موضوع البرنامج:
المهدويون أهل الموعظة
ظهور المنقذ الموعود والاضطراب العالمي
ارشادٌ وإغاثة
يا من له الشرف الذي لا يرتقى
من دونه إنحط السماك الرامح
فلئن تطل في الغيب غيبتك التي
كبرت وانت بها الخفي الواضح
فالحق ما في الدار غيرك مطلبٌ
للطالبين له يدٌ ومنائح
أنت الرجا والمرتجى والغوث إذ
عز النصير وقل فيه الناصح
وشرائع الايمان غير حكمها
مع محكم القرآن جلّ الفادح
ضاق الخناق ابا الفتوح فلم نجد
الاك فاتحها فانت الفاتح
بسم الله والحمدلله غياث المستغيثين ومجيب دعوات المتوسلين اليه بصفوته الاطيبين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين
السلام عليكم اخوتنا المستمعين وأهلاً بكم في لقاء جديد من هذا البرنامج المهدوي الابيات التي استمعتم لها قبل قليل اخترناها من قصيدة طويلة عصماء للأديب الولائي المبدع المرحوم الشيخ علي الصحاف رحمه الله من أعلام أدباء الاحساء ونحن معكم في ثلاث فقرات أخرى هي الخاصة بوصايا امام العصر –عليه السلام- وعنوانها في هذا اللقاء هو:
المهدويون أهل الموعظة
تليها خلاصة للإجوبة المستفادة من النصوص الشريفة وبيانات العلماء بشأن سؤال الاخ كريم الحمد عن
ظهور المنقذ الموعود والاضطراب العالمي
ثم تأتيكم حكايتان موثقتان تحت عنوان
ارشادٌ وإغاثة
أطيب الاوقات مع فقرات لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) معنا والفقرة التربوية التالية وعنوانها هو:
المهدويون أهل الموعظة
قال مولانا وامام زماننا الحجة بن الحسن –سلام الله عليهما- في المقطع الثاني من دعائه الجامع الموسوم بدعاء (توفيق الطاعة):
اللهم... وتفضل على علمائنا بالزهد والنصيحة وعلى المتعلمين بالجهد والرغبة، وعلى المستمعين بالإتباع والموعظة.
مستمعينا الأحبة، نتوقف في هذا اللقاء عند فقرة (وعلى المستمعين بالاتباع والموعظة) وبالتحديد عند مفردة (الموعظة) لكي نستلهم منها أبعاد الوصية المهدوية التي تتضمنها.
أجل –أعزاءنا- فقد اتضح في حلقات سابقة ان الفقرة المتقدمة تتضمن وصية قرآنية بأن نستمع الأقوال فنتبع أحسنها، اي نعمل بما يدلنا عليه القول الأحسن من سلوكيات عملية.
والوصية الاخرى التي نستلهمها من هذه الفقرة هي الاتعاظ بما نسمعه من أقوال فما هو المقصود بذلك، وكيف نلتزم عملياً به؟
هذا ما نتناوله في هذا اللقاء فأبقوا معنا مشكورين:
ايها الاخوة والاخوات، القرآن الكريم هو المرجع الأساس لوصايا أهل بيت النبوة المحمدية –عليهم السلام- ومنهم الامام المهدي –عجل الله فرجه-، فهم الذين يستنبطون حقائقه ويقدمونها للناس لكي يتقربوا الى الله عزوجل عبر العمل وبمقتضياتها وبما تدعوهم اليه من مكارم وكمالات.
ولذلك من المفيد لمعرفة أبعاد وصايا أهل بيت الرحمة –عليهم السلام- التعرف الى جذورها القرآنية، ففي ذلك كمال الاهتداء لها والعمل بها.
وعندما نرجع الى الآيات الكريمة فيما يرتبط بوصية هذا اللقاء نجدها تشير الى أن (الموعظة) هي أهم أهداف ابلاغ الانبياء –عليهم السلام- لرسالاتهم الالهية، وهم بذلك يتخلقون بخلق الله فهو عزوجل سيد الواعظين، وهذا ما تصرح به آيات عدة منها قوله تبارك وتعالى في الآية (٥۸) من سورة النساء:
"إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً"
وقال عزوجل في الآية التسعين من سورة النحل:
"إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"
كما تصرح الآيات الكريمة بأن (الموعظة) هي هدف لإنزال القرآن الكريم، قال الله أصدق القائلين في الآية ۲۳۱ من سورة البقرة:
"وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"ايها الافاضل، من هنا فقد امر الله عزوجل أنبياءه ومنهم سيدنا المصطفى –صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين-، امره بان يعظ العباد، فقال مثلاً في الآية ٤٦ من سورة سبأ مخاطبا حبيبه وحبيبنا الهادي المختار:
"قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ"
ويتضح –احباءنا- من هذه الآيات الكريمة ان (الموعظة) هي أحد الاساليب الالهية في دعوة الناس لما فيه صالحهم وصلاحهم وخيرهم بل واعانتهم على الاستجابة للعمل بما تدعوهم اليه المواعظ الالهية.
