البث المباشر

المهدويون أهل الحياء / ظهور المهدي وكثرة ذكره/ غوث الله عباده

الأحد 14 إبريل 2019 - 14:13 بتوقيت طهران

(الحلقة : 359)

وضوع البرنامج:
المهدويون أهل الحياء / ظهور المهدي وكثرة ذكره
غوث الله عباده

يا إمام الزمان ما أروع الذكرى

توافي الأحباب عيداً سعيدا

قد تراءت لي الأماني الشجيات

تنخيك فارساً معدودا

والفتوحات لهفة نحو إقدامك

ترمي طرفاً وتتلع جيدا

فمتى تبسم الحياة بإشراقك

فجراً في أفقها موعودا

وتعيد الآمال في مهج الأرواح

بعثاً الى الطماح جديدا

هاهنا نحن يحشد العزم منا

عدة ترهب العدى وعديدا

فابتعثنا طلائعاً تحمل نورا

الى ظامئ الليالي برودا

هاهنا نحن بالمناحر نختط

عهود الولاء تتلو العهودا

سطوات الطغاة عبر الليالي

لم تغير وفاءنا المعهودا


بسم الله والحمد لله الذي هدانا لموالاة كهفه الحصين وكنوز رحمته للعالمين الحبيب المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين – صلوات الله عليه وعليهم أجمعين –.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمته الله وبركاته، طابت أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في لقاء اليوم من برنامجكم المهدوي هذا.
أيها الأحبة، الأبيات التي إستمعتم لها آنفاً إنتخبناها من قصيدة مهدوية لأحد أعلام الأدب الولائي المعاصر في الأحساء هو الأخ المهندس جاسم الصحيح حفظه الله.
أما عناوين الفقرات الأخرى في لقاء اليوم، فعنوان فقرة الوصايا المهدوية هو: المهدويون أهل الحياء.
تليها الفقرة الخاصة بالإجابة عن سؤال هذه الحلقة وهو من الأخ خليل العامري وموضوعه: ظهور المهدي وكثرة ذكره.
وفي الفقرة الأخيرة نختار لكم مجموعة من الكلمات المعرفية القيمة بشأن حسن التمسك بالولاء لبقية الله المهدي – أرواحنا فداه – من كلمات العارف التقي آية الله الشيخ محمد تقي بهجت – رضوان الله عليه – تحت عنوان: غوث الله عباده.
إذن فتابعوا برنامجكم (شمس خلف السحاب) في أولى هذه الفقرات وهي:

