جاء ذلك في رسالة بالفيديو وجهها ظريف مساء الاثنين إلى يهود العالم، داعيا اياهم لتخليص الديانة الإبراهيمية اليهودية من شر التشويه والتزوير والتجاوز والتمييز العنصري والمجازر الصهيونية.
وورد في رسالة ظريف: تحية وسلام وصداقة لجميع الطامحين للحرية والعدالة في العالم، من كل عقيدة وشعب ولغة. تحية لأتباع جميع الأديان، كل الاديان الابراهيمية، من اي دين ومعتقد وشعب ولغة. تحية لكل المواطنين اليهود في البلاد وجميع أتباع النبي موسى (ع) في كل أنحاء العالم.
واضاف: سأبدأ باسم إلهنا الواحد الرحيم: اسم نحتاج أن نتذكره أكثر من أي وقت مضى لمنع انتشار الحرب والمجازر والنهب والعدوان.
وتابع: انني كمواطن من شعب عريق بتاريخ زاخر بالتنوع وحب الانسان، أتحدث إليكم، يا يهود العالم. على مدى أكثر من ألفي عام، كان شعبي رمزا للتعايش المبني على الاحترام بين المؤمنين من مختلف الأديان، وحاملي الثقافات المتنوعة، والداعمين للقيم والمثل الإنسانية المتعددة، من مختلف الأعراق والأجناس، واللغات والثقافات واللهجات الكثيرة. لقد كان دعم المضطهدين والمشردين واللاجئين والفارين من المجازر، سمة تاريخية لهذا الشعب العظيم والفخور، سواء كان هؤلاء هم اليهود المضطهدين من قبل البابليين منذ حوالي 2600 عام، أو اليهود الذين طردوا من ديارهم خلال الحرب العالمية الثانية هربا من النازية والفاشية، او كانوا مهاجرين أفغان ولاجئين من الغزاة الأجانب، أو فلسطينيين ولبنانيين وسوريين فارين من العدوان والتمييز العنصري.
واضاف ظريف: لقد سعينا نحن الإيرانيون إلى السلام عبر التاريخ، لكننا لم نتقاعس عن حماية وطننا، لقد استوعبنا المعتدين والغزاة وجعلناهم ينصهرون في ثقافتنا، ولم نتوقف أبدًا عن دعم المضطهدين.
واردف: منذ ما يقرب من عقد من الزمان، كان لي الشرف المساهمة في الإنجاز الفريد الذي حققته الدبلوماسية متعددة الأطراف لإنهاء الأزمة المصطنعة المتعلقة ببرنامج إيران النووي السلمي، لكن نتنياهو، الذي لعب بنفسه دورا في خلق هذه الأزمة المزيفة، حدد "مهمته التاريخية" لمنع هذا الاتفاق النووي وتعطيله؛ اتفاق كان يمكن أن يضمن أن الذئب الذي ظل هذا الراعي الكاذب يصرخ بانه جاء، لن يأتي أبدا.
وقال: كان يمكن أن يكون هذا الاتفاق الأساس لفترة جديدة من السلام والاستقرار والتعاون الإقليمي وانعتاق المنطقة من التهديدات والمواجهة والتوترات المتزايدة. ولكن لم يمر وقت طويل قبل أن تؤتي الجهود الشريرة التي يبذلها نتنياهو وشركاؤه الصهاينة والمتطرفين ثمارها، وتحرم حكومات وشعوب المنطقة من هذه الفرصة التاريخية. لقد كانوا هم الذين وقفوا على الجانب الخطأ من التاريخ.
واستدرك: الآن يقف نتنياهو ونظامه، إلى جانب حماتهم الغربيين، مرة أخرى على الجانب الخطأ من التاريخ، وأطلقوا آلة القتل والدمار في المنطقة، وفي هذه الهجمة المتسمة بالإبادة الجماعية، والمترافقة مع المجازر والجرائم ضد الإنسانية، سفكوا دماء خمسين ألف انسان عادي، بينهم عشرة آلاف طفل لكن المقاومة ضد الاحتلال لا تموت بقتل الأطفال وحتى قادة المقاومة.
وتابع ظريف: انني على ثقة بانه من منظار جميع الأشخاص ذوي الدين والأصل اليهودي، فإن الكيان الإرهابي الذي لا يحمل سوى مزيج من التمييز العنصري والإبادة الجماعية والاغتصاب والنهب والعنف المنظم، لا يمكنه أن يكون ممثلاً للدين اليهودي السماوي والإبراهيمي، الذي نحترمه جميعا. بل إن هذا الكيان وأفعاله تجسيد لظلام النازية والفاشية.
وقال ظريف: الصهيونية الهجومية ليست سوى حركة علمانية عدوانية تستغل اليهودية باحتيال لتوسيع أجندتها الاستعمارية والعنصرية. هذا الكيان يسيء استغلال ذكرى واسم ودماء وأرواح ضحايا الهولوكوست في الحرب العالمية الثانية، في حين ان الصهيونية ليست إلا عنصرية وقومية جنونية وتمييز عنصري ونشر الكراهية ضد الشعوب والأديان الأخرى. فالصهاينة يتظاهرون زوراً بانهم ممثلون وملجأ يهود العالم، بينما هم عملياً أكبر عدو لمصداقيتهم وأمنهم.
واضاف: هذا الكيان ليس فقط لا يحمل ولا يعمل بوصايا النبي موسى (عليه السلام) العشر، بل انتهك ايضا كل واحدة من تلك الوصايا العشر الرحمانية.
واردف: الإله الوحيد لهذا الكيان هو القوة، وليس الله. هذا الكيان يأخذ اليهود وغير اليهود إلى المذبح أمام الصهيونية. يستخدم هذا الكيان اسم الله الخالق عبثا لتبرير الإبادة الجماعية. هذا الكيان يدمر شرف وكرامة جميع اليهود عبر التاريخ. هذا الكيان ومن خلال إقامة معسكرات اغتصاب للرهائن الفلسطينيين، يمزق ستار حرمتهم. الوظيفة الدائمة لهذا الكيان هي سرقة أراضي الناس ومنازلهم. لقد جعل هذا الكيان من نشر شهادة الزور صناعة عالمية. هذا الكيان يعتبر الآخرين حيوانات بهيئة البشر ويغتصب منازلهم وقراهم وبلدهم بأكمله. والقائمة تطول.
وقال ظريف: ايها اليهود من مواطني البلاد، واليهود في جميع أنحاء العالم، أنتم لستم مرعوبين فقط من رؤية الجرائم التي يرتكبها الصهاينة ضد الآخرين، ولكنكم أنفسكم ضحايا للتعدي الصهيوني على هويتكم ومعتقداتكم. وكما أعربتم حتى الآن عن تضامنكم مع ضحايا الصهيونية المضطهدين في فلسطين وأجزاء أخرى من العالم في عواصم الدول الغربية، ابقوا ثابتين على هذا الموقف. استمروا في دعم أولئك الذين هم في الخطوط الأمامية لهذه المقاومة، لحماية الكرامة الإنسانية. حرروا الديانة الإبراهيمية اليهودية من شر التحريف والتزوير والعدوان والتمييز العنصري والمجازر الصهيونية.