إن غرسات العمود الفقري، وخاصة زراعة الأطفال، هي من المعدات الطبية ذات التكنولوجيا المعقدة للغاية. وفي السابق، كان جزء كبير من حاجة البلاد من هذه المعدات يتم توفيره عن طريق الاستيراد؛ ومع ذلك، وبفضل جهود الباحثين في شركة إيرانية قائمة على المعرفة، تم إنتاج مجموعة متنوعة من هذه المنتجات بنفس جودة العينات الأجنبية في الداخل.

إن إحدى المجالات التي تتطلب تصريف النقد الأجنبي بشكل كبير هو الطب والمعدات الطبية. ومن الضروريات الأساسية لهذا المجال هو توطين هذه المنتجات لتلبية احتياجات الناس ومنع خروج النقد الأجنبي من البلاد؛ لكن أحد المتطلبات المهمة لهذا المجال، والذي يتعلق بصحة الناس، هو الالتزام بالمعايير والحفاظ على الجودة في إنتاج هذه المنتجات والمعدات الطبية، بشكل عام مع التكنولوجيا المتقدمة (High Tech).

تعد الغرسات، إحدى هذه الأجهزة الطبية المستخدمة على نطاق واسع والغالية في كثير من الأحيان ولها استخدامات مختلفة. وربما حتى عقد من الزمن الماضي، كانت معظم احتياجات البلاد من هذه المعدات الطبية المتقدمة تتم تلبيتها من خلال الاستيراد؛ ولكن مع الدعم الذي تقدمه الحكومة وفي الوقت نفسه دور الشركات القائمة على المعرفة في البلاد، نشهد اليوم إنتاج منتجات عالية الجودة وفق المعايير الدولية، وبسعر أقل بكثير من العينات الأجنبية.

الشركة المعرفية  "رايان نوين رزا للطب" (rosamedicaltech.com)

واحدة من الشركات التي نجحت من خلال استخدام قدرات الأساتذة والنخب الشابة في البلاد لإنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك غرسات العمود الفقري العنقي، غرسات العمود الفقري القطني، غرسات العمود الفقري الخاصة للأطفال، وقريباً سيتم إنتاج غرسات الأسنان داخل البلاد، وبالإضافة إلى تلبية احتياجات المرضى، فإنها ستحول دون خروج العملات الأجنبية من البلاد.

وقال الدكتور مجتبي سليمي الرئيس التنفيذي لهذه الشركة المعرفية  "رايان نوين رزا للطب" عن أنشطة الشركة:

ضمت النواة الأولية للفريق مجموعة من أساتذة الجامعة إلى جانب اثنين من جراحي العمود الفقري الذين كانوا معنا كمستشارين للتصميم من عمليات زرع الغرسات، وبدأت أنشطة الشركة رسمياً في العام 2015م.

وتقوم أنشطتنا على تصميم وإنتاج زراعة الغرسات للعمود الفقري. وفي السنوات الأولى من تشغيل الشركة، قمنا بإنتاج 3-4 أنواع فقط من المنتجات، ولكن مع مرور الوقت، وبدعم لهذه المجموعة المعرفية، زادت القدرة الإنتاجية وتنوع منتجات الشركة، ولدينا حاليًا ترخيص لتصنيع 37 منتجًا من الإدارة العامة للتجهيزات والمستلزمات الطبية (منظمة الغذاء والدواء الإيرانية).

وصرح: نحن ننتج منتجات متنوعة منها مسامير العمود الفقري، وغرسات الرقبة والظهر للكبار والأطفال. وتعتبر شركة "رايان نوين رزا للطب" هي الشركة الوحيدة التي تعمل في مجال زراعة الغرسات للعمود الفقري للأطفال في إيران. كما يعمل الباحثون حاليا في الشركة على منتج جديد من المفترض أن يتم إنتاجه لأول مرة في البلاد. وهذه المعدات عبارة عن مسامير العمود الفقري وهي مطلي بطبقة هيدروكسيباتيت، والذي يعتبر منتجًا عالي التقنية.

وأشار سليمي: يتم إنتاج جميع منتجات هذه الشركة وفق المعايير العالمية وحاصلة على رخصة الإنتاج من الإدارة العامة للمعدات والمستلزمات الطبية وكذلك ISO 13485 (معيار إدارة الجودة للمعدات الطبية) وISO 9001 ( معايير إدارة الجودة للمنتجات والخدمات).

وكلما كانت هذه المنتجات أكثر تعقيدا من حيث العلم والتكنولوجيا، كلما طالت عملية ترخيصها. وعلى سبيل المثال، استغرق تصميم وإنتاج المسمار الفقري المطلي بالهيدروكسيباتيت حوالي 5 سنوات، وقد اجتزنا أكثر من 30 اختبارًا للإدارة العامة للمعدات والمستلزمات الطبية للوصول إلى هذه المرحلة.

وأضاف: باعتبارنا الشركة المصنعة الوحيدة لزراعة غرسات العمود الفقري للأطفال في إيران، فإن الأولوية الرئيسية للشركة هي تلبية الاحتياجات المحلية، ولكننا نحاول زيادة الطاقة الإنتاجية للشركة من خلال إنشاء بنية تحتية جديدة وتطوير الأنشطة ومن خلال تقييم احتياجات الأسواق الإقليمية لنبدأ خطط التصدير للشركة قريبا. ومن أجل الدخول إلى أسواق التصدير، فإننا نتطلع إلى الحصول على شهادة CE الأوروبية، وهي أحد متطلبات التصدير إلى معظم دول العالم.

وشدد الرئيس التنفيذي لهذه الشركة الإيرانية القائمة على المعرفة على المزايا التنافسية لمنتجات هذه الشركة مقارنة بالشركات الأخرى:

نحن نعتبر روادا في مجال زراعة غرسات العمود الفقري للأطفال وزراعة غرسات العنق ، وكما ذكرنا، نحن أول من يقوم بزراعة غرسات العمود الفقري للأطفال في البلاد. وبالإضافة إلى مساعدة المرضى وخفض تكاليف العلاج بشكل كبير، فقد أدى توطين هذه المنتجات وإنتاجها في البلاد أيضًا إلى خروج النقد الأجنبي من البلاد.

وأشار سليمي إلى الاستعانة بالنخبة وخريجي الجامعات في هذه الشركة، وأضاف: إن فريق البحث والتطوير في الشركة نشيط للغاية وحاولنا دائما أن يكون هناك تفاعل مباشر مع الجامعات. وكما ذكرنا، يتكون جوهر الشركة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، ومن الطبيعي أن يكون لهؤلاء الأشخاص علاقة مباشرة مع الطلاب، ويتم تعريف العديد من المناقشات الفنية والعلمية على أنها مشاريع للطلاب، ويتم اتباع هذا الإجراء في تصميم وإنتاج جميع المنتجات التي نقوم بها.

وأضاف الرئيس التنفيذي لهذه الشركة المعرفية:

في السنوات الأخيرة، شهدنا دعمًا جيدًا للمنتجات المحلية وأي منتج تم إنتاج توطينه وعيناته الصناعية والمخبرية داخل إيران فيمنع استيراد العينات الأجنبية المماثلة له. 

إن حظر استيراد المنتجات الأجنبية المماثلة (التي تم توطينها داخل البلاد) قد ساهم بشكل كبير في نمو وتطور الشركات، وخاصة تلك الشركات القائمة على المعرفة. ويمكن أن يجعل البلاد غير محتاج لاستيراد العديد من المنتجات ومنع خروج العملات الأجنبية.

ووصف سليمي دعم صندوق الابتكار والازدهار للشركات القائمة على المعرفة كخطوة مهمة في تطوير أنشطة هذه الشركات وأكد: كانت القدرة القصوى قبل استلام التسهيلات من صندوق الابتكار والازدهار، إنتاج 2 ألف غرسة شهريا، ولكن باستلام التسهيلات وتطوير البنية التحتية تمكنا من زيادة الطاقة الإنتاجية للشركة لنصل إلى 10 آلاف زراعة شهريا، وهو ما يدل على نمو 5 أضعاف.