وقادتها، لأن الكفار المتحاربين قد تحولوا إلى حرب حضارية، أي حرب بين حضارتين غربيتين وحضارة إسلامية، وهي اليوم أشبه بحرب أحزاب، أي «بَرَزَ الْإِسْلَامُ كُلُّهُ إِلَى الْكُفْرِ كُلِّه»، وبطبيعة الحال سيستمر شرهم هذا حتى زوال الكفر تمامًا.

الآن هو اليوم الذي نعلن فيه نحن، مفكرو ومثقفو أهل السنة في إيران الإسلامية، بصوتٍ عالٍ، وبدعمٍ من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، أن الوقوف في وجه هؤلاء الكفار المحاربين واجب إلهي، وقد حان الوقت لقادة الدول الإسلامية ومفكريها ومجاهديها «أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ» أن يصبحوا أيدي الانتقام الإلهي، وأن يعلنوا موقفهم الصريح من الكيان الصهيوني، وأن يواجهوا جميع القواعد والسفارات والشركات الأمريكية حول العالم بوجود أمريكا في الحرب، ويدعموا عمليًا الجبهة الإسلامية، ويمنعوا أي تقدمٍ لهؤلاء الكفار المحاربين، ولا يهابوا عتاب المستكبرين ودخولهم، فاليوم هو يوم صراع الإرادات.

يُهزم هذا العدو الصهيوني بعون الله وإرادةٍ واحدة، وتعود العزة والكرامة للأمة الإسلامية، ويمكننا أن نكون محددين للمعادلات العالمية الكبرى.

اليوم هو يوم الاختيار والإرادة والعمل. اليوم هو يوم العمل بهذه الآية الكريمة:

﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.

واعلموا أنه يأتي النصر والتمكين بالثبات على طريق الحق، كما قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه: ﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾.

السلام عليكم ورحمة الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة