ويشير الاختصاصيون إلى أنّ هذا الشعور لا يرتبط فقط بطبيعة الطعام أو التعب العام، بل قد يكون مؤشراً صحياً مهماً يتطلب الانتباه.
ويوضح الأطباء أن النعاس بعد الغداء قد يرتبط بحساسية الأنسجة للأنسولين، وهو ما يُعرف بمقاومة الأنسولين حيث كشفت دراسات علمية أن الشعور بالخمول بعد تناول الطعام يُعدّ أحد العلامات المبكرة التي تشير إلى إمكانية تطوّر مقاومة الأنسولين، مما يجعل هذا الشعور عرضاً أولياً قد يُمهّد للإصابة بمرض السكري في حال إهماله.
وينصح الأطباء في هذه الحالة بإجراء فحص دم لتحديد مستوى مقاومة الأنسولين من خلال المؤشر المعروف بـ (HOMA-IR). وفي حال كانت النتائج مرتفعة، يُوصى باتباع نمط غذائي يُقلل من تناول الكربوهيدرات البسيطة ويخفض السعرات الحرارية الإجمالية، مع التركيز على زيادة استهلاك الخضروات والفواكه الطازجة.
مؤكدين أن هذه التعديلات في النظام الغذائي يمكن أن تساعد على خفض مقاومة الأنسولين وتحسين مستوى الطاقة بعد الوجبات، ما يسهم في تقليل الشعور بالنعاس غير المبرر.
ويضيف الخبراء أن تجنّب الوجبات الثقيلة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات والكربوهيدرات البسيطة قد يحدّ من هذا الشعور. وينصحون أيضاً بتناول كميات كافية من المياه وممارسة النشاط البدني الخفيف بعد الغداء، ما يساعد في تنشيط الدورة الدموية والحد من الخمول بعد الوجبات.
مشددين على أن إدراك هذا الارتباط بين الشعور بالنعاس ومقاومة الأنسولين يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو الوقاية من مشاكل صحية محتملة، ويمنح الأشخاص الفرصة لتعديل أسلوب حياتهم بما يعزّز صحتهم العامة.