البث المباشر

التقدم العلمي الإيراني في علاج العقم محليا وعالميا

الأحد 9 فبراير 2025 - 14:01 بتوقيت طهران
التقدم العلمي الإيراني في علاج العقم محليا وعالميا

إن الإيرانيون الذين لم يكن لديهم في السابق أي وسيلة لعلاج العقم وكانوا محرومين تقريبًا من وجود أخصائي في هذا المجال، فيتم حاليا استخدام طرق علاج العقم الإيرانية في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى معالجة هذه المشكلة محليًا.

في السابق لم تكن لدى الإيرانيين أي طريقة لعلاج العقم، وكانت مجموعة معينة من الناس فقط قادرة على علاج العقم عن طريق السفر إلى الدول الأوروبية، ولكننا وصلنا الآن إلى نقطة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث يتم استخدام طرق علاج العقم الإيرانية في أنحاء العالم.

ولم تتمكن إيران من تلبية الاحتياجات المحلية في هذا المجال فحسب، بل أصبحت أيضًا مركزًا مرموقًا في هذا المجال من خلال تصدير المعرفة والتكنولوجيا إلى البلدان الأخرى.

شهدت التكنولوجيا الحيوية، وهي علم يجمع بين البيولوجيا والتكنولوجيا، نمواً ملحوظاً في إيران في السنوات الأخيرة ولعبت دوراً هاماً في تطوير طرق علاج العقم. ومع هذا التقدم في مجال التلقيح الصناعي (IVF)، العلاج الخلوي والتقنيات الوراثية المتقدمة، فأصبحت جمهورية إيران الإسلامية واحدة من المراكز الرائدة في المنطقة فيما يخص هذه المجالات.

يعد علاج العقم أحد تطبيقات هذه التقنية، حيث يتم استخدامها في كل شيء بدءًا من علاج الأمراض المستعصية وتصنيع الأدوية إلى إنتاج نباتات معدلة وراثيًا مقاومة للظروف البيئية القاسية والتعديل الوراثي للثروة الحيوانية.

يقول "مهدي حاجيان حسين آبادي"، عضو الهيئة الأكاديمية في معهد رويان لأبحاث التكنولوجيا الحيوية بهذا الصدد:

"إن التكنولوجيا الحيوية هي إحدى التقنيات الناشئة التي أحرزت إيران العديد من التقدم فيها في السنوات التي أعقبت الثورة الإسلامية. ومن أبرز المؤسسات التي تقوم بهذا النشاط  هي "معهد رويان للأبحاث" الذي يمتلك مركز أبحاث متخصص بهذه التكنولوجيا والذي بدأ نشاطه في عام 2007. "لقد حققت التكنولوجيا الحيوية والمجالات التي نعمل فيها تقدماً كبيراً خلال السنوات الأربعين الماضية، سواء على مستوى العالم أو على مستوى البلاد".

إن التكنولوجيا الحيوية هي مجموعة واسعة من التخصصات والأنشطة والفروع المختلفة التي يتم العمل عليها في مراكز مختلفة وتوجد في مجالات مختلفة مثل الخلوية والنباتية. وفي هذا المجال، كان "معهد رويان للأبحاث" أول مركز في العقود الماضية يعمل على خلق المعرفة التقنية في مجال التقنيات مثل المحاكاة، كأول دولة في غرب آسيا. وهذه إحدى الحالات التي حدثت خلال العقود الأربعة الماضية. ويستخدم الخبراء هذه المعرفة في مجالات مختلفة.
 

 

التكنولوجيا الحيوية والتعديل الوراثي للمواشي

يستخدم الخبراء والمتخصصون في "معهد رويان للأبحاث" هذه المعرفة التقنية كأداة علاجية. وهذا يعني أنهم يحصلون على الخلايا الجذعية ويقومون بتمييزها. وبالتزامن مع الوتيرة السريعة للتقدم التكنولوجي، ظهرت سريعاً تقنيات أخرى قادرة على خلق خلايا متعددة القدرات من خلايا متمايزة بالكامل، وهو ما قد يتجاوز تقنية الاستنساخ.

