ومما لا شك فيه أن القدرات الصاروخية لقوة الجو فضاء التابعة لحرس الثورة الإسلامية تعد من المكونات الهامة لقوة ردع الجمهورية الإسلامية الايرانية، وامتلاك هذه القدرات تعود الى الجهود التي بذلها القادة العسكرييين والعلماء المجهولين، من بينهم الشهيد حسن طهراني مقدم الذي لعب دوراً فريداً في هذا المجال.
مادام بلادنا ما كانت تمتلك سلاحاً مناسباً لمواجهة السفن الحربية الأمريكية وإبعادها عن شواطئ البلاد فإن حركة السفن الحربية الأجنبية كانت متواصلة من دون عراقيل في مياه الخليج الفارسي. وتسبب الهجوم الأمريكي على أفغانستان والعراق في زيادة تواجد الأسطول الأمريكي والقوات الأجنبية في الخليج الفارسي، وأدى ذلك إلى بذل مساعي حثيثة من قبل كبار القادة للحصول على سلاح يمكنه إبعاد القوات الأمريكية عن الشواطئ الإيرانية.
في هذه الفترة يقوم الشهيد طهراني مقدم باتخاذ خطوات ملموسة في هذا الصدد من دون أن تكون له مسؤولية مباشرة في مجال الأسلحة البحرية. كانت فكرة الشهيد طهراني مقدم هي صنع صاروخ باليستي بحري، على الرغم من أن القوات المسلحة في البلاد في تلك الفترة ما كانت تمتلك مثل هذا السلاح.
في ذلك الوقت، كان الصاروخ الأكثر دقة لحرس الثورة والتي تستخدمه في عملياتها هو صاروخ "تندر 69" وفي الواقع هو نفس الصاروخ الصيني B610 الذي قام حرس الثورة بشرائه من الصين خلال عام 1990. كان الصاروخ الصيني في الواقع صاروخ دفاع جوي أرض-أرض من طراز "سام 2 " ويبلغ مداه 150 كيلومتراً.
وارتكزت فكرة الشهيد طهراني مقدم على هذا المحور أن يتم تصميم صاروخ باليستي مضاد للسفن من خلال إجراء تعديلات على صاروخ "تندر 69 " وبناءً على ذلك، فإن مشروع "قدر" انطلق في قسم جهاد الاكتفاء الذاتي التابع للقوة الجوية لحرس الثورة.