وتتحقق هذه الاعانة من خلال اثارة هذه المواعظ لكوامن عقول الناس وما جعله الله فطرتهم من حب للخير الحقيقي وهذا ما تشير اليه خاتمة الآية التسعين من سورة النحل أي قوله تبارك وتعالى:
"يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ".
أي ان الاستذكار هو الهدف من المواعظ الألهيه –سواءً جاءت في كلامه أو في كلام سائر ينابيع وحيه أي القرآن الكريم وأوليائه الصادقين –صلوات الله عليهم أجمعين-.
وهذا الاستذكار هوالذي يثير في الانسان الطاقة الحركية اللازمة للعمل بمقتضى تلك المواعظ الالهية وهو المعبّر عنه بالاتعاظ.
وعليه يتضح أن العمل بهذه الوصية المهدوية يستلزم أولاً تفكر الانسان فيما يسمعه من الأقوال الاحسن كما تشير لذلك الآية (٤٦) من سورة سبأ، هذا أولاً، وثانياً ان يستذكر ان هذه الاقوال الاحسن او المواعظ الالهية انما تدعوه لما فيه خيره وصلاحه الذي يطلبه بعقله وفطرته؛ وثالثاً ان يرسخ ذلك في قلبه ووجدانه الشعوري حتى يندفع للاستجابة لما تدعوه له اي العمل بمقتضى ذلك.
مستمعينا الأطائب، في الفقرة التالية من برنامجكم (شمس خلف السحاب) يلخص زميلنا الأخ عباس باقري اجوبة العلماء على سؤال هذه الحلقة من البرنامج نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أحباءنا اهلاً بكم ومرحباً وأهلاً بالأخ الكريم كريم الحمد وسؤاله للبرنامج، في الواقع سؤال الأخ كريم من الأسئلة التي تتردد في الأذهان كثيراً خاصة في الفترة الأخيرة. يقول الأخ كريم في سؤاله هل تستمر الإضطرابات في العالم العربي الى ظهور المهدي الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ هل تبقى هذه التيارات والحركات الإرهابية والتكفيرية وما ترتكبه من جرائم، قطع الرؤوس وغير ذلك؟ سؤال الأخ كريم الحمد طويل في الواقع. هل تبقى هذه الحركات وتستمر في نشاطها أم ماذا؟
أخ كريم الذي ذكره العلماء فيما يرتبط بالمستفاد من الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن علامات ظهور الامام المهدي القريبة يعني التي تقترب من زمن الظهور تشير الى نوع من التفكك ونوع من تعدد الأنظمة، أنظمة التبعية في العالم العربي والعالم الاسلامي ، تشير الى حرب القبائل، التفكك في منطقة الجزيرة العربية وإنتشارها وحتى تعبير حرب القبائل هو مستفاد من النصوص والأحاديث الشريفة. الإضطرابات التي يمكن أن تستفاد من الأحاديث الشريفة أعم من منطقة العالم العربي والاسلامي ولكن ظهورها أكثر في هذه المناطق. المستفاد كثرة الهرج والمرج يعني حتى اعم من منطقة العالم الاسلامي، على عموم العالم تظهر الكثير من التيارات الغريبة، الكثير من الصراعات الغريبة والدموية، كثرة سفك الدماء، الهرج والمرج بمعنى القتل والإضطرابات. هذه اذن من العلامات العامة فيمكن القول ولايمكن الجزم ولكن نعم الامام المهدي سلام الله عليه عندما يظهر يظهر في خضم انتشارات الإضطرابات وهذه ايضاً حكمة عندما تنتشر مثل هذه الأوضاع، القلوب تتوجه الى المنقذ يعني تتوفر أحد شروط الظهور وهو توجه قلوب الناس لمن ينقذها من هذه الأوضاع وهذه الفتن والإضطرابات، هذه كنظرة إجمالية عامة أما على نحو الخصوص الحركات التي ذكرتها أخ كريم الحمد وهي قضية الحركات الوهابية والتكفيرية وقطع الرؤوس وأمثال هذه الممارسات هنالك النص المرتبط او الأحاديث المرتبطة بالسفياني يمكن أن تجيب عن هذا السؤال يعني المقدار المتيقن أنه خروج السفياني قبل تسع او ستة شهور يعني طول حركته تسع شهور وهو يتابع الامام المهدي يعني احد أسباب حركته وخروجه هو لوأد الحركة المهدوية بإشارات وبتعاون مع القوى الصليبية والصهيونية وغير ذلك. من هذه الأحاديث وما يقوم به من قتل على الهوية وماتذكره، يقتل من أسمه علي، من أسمه حسن. وردت هذه المعلومات او هذه الاشارات في الأحاديث الشريفة يمكن أن يفهم بإستمرار هذه الحركات، نعم يمكن أن تضعف، قد تقمع، قد تشتد ولكن أصل هذه الحركات هي أرضية حركة السفياني وأرضية ذهنية السفياني بإعتباره حركة مدعومة من قبل اعداء الاسلام الخفياء ومتسترة بستار طائفي وعلى أساس السعي لإستئصال مدرسة أهل البيت سلام الله عليهم بإعتبارها تمثل الاسلام المحمدي النقي. شكراً للأخ كريم الحمد وشكراً لكم احباءنا والى ما تبقى من فقرات البرنامج.
ايها الاكارم نجدد لكم أطيب التحيات من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.. ونتابع تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب)، وآخر فقراتها ومع حكايتين من الحكايات الموثقة للفائزين بالالطاف الالهيه بواسطة ولي الله وبقيته المهدي الموعود –عجل الله فرجه-، عنوان الفقرة هو:
إرشادٌ وإغاثة
أعزاءنا المستمعين، نختار لكم حكايتي هذا اللقاء من كتاب (بركات ولي العصر) للسيد جواد المعلم، وهو الكتاب الذي لخص فيه السيد المعلم موسوعة (العبقري الحسان) فيما يرتبط بالحكايات التي أوردها فيه العلامة التقي آية الله الشيخ علي أكبر النهاوندي –رضوان الله عليه-.
والحكايتان جرتا لإثنين من كبار المراجع هما آية الله السيد مهدي بحر العلوم سيد مراجع الحوزة النجفية في القرن الهجري الثاني عشر، والثاني آية الله الشيخ محمد تقي النجفي الاصفهاني مرجع اصفهان ابان النهضة الدستورية في ايران.
وكل من هاتين الحكايتين تحمل عبرً ودروساً مهمة نترك لكم استلهامها وانتم تستمعون لهما، تابعونا على بركة الله:
مستمعينا الأفاضل، جاء في كتاب (بركات ولي العصر) ما نقله آية الله الشيخ النهاوندي –قدس سره- عن الفقيه الجليل آية الله السيد جواد العاملي مؤلف الموسوعة الفقهية (مفتاح الكرامة) وأحد أبرز تلامذة آية الله العارف السيد مهدي بحر العلوم –رضوان الله عليهما-، أنه –أي السيد العاملي- قال:
"خرج استاذي السيد بحر العلوم ذات ليلة من بوابة مدينة النجف الاشرف –يعني باب سورها القديم-، فاتبعته من حيث لايراني... فسار حتى دخل مسجد الكوفة... وهناك رأيته يتوجه الى مقام حضرة صاحب الأمر –عليه السلام-، وهناك أخذ يتكلم مع امام العصر –أرواحنا فداه- وهناك عرض السيد على الامام سؤالاً فأجابه -عليه السلام- قائلاً:
ان واجبكم فيما يرتبط بالاحكام الشرعية هو العمل بالأدلة الظاهرية، فاعملوا بما تهديكم اليه هذه الأدلة الظاهرية".
ايها الأعزاء، وقبل أن ننقل لكم الحكاية الثانية نشير الى أن المقصود بالأدلة الظاهرية هو أدلة استنباط الأحكام الرئيسة أي الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والاجماع والعقل؛ وفي ذلك تأكيد مهم على الاهتمام والالتزام بظواهر الشريعة المحمدية وأحكامها الأمر الذي يحبط ضلالات أهل البدع والتحريف.
ونقرأ ايها الاطائب في الكتاب المذكور الحكاية التالية التي نقلها آية الله الشيخ النهاوندي عن آية الله العارف الشيخ محمد تقي النجفي الاصفهاني احد كبار العلماء المجاهدين ضد التغلغل البريطاني في ايران وجاء فيها قوله –رضوان الله عليه-:
"في رحلتي الى مكة المعظمة لأداء مناسك الحج ذهبت يوماً الى خارج المدينة للتعبد في خلوة في سفح أحد جبالها... وقد عمدت الى إقامة الصلاة ساعياً للعمل بكل آدابها وشروط تحققها بالصورة المطلوبة مقرونة بالاقبال والخشوع والتوجه الى الله تبارك وتعالى... وقد تلطف الله علي بذلك والحمدلله ... ولكن وفي غضون ذلك التفت الى ان احد النواصب ينزل من أعلى الجبل وقد إمتلا غيضاً وقد شهر خنجره وهو يعزم على قتلي كما كان واضحاً ... فأيقنت أنه سيقضي علي في ذلك المكان الذي لم يكن فيه أحدٌ يمكن أن يدفع عني القتل، فلجأت الى مولاي بقية الله وامام العصر –عليه السلام-، وتوسلت به- وهو ملاذ الجميع- الى الله جل جلاله... وإثر ذلك مباشرة سقط ذلك الخبيث وكأن يداً رطمته على قفاه، وأخذ يتهاوى على الجبل حتى هلك".
نشكر لكم مستمعينا الاكارم على كرم المتابعة الطيبة لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) استمعتم له من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.