وهذا يعني أنه لم تعد هناك حاجة لإنتاج أجنة مستنسخة، لكن الخبراء في "معهد رويان للأبحاث" استخدموا هذه المعرفة التقنية التي تم إنشاؤها في البلاد بطرق أخرى. ويتم حاليا استخدام هذه المعرفة في مجال التعديل الوراثي للمواشي، مما يساعد صناعة الثروة الحيوانية ويزيد من الإنتاجية والقوة الاقتصادية لصواحب المواشي.
 

قدرات إيران في استخدام الخلايا الجذعية في السنوات التي أعقبت الثورة

يقول "حسين آبادي":

"في السنوات التي أعقبت الثورة الإسلامية، حصلنا على الخلايا الجذعية. نحن نقوم حاليًا بإجراء العديد من عمليات الخلايا الجذعية في البلاد ونتجه نحو العلاج بالخلايا بما يتماشى مع بقية العالم. ويحدث هذا في أجزاء مختلفة من "معهد رويان للأبحاث". لقد أنشأنا العلوم الأساسية التي يحتاجها البلاد ونعمل بهذه المعرفة في مجالات مختلفة، وخاصة في مجالات الإنجاب، توفير العلاجات، أو توفير أساليب الإنجاب المساعدة المختلفة في البلاد.

إن من طرق المساعدة على الإنجاب والمساعدة على زيادة السكان هو تحديد مشاكل العقم المختلفة وتقديم حلول العلاج. على سبيل المثال، قمنا في "معهد رويان للأبحاث" بتقديم طرق اختيار الحيوانات المنوية أو طرق إنتاج الأجنة المختلفة المستخدمة أيضًا في جميع أنحاء العالم، وتم تسجيل مقالاتها باسم "معهد رويان للأبحاث. وهذا يعني استخدام المعرفة الإيرانية".

يتم لإنتاج الأجنة، عادة اختيار الحيوانات المنوية بصريًا. لقد قدمنا ​​طرق اختيار الحيوانات المنوية المستخدمة في جميع أنحاء العالم. وبحسب دراسة أجريت عالميًا، جاء "معهد رويان للأبحاث" ضمن أفضل 10 مراكز في العالم في هذا المجال.

يقوم الخبراء في "معهد رويان للأبحاث" بإجراء نمذجة حيوانية لمختلف الأمراض، خاصة في مجال التكاثر، لإيجاد حلول علاجية لهذه المشاكل. يعتمد علاج العقم في الغالب على تقنيات الإنجاب المساعد الحديثة في مراكز مختلفة، والتي تتطلب إجراء الأبحاث قبل العلاج، ويتم إجراء الكثير من هذه الأبحاث في "معهد رويان للأبحاث" التي تؤدي إلى حلول علاجية وتستخدمها مراكز الخصوبة.

يقدم أحد أعضاء هيئة التدريس في "معهد رويان للأبحاث" مثالاً ملموساً لأبحاث العقم في "رويان" المتعلقة بالتكنولوجيا الحيوية، قائلاً:

"إن الشخص الذي هو في سن ما قبل البلوغ ويعاني من السرطان والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي يتلف أنسجته التناسلية ويقلل من خصوبته. ولقد خلقت التكنولوجيا الحيوية وتقنيات الإنجاب المساعد الفرصة لتجميد الأنسجة من جزء من الجسم مطلوب واستخدام هذه الأنسجة في المستقبل للحفاظ على الخصوبة أو استعادتها. وهذه الحالات مناسبة للأشخاص الذين، غير قادرين حاليًا على الزواج أو إنجاب الأطفال مهما كان السبب."

لقد أدت الإنجازات المتميزة التي حققتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجالات إنتاج الأدوية الحيوية، استنساخ الحيوانات، العلاج بالخلايا، هندسة الأنسجة، وتطوير التقنيات الوراثية، إلى تعزيز المكانة العلمية للبلاد.

مما لا شك فيه أحدث استخدام التكنولوجيات الحيوية، وخاصة لتحسين أساليب التلقيح الاصطناعي، تجميد البويضات والأجنة، وكذلك العلاج الخلوي لإصلاح الأنسجة التالفة، تحولاً كبيراً في مجال علاج العقم، وقد أدت هذه التطورات إلى أن تصبح الجمهورية الإسلامية الإيرانية واحدة من رواد المنطقة في مجال التكنولوجيا الحيوية في السنوات الأخيرة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة