البث المباشر

تقرير: لقد فرضت أمريكا حتى الآن عقوبات على ثلث كوكب الأرض

الأحد 28 يوليو 2024 - 17:01 بتوقيت طهران
تقرير: لقد فرضت أمريكا حتى الآن عقوبات على ثلث كوكب الأرض

تماشيا مع أهدافها المهيمنة، تتمتع أمريكا بالتاريخ الأكبر في فرض عقوبات أحادية ضد دول أخرى في العالم.

واعترفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مؤخراً في تقرير أشارت فيه إلى استخدام الولايات المتحدة للعقوبات كسلاح: لقد فرضت واشنطن بشكل متهور عقوبات ضد منافسيها وأعدائها في العالم لدرجة أنه تم استهداف ثلث جميع دول العالم بفعل العقوبات التي فرضتها واشنطن.

وبحسب الإحصائيات المنشورة، فإن روسيا هي هدف لأكبر قدر من العقوبات الأمريكية في العالم كله.

وفي الفترة بين فبراير/شباط 2022 ويناير/كانون الثاني 2024، استهدفت الولايات المتحدة أكثر من 16 ألف فرد و9000 شركة وأكثر من 3200 كيان مرتبط بروسيا. كما أن إيران وفنزويلا وكوبا هي من بين الدول الأخرى التي تخضع للعقوبات القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة لفترة طويلة.

 

تاريخ العقوبات والتأثير المعاكس

في الواقع، استخدمت الولايات المتحدة منذ عقود العقوبات كسلاح اقتصادي وسياسي ضد الدول التي لا تخضع لسياسات واشنطن، وفي هذا السياق كتبت صحيفة واشنطن بوست في تحليل لها: الحكومات المتعاقبة في الولايات المتحدة منذ التسعينيات فعلت ذلك وحولوا الحرب الاقتصادية وفرض العقوبات الاقتصادية إلى أداة رئيسية لسياستهم الخارجية.

لقد جذبت سياسة الحصار انتباه السلطات الأمريكية، في حين أن هذه السياسة لم تكن فعالة بالنسبة للعديد من الدول ولم يقتصر الأمر على أنها لم توفر مصالح الولايات المتحدة، بل دفعت هذه الدول إلى تغيير سياساتها والتحول إلى سياسات مثل التعددية وزيادة التعاون الإقليمي في غالبية الاتحادات والمنظمات الإقليمية.

وتعترف صحيفة واشنطن بوست في هذا السياق: أن معظم العقوبات الأميركية لم تكن غير فعالة فحسب، بل كان لها تأثير معاكس أيضاً.

 

أداة اسمها الدولار في العقوبات

لقد استخدمت الولايات المتحدة الدولار كعملة دولية رئيسية من أجل ممارسة الضغط على الدول الأخرى.

لقد أساءت واشنطن مرارًا وتكرارًا اعتماد الشركات والبنوك والنظام المالي الدولي على الدولار كوسيلة لإجبار الدول الأخرى على اتباع رغباتها أو لمنعها من اتباع سياسات وإجراءات غير مرغوب فيها للولايات المتحدة.

لذا، فقد تبعت هذه القضية، خاصة في السنوات الأخيرة، رد فعل الدول المتعارضة وحتى حلفاء واشنطن الأوروبيين، وأدت إلى تشكيل تدريجي لإجماع عالمي حول ضرورة منع استمرار الولايات المتحدة في الاستخدام الذرائعي للدولار وذلك تماشياً مع الضغوط الاقتصادية والتجارية والمالية التي تتعرض لها الدول الأخرى، وخاصة الدول التي تعارض واشنطن أو تنافسها.

وتقول صحيفة واشنطن بوست في هذا السياق: إن العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية لعدة عقود لم تتمكن من منع بيونغ يانغ من تطوير برامجها التسلحية وتطوير قدراتها الصاروخية الباليستية العابرة للقارات.

كما أن العقوبات الأمريكية على نيكاراغوا وكوبا لم يكن لها أي تأثير في إضعاف الحكومات الأمريكية غير المرغوب فيها في هذه الدول بقيادة "دانيال أورتيجا" و"فيدل كاسترو" أو الحد من دعمها الشعبي.

وفي حالة إيران، اعترفت وزيرة الخزانة الأميركية "جانيت يلين" مؤخراً بأن العقوبات لم تؤد إلى تغيير في سياسة إيران وسلوكها كما توقعت الولايات المتحدة.

ووفقا لتقرير وزارة الخزانة الأمريكية، فإن العدد الإجمالي للدول التي استهدفت بطريقة ما بالعقوبات الأمريكية يمثل ما يزيد قليلا عن خمس الناتج المحلي الإجمالي في العالم، و80٪ من هذا المبلغ هي حصة الصين. ومع ذلك، يبدو أن هذه السياسة أصبحت غير فعالة على نحو متزايد/

 

الإصرار على سياسة المقاطعة

ورغم فشل سياسة العقوبات الأمريكية، إلا أن واشنطن تواصل استخدامها للضغط على مختلف الدول، خاصة الدول المعارضة وغير المنسجمة مع سياسات أمريكا العدائية. بينما أن هذه السياسات لم تقلل فقط من قوة أمريكا على الساحة الدولية وتسببت في نمو الاستقلال في العديد من البلدان التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات، ولكنها خلقت أيضًا ظروفًا للتجارة بعيدة كل البعد عن وجهة نظر أمريكا في العالم.

وجاء في تحليل صحيفة واشنطن بوست: أن الكثير من جماعات الضغط (اللوبيات) والمسؤولين الأمريكيين السابقين حققوا أرباحًا من آلاف العقوبات التي فرضتها واشنطن على منافسيها وأعدائها.

على أية حال، فإن السلوك الأحادي والهروب من التعددية والالتزامات الدولية من قبل الحكومات الأمريكية المختلفة قد أثر على الأمن والاستقرار العالمي والجو الدولي، ولكن الآن تصرفت الدول المختلفة بشكل مستقل على الرغم من سياسات العقوبات التي تنتهجها الولايات المتحدة، وقد تغيرت هذه الظروف. ولقد أدى ذلك إلى تقليص قوة الولايات المتحدة على الساحة الدولية.

كما كتبت "أغاثا ديماريه"، الباحثة في الاقتصاد والعضو البارز في مركز أبحاث "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، في كتابها: "في السنوات الأخيرة، ورأينا أن العقوبات أصبحت الأداة الدبلوماسية المفضلة لدى السياسيين الأميركيين؛ لكن العقوبات أداة غير فعالة، والاعتماد بشكل كبير على سياسات العقوبات لم يؤد إلا إلى انخفاض فعاليتها وأهميتها في الصعيد الدولي.

 

parstoday

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة