وخلال مراسم الإحتفاء باليوم الوطني لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية والذي عقد بحضور نائب وزير الدفاع وبعض المسؤولين العسكريين الروس الآخرين وعدد كبير من العسكريين المعتمدين من سفارات الدول الأخرى في موسكو، اكد كاظم جلالي على ان إن الادعاءات حول التعاون الدفاعي بين إيران وروسيا واستخدام معدات كل منهما في الصراعات الطرفية ليست صحيحة، موضحاً بأن إيران تواصل تعزيز العلاقات الدفاعية مع روسيا في إطار القوانين الدولية.
دور الجيش الايراني البنّاء في المهام الحاسمة
وذكر جلالي بأن اعتماد يوم 17 نيسان/أبريل كيوم وطني للجيش الإيراني هو أحد الأعمال الذكية والحكيمة لمفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني (رض)، لافتاً الى أن جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو رمز الإسلاموية وحماية الوطن والسيادة الشعبية، وقد أدى واجباته على أكمل وجه خلال ثماني سنوات من الدفاع المقدس (الحرب الايرانية-العراقية المفروضة 1980-1988) وغيرها من المهام في ميادين الثورة الإسلامية.
الردع الإيراني يعتمد على الدعم الشعبي والقوة الداخلية
وأضاف سفير إيران لدى موسكو بأن المحور الرئيسي لمهام الجيش الإيراني، الى جانب القوات المسلحة وخاصة فيلق حرس الثورة الإسلامية، هو حماية السلامة الإقليمية والسيادة الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتوجيهات الحكيمة من قائد الثورة الإسلامية.
وتابع جلالي بأن الجمهورية الإسلامية الايرانية قد وضعت استراتيجية ردع مستدامة ونشطة في دبلوماسيتها الدفاعية في اتجاه بناء الثقة وخفض التصعيد وتعزيز الأمن،موضحاً بأن المكونات الرئيسية لقوة الردع قائمة على الدعم الشعبي والقدرة الداخلية على الإنتاج الدفاعي والتفاعل الدفاعي مع الدول الصديقة والمجاورة والتعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية والتعامل مع التهديدات الجديدة.
وجود قوات اجنبية هو سبب عدم الاستقرار في المنطقة
وصرح السفير الايراني لدى موسكو بأن جيران ايران هم إخوة لها ويعلمون أن القوة الدفاعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الضامن للاستقرار والأمن ومصدر السلام والهدوء لشعوب المنطقة.
واعتبر وجود قوات أجنبية في المنطقة عاملا لعدم الإستقرار، مضيفاً بأنه يجب ان تحل القضايا الإقليمية بالتعاون والتنسيق بين دول المنطقة، وأشار الى أن الصراعات الإقليمية والجيوسياسية تتزايد في عالم اليوم، كما أن دور مؤسسات بناء الثقة الإقليمية وتعاون ومشاركة الدول له أهمية مزدوجة.
الغرب متواطئ في جرائم الكيان الصهيوني
واضاف جلالي بأن العالم يشهد اليوم تصاعد الأعمال العدائية في المناطق المحيطة بنا، خاصة مع وجود قوى أجنبية في غرب آسيا، وقد بدأ الكيان الصهيوني عدوانا غير مسبوق على قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أشهر والذي مازال مستمرا بإنتهاكاته الوحشية.
وأشار إلى أن العالم الغربي بكل ادعاءاته الحقوقية متواطىء ويشارك فعليا في قتل النساء والأطفال الأبرياء العزل في غزة من خلال دعمه الكيان الصهيوني، مؤكداً على ان التاريخ لن ينسى دعم الغرب للإبادة الجماعية في غزة.
الدافع الإيراني لمعاقبة الكيان الصهيوني
وفي إشارة الى العدوان الصهيوني على قنصلية السفارة الإيرانية في دمشق، صرح جلالي انه و قبل ثلاثة أسابيع،وبهدف توسيع نطاق الحرب والخروج من الأزمة الإقليمية شن الكيان الصهيوني هجوماً صاروخياً على القنصلية الإيرانية باستخدام المقاتلات الأمريكية مما أدى الى استشهاد عدد من الدبلوماسيين والمستشارين الإيرانيين الذين كانوا هناك بدعوة من الحكومة السورية للمساعدة في محاربة الجماعات الإرهابية.
وعليه، وعقب هذا الهجوم، تم وضع مجموعة من الإجراءات الدبلوماسية لتأكيد حماية حقوق ايران على جدول الأعمال، وشكت إيران الكيان الصهيوني الى مجلس الأمن الدولي، لكن هذا المجلس الذي يعتبر الوصي الرئيسي على السلام والإستقرار الدوليين، فشل بإصدار ولو بياناً بسيطاً يدين هذا الهجوم ولم يقوم بواجباته.
وتابع إنه وبالرغم من أن العضوين الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة،روسيا والصين، أرادا إصدار بيان ادانة إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتماشياً لننهجهم القائم على معايير مزدوجة، منعت مجلس الأمن من إصدار بيان يدين أعمال الكيان الصهيوني.
نتائج ناجحة لعملية الوعد الصادق
وأفاد سفير إيران في موسكو أنه بعد ذلك قررت إيران معاقبة الكيان الصهيوني ،موضحاً أن إيران ووفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة نفذت سلسلة من الهجمات ضد القواعد العسكرية الصهيونية.
وأشار الى ان الرد الايراني العقابي مبني على وعد صادق بمعاقبة الكيان المعتدي، و استهدف فقط المنشآت العسكرية الصهيونية ولم تتضرر أي من المنشآت المدنية وقد ادت الى تحقيق نتائج ناحجة.
نحذر تل أبيب وداعميها الغربيين
وصرح جلالي انه اذا اراد الكيان الصهيوني وداعموه الغربيون مواصلة مغامراتهم فإن ايران مستعدة لمزيد من الإجراءات لحماية مصالح الوطنية.
وأشار الى ان السبب الرئيسي لاستمرار الأزمة في منطقة غرب آسيا هو استمرار جرائم واعتداءات الكيان الصهيوني وخاصة ضد أطفال ونساء غزة، ومفتاح حل الأزمة هو وقف الإبادة الجماعية التي تمارسها الة الحرب الصهيونية .
وفي جزء آخر من كلمته، كرم سفير إيران لدى روسيا ذكرى شهداء إيران، وخاصة شهداء جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذين ناضلوا من أجل قوة واقتدار ايران.