وتضاربت المعلومات حول النتائج ففي حين أعلن بني غانتس بعد نتائج العيّنات الانتخابية "أن نتنياهو خسر وعلى الرئيس تكليفنا بتشكيل الحكومة"، نقل موقع "معاريف" عن نتنياهو قوله "سأبدأ بتأليف حكومة يمينية".
وفجر الأربعاء كانت نتائج الانتخابات الإسرائيلية غير النهائية كالآتي: الليكود 35 مقعداً – أزرق أبيض 34 – شاس 8 – العمل 6 – إسرائيل بيتنا 6.
وتعليقاً، أكد رئيس قائمة الجبهة العربية للتغيير أيمن عودة عدم القبول بأن يكون الكنيست من دون نواب للعرب، وقال للميادين إنه لن يتم السماح لقانون القومية بالعبور.
وقال مسؤول فلسطيني لوكالة الصحافة الفرنسية إن الإسرائيليين صوتوا بـ"لا" للسلام، بينما تحدث رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية الفلسطينية في الداخل محمد بركة عن تراجع عربي واضح في نسبة المشاركة في انتخابات الكنيست.
وقبيل اقفال الصناديق ذكرت وسائل إعلام إسرائيليةٌ أنّ نتنياهو عقد مباحثات طارئة في أعقاب نسبة التصويت المنخفضة في معاقل حزب الليكود واتهم نشطاء حزب"أزرق أبيض" بإتلاف بطاقات التصويت التابعة لليكود فيما وجّه زعيم حزب اليمين الجديد نفتالي بينيت نداءً طارئا بأنّ حزبه في وضع سيئ.
وانطلقت صباح أمس الثلاثاء الانتخابات التشريعية الإسرائيلية في ظل منافسة محتدمة بين حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحزب "أزرق أبيض" بزعامة رئيس الأركان السابق بيني غانتس.
وركز نتنياهو في حملته الانتخابية عبر شاشات التلفزة الإسرائيلية والإذاعات والمواقع الاخبارية على الخطر الذي يواجهه حكم اليمين في هذه الانتخابات، وقال: "لست أدري ماذا تعني كتلة يمين لأنه ليس لدي 61 مقعداً ولا أستطيع القول إنه سيكون لدي ذلك. لكنني أعلم أمراً آخر أن استطلاعات الرأي تتحدث عن تقدم غانتس ويائير لابيد علينا بعدة مقاعد الليكود، واليمين نائمون جالسون في المنزل هم مطمئنون إلى أننا سننجح لكن الأمر ليس كذلك".
حملة نتنياهو الإعلامية والانتخابية جرّت عليه انتقادات من داخل الأحزاب اليمينية نفسها التي رأت أنه يعزز موقعه في مقابل إضعافها.
في المقابل واصل حزب "أزرق أبيض" تسويق نفسه لاستقطاب المزيد من الأصوات نحوه ولاسيما أنه يضم في صفوفه أسماء ليكودية بارزة سابقة.
زعيم الحزب غانتس قال إن "ما يحصل هو صراع قاسٍ وصراع يحاول صدنا لكننا سنواجهه وسنزيد من الفجوة بيننا وبين الأحزاب المنافسة لنا".
وقد حشد نتنياهو، الذي أطلقت عليه مجلتا "تايم" و"إيكونوميست" لقب "الملك بيبي"، معسكراً يمينياً متشدداً ضد الفلسطينيين وسلّط الضوء على إنجازاته على صعيد السياسية الخارجية الإسرائيلية وهي ثمرة علاقاته مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
لكن آمال زعيم حزب الليكود البالغ من العمر 69 عاماً في التفوق على مؤسس الكيان الصهيوني دافيد بن غوريون، ليصبح أطول رئيس للوزراء بقاء في السلطة في شهر يوليو تموز، تقوضت بسبب اتهامات بالفساد والكسب غير المشروع.
ويحذر المنتقدون من ظاهرة "الملل من بيبي" ويجادلون بأن الانتخابات البرلمانية ينبغي أن تجلب وجوهاً جديدة لتولي مناصب بارزة.
ويلاحق بيني غانتس، وهو قائد سابق للجيش ومرشح وسطي يفتقر للحنكة السياسية، نتنياهو في استطلاعات الرأي. وبدعم من جنرالين سابقين في مناصب مهمة بحزبه "أزرق وأبيض"، يسعى غانتس (59 عاماً) إلى تقويض صورة نتنياهو الذي يصف نفسه بأنه لا يُضاهى على صعيد الأمن القومي.
وقال حزب ليكود في بيان "هذا خيار بين حكومة يمينية قوية في عهد نتنياهو أو حكومة يسارية ضعيفة في عهد غانتس".
ورغم أنه لا توجد خلافات سياسية كبيرة بين المرشحين بشأن إيران والصراع والتسوية مع الفلسطينيين أو حتى بخصوص اقتصاد "إسرائيل"، فإن عملية التصويت سيحكمها بشكل كبير التساؤلات بشأن شخصياتهما.
وأبدى ترامب راعي تلك الخطة ملاحظة موضوعية على نحو غير معتاد بشأن الانتخابات، قائلاً لمؤيديه من اليهود الأميركيين الجمهوريين يوم السبت "أعتقد أن (المنافسة) ستكون قريبة ...إنهما شخصان صالحان".