المهدويون أهل الحياء

قال مولانا إمام العصر بقية الله المهدي – أرواحنا فداه – في جانب من دعائه الجامع الموسوم بدعاء توفيق الطاعة:
"اللهم وتفضل على مشايخنا بالوقار والسكينة وعلى الشباب بالإنابة والتوبة، وعلى النساء بالحياء والعفة وعلى الأغنياء بالتواضع والسعة، وعلى الفقراء بالصبر والقناعة".
نتابع أيها الأحبة إستلهام الوصايا المهدوية الضمنية التي يشتمل عليها هذا الدعاء المبارك، مذكرين بأن العمل بهذه الوصايا يمثل أحد الوسائل العملية لتحقيق مفهوم الإنتظار الإيجابي لظهور إمامنا المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – لأن هذه الوصايا تمثل في جوهرها دعوة للتحلي بصفات أنصاره الصادقين المؤهلين لمؤازرته – عليهم السلام – في تحقيق الأهداف الإلهية الكبرى التي وعد الله عزوجل البشرية بتحقيقها على يديه – عجل الله فرجه -.
وقد إنتهى بنا الحديث في الحلقة السابقة الى ثالثة فقرات المقطع المتقدم من دعاء (توفيق الطاعة) الى دعائه – عليه السلام – بأن يتفضل الله عزوجل على النساء بالحياء والعفة.
ولا يخفى عليكم، مستمعينا الأفاضل، أن اختصاص النساء بتأكيد تحليهن بالحياء والعفة يرجع الى خصوصيات المرأة من جهة، والآثار الخطيرة لغياب الحياء والعفة عن النساء من جهة ثانية، كما هو مشهود في عالم المعاصر خاصة.
من هنا فإن الوصية بالتحلي بالحياء والعفة تشمل الجميع أولاً وتشمل جميع نواحي الحياة وليس فقط في دائرة العلاقة بين الجنسين وما يرتبط بالحجاب. وهذا ما تهدينا إليه كثير من النصوص الشريفة المرغبة بهاتين الصفتين من صفات المؤمنين وخيار العباد؛ نتناول في هذا اللقاء ما يرتبط بصفة الحياء فتابعونا على بركة الله.
أيها الإخوة والأخوات، المستفاد من كتب اللغة والمصطلحات الشرعية مثل كتاب مفردات القرآن للراغب الإصفهاني والتحقيق في كلمات القرآن للعلامة السيد حسن المصطفوي وغيرها، وكذلك من النصوص الشريفة وموارد إستخدامها لمفردة (الحياء) هو: أن التحلي بخلق الحياء يعني إمتلاك الإنسان حالة نفسية تجعله يترك كل عمل يستقبحه الآخرون حياء منهم واحتراماً لحضورهم، وعليه تكون ثمرة التخلق بهذا الخلق ترك الذنوب والمعاصي التي يكرهها الله عزوجل وكذلك ترك الممارسات التي يكرهها العرف الإنساني السليم، وبذلك يكسب المتخلق بهذا الخلق حب الله له وحب الناس وتكريمهم له.
من هنا وصف النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – الحياء بأنه (خير كله) كما هو المروي عنه في كتاب (أمالي الصدوق)، ووصفه بأن الستر الذي يحفظ جمال التدين بالإسلام حيث قال كما في الكافي:
"الإسلام عريان فلباسه الحياء، وزينته الوقار ومروءته العمل الصالح وعماده الورع ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت".
وفي غرر الحكم عن مولانا أميرالمؤمنين – عليه السلام – قال: "الحياء يصد عن القبيح.. ومن لم يستحي من الناس لم يستحي من الله سبحانه".
والإستحياء من الله يتحقق بدوام التوجه الى الله وابتغاء مرضاته كما قال رسول الرحمة في المروي عنه في كتاب الزهد للشيخ الحسين بن سعيد أنه – صلى الله عليه وآله – قال: "إستحيوا من الله حق الحياء، فقيل يا رسول الله ومن يستحي من الله حق الحياء؟ فقال – صلى الله عليه وآله -: من استحيى من الله حق الحياء فليكتب أجله بين عينيه وليزهد في الدنيا وزينتها ويحفظ الرأس وما حوى والبطن وما طوى – يعني التورع عن إتباع الشهوات -".
وعليه فالعمل بهذه الوصية المهدوية، يعني – مستمعينا الأحبة – التزين بزينة الإيمان الصادق والفوز بكل جميل والإبتهاج بحب الله عزوجل، لاحظوا أعزاءنا الأحاديث الشريفة التالية:
في روضة الواعظين عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال:
"ما كان الحياء قط في شيء إلا زانه... إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء، الحياء من الإيمان وقلة الحياء الكفر.. إستح من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك".
وقال أميرالمؤمنين علي المرتضى في وصية لولده الحسن – عليهما السلام – كما في نهج البلاغة: "الحياء سبب كل جميل".
وفي كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق عن مولانا الإمام محمد الباقر – عليه السلام – قال ضمن حديث في تفسير إحدى آيات الطلاق: ".. فإن الله عزوجل كريم يستحي ويحب أهل الحياء، إن أكرمكم أشدكم إكراماً لحلائلهم".
ولذلك فالحياء هو تاج الصفات الحميدة والمكارم الأخلاقية، قال إمامنا جعفر الصادق – عليه السلام – كما في الكافي:
"المكارم عشر.. صدق اليأس – يعني مما في أيدي الناس – وصدق اللسان وأداء الأمانة وصلة الرحم وإقراء الضيف – أي إكرامه – وإطعام السائل، والمكافأة على الصنايع – أي المعروف -، والتذمم – أي الوفاء بالذمة – للجار والتذمم للصاحب ورأسهن الحياء".
وأخيراً فإن العمل بهذه الوصية المهدوية سبب لكمال الإيمان كما يبشرنا بذلك مولانا الإمام زين العابدين – صلوات الله عليه –؛ ففي كتاب (جامع أحاديث الشيعة) عنه – عليه السلام – أنه كان يقول – أي يذكر بهذه البشارة باستمرار -:
"أربع من كن فيه كمل إيمانه وأعين على إيمانه، ومحصت عنه ذنوبه – أي غفرت – ولقي ربه وهو عنه راض... وهي: الوفاء بما يجعل لله وللناس على نفسه، وصدق اللسان مع الناس والحياء مما يقبح عند الله وعند الناس وحسن الخلق مع الأهل والناس".
مستمعينا الأطائب، حان الآن موعدكم مع زميلنا الأخ عباس باقري لكي يلخص لنا ولكم أجوبة العلماء على سؤال هذه الحلقة، نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا. معكم ومع سؤال الأخ خليل العامري، يقول ضمن رسالة إشتملت على نقل مجموعة من الأحاديث الشريفة التي تذكر أن من علامات ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف كثرة ذكره. الأخ يسأل: هل أن هذه العلامة صحيحة وهي من علامات ظهوره سلام الله عليه كثرة ذكره؟ ومن الذي يكثر ذكره؟ هذا سؤال دقيق وجميل يعني من الذي يكثر ذكره عليه السلام، المؤمنون، شيعته أم أعداءه؟ ثم يسأل هل هذه العلامة حتمية؟ في الواقع أخ خليل العامري، نعم ورد في الأحاديث الشريفة على نحو التصريح وعلى نحو الاشارة ايضاً أنه يكثر ذكر الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. المستفاد من مجموع الأحاديث الشريفة كما ذكر العلماء المحققون في هذا الجانب أن الذين يذكرونه سلام الله عليه عدة طوائف، الطائفة الأولى المؤمنون الذين يتشوقون لظهوره يعلمون أنه هو الموعود المدخر، هو الذي وعد الله عباده بأن يملأ به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما تملأ ظلماً وجوراً. هؤلاء المؤمنون يشكلون الطائفة التي تكثر من ذكر الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، هذا الذكر بحد ذاته يشكل حالة من الإستعداد يعني عندما يكثر الانسان من ذكر شيء معين بطبيعة الحال هذه حالة فطرية أنه يستعد لهذا الذي يذكره، يستعد للقاءه. اذن كثرة ذكر المؤمنين لظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف او له سلام الله عليه هو تعبير عن إنهماكهم وعملهم في السعي والتأهل والإستعداد لظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا الله واياكم من هذه الطائفة. الطائفة الثانية التي أشار اليها عدة من الذين ألفوا في قضية الامام المهدي سلام الله عليه ومنهم آية الله السيد محمد الصدر رحمة الله عليه خاصة في تاريخ الغيبة الكبرى أشار اليها يقول هنالك طائفة ثانية يكثرون من ذكر الامام المهدي ولكن ليس ذكره على نحو الشخص أي على نحو أنه خاتم الأوصياء المحمديين، الامام الحادي عشر من ذرية الامام امير المؤمنين سلام الله عليه وفاطمة صلوات الله وسلامه عليها بل بعنوان منقذ عالمي ذا اتجاه الهي نقي، هذه الطائفة تشمل الكثير من الذين تسحقهم الأزمات التي تعصف بالبشرية وفي الواقع هم ضحايا إزدياد وإمتلاء الأرض ظلماً وجوراً من مختلف أشكال الظلم المادي والمعنوي وغير ذلك. الطائفة الثالثة من الذين يكثرون ذكر الامام المهدي هم أعداءه يعني كما تعلمون من العلامات الحتمية قضية الخسف بجيش السفياني في البيداء، جيش السفياني أساس تحركه هو للقضاء على الامام المهدي سلام الله عليه. تشتد صور اهتمام اعداء الله تبارك وتعالى وأعداء العدالة الإلهية بإعتبار أنهم يريدون أن يقضوا عليه لكي يبقى لهم الطغيان ويستمر طغيانهم وتستمر حكوماتهم الظالمة على أساس الظلم والجور فهذه طائفة ثالثة تكثر من ذكر الامام المهدي وتتبع اخباره وكما تعلمون أنها أسست الكثير من المراكز العلمية والبحثية حول الامام المهدي وعقيدة اهل البيت سلام الله عليهم في الامام المهدي. أما أخ خليل بالنسبة للسؤال الآخر وهو أن هل هذه العلامة من العلامات الحتمية؟ نعم يمكن الإستفادة على نحو الإجمال من الشواهد المتعددة في الروايات على أن هذه العلامة من العلامات الحتمية ولكن الوقت المخصص لهذه الفقرة في هذه اللقاء انتهى، نوكل تفصيل الحديث عن هذا السؤال الى حلقة مقبلة بإذن الله تبارك وتعالى، شكراً جزيلاً
أحبتنا المستمعين، بدلاً عن الحكاية التي اعتدتم الإستماع إليها في الفقرة الأخيرة من البرنامج من حكايات الفائزين بالألطاف الإلهية ببركة التوسل إليه عزوجل بخليفته المهدي – أرواحنا فداه – نقدم لكم في هذا اللقاء مجموعة من الإضاءات المعرفية القيمة التي إخترناها لكم من كتاب (في محضر آية الله بهجت رضوان الله عليه) لجميل ما تشتمل عليه من الإعانة على الولاء العملي الصادق لإمام العصر – أرواحنا فداه – أما الحكاية التي أعددناها لهذا اللقاء فستأتيكم بإذن الله في حلقة لاحقة.
نقدم لكم أيها الأحبة هذه الفقرة تحت عنوان:

غوث الله لعباده

قال العارف المهدوي المخلص والمرجع الديني التقي آية الله الشيخ محمد تقي بهجت – رضوان الله عليه -:
نحن جميعاً معرضون للغرق في أمواج بحر إبتلاءات الحياة الدنيا، ولذلك لابد لنا من التمسك بحبل ولاية بقية الله وإمام العصر – أرواحنا فداه – لكي نصل سالمين الى غايتنا، علينا أن نستغيث بولي الله الإمام ولي العصر لكي ينير لنا الطريق ويأخذ بأيدينا على صراطه المستقيم حتى يوصلنا الى مقصدنا على ساحل الأمان.
وقال – رضوان الله عليه – في كلمة أخرى:
هل يمكن لنا الفرار من الرقابة الإلهية مع إيماننا بإمام هو (عين الله الناظرة)؟ هل يمكن مع هذا الإعتقاد أن نختفي عن النظر الإلهي ونفعل ما نشاء؟ أي جواب يمكن أن نقدمه يوم القيامة إذا فعلنا ذلك؟
لايمكن الجمع بين صدق الإنتظار لظهور إمام الزمان – عجل الله فرجه – وبين توجيه الأذى لشيعته!
وقال – قدس الله نفسه الزكية -:
لقد ذكرت علامات حتمية وعلامات غير حتمية لظهور صاحب الزمان – عجل الله فرجه – ولكن لا يمكن إستبعاد ظهوره في كل حين، أي أن يحدث البداء بالنسبة لبعض العلامات ويعجل تحقق بعضها الحتمي تزامناً مع الظهور، إن الدعاء بتعجيل فرجه – عليه السلام – هو بلسم وشفاء أمراضنا، والأهم من الدعاء هو حفظ الإيمان والإستقامة على العقائد الحقة وعدم إنكار وجوده – عليه السلام – الى ظهوره؛ إن نجاتنا من هذه المآسي إنما هو بالدعاء لتعجيل فرج مولانا ولي العصر – عجل الله فرجه – ولكن ليس دعاءً بلقلقة لسان، بل بإخلاص لله وصدق نية مقروناً بالتوبة والإستغفار.
وبهذه الكلمات النورانية التي ترجمناها لكم من كتاب (في محضر آية الله بهجت) ننهي، مستمعينا الأطائب، حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) شاكرين لكم طيب المتابعة، ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، خالص الدعوات.. دمتم في رعاية الله سالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة