ويمثل هذا الارتفاع المقلق، والذي لوحظ منذ التسعينيات، تحديًا محيرًا للخبراء الطبيين الذين يسعون جاهدين لفهم الأسباب الكامنة وراءه وتطوير تدابير وقائية فعالة.
وبحسب تقرير نشره موقع huffpost، لا تزال العوامل الدقيقة التي تؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الفئات السكانية الأصغر سنا غير معروفة.
وبينما يعتقد الخبراء أن الأمر يتعلق بأسلوب حياة وبيئي، يقوم الباحثون بالتحقيق بجد في المحفزات المحتملة. وفي هذا الوقت، من المهم للأفراد، بغض النظر عن العمر، أن يبقوا يقظين بشأن سرطان القولون والمستقيم والأعراض المرتبطة به.
وأحد الأعراض غير المتوقعة التي جذبت الاهتمام، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، هو البراز الرقيق.
وروت فتاة تسنخدم المنصة، تجربتها في التغاضي عن هذه العلامة الخفية إلى جانب الأعراض المزعجة الأخرى مثل فقدان الوزن غير المبرر والإسهال؛ ما أدى في النهاية إلى تشخيص مرحلة متأخرة لسرطان القولون.
ويؤكد المتخصصون الطبيون أهمية التعرف على هذا النوع من البراز باعتباره علامة محتملة لسرطان القولون والمستقيم.
ويوضح الدكتور مايكل تشيني، طبيب الأورام في مركز السرطان بجامعة ييل، أن الأورام القريبة من نهاية أو بطانة القولون يمكن أن تقيد مرور البراز، ما يؤدي إلى براز أرق.
ويبقى البراز الرقيق مؤشرًا أقل شيوعًا لسرطان القولون والمستقيم مقارنة بالأعراض الأكثر وضوحًا، مثل الدم في البراز أو آلام البطن المزمنة، أو تغير حركات الأمعاء، أو فقدان الوزن غير المبرر، والتي قد تشير إلى مخاوف صحية كامنة، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم.
وتلعب استراتيجيات الفحص الفعالة، مثل تنظير القولون أو اختبارات البراز، دورًا محوريًا في اكتشاف سرطان القولون والمستقيم في المراحل المبكرة.
ففي حين أن الفحص القياسي يبدأ عادةً في سن الـ45، إلا أنّ الأفراد الذين لديهم عوامل خطر ذات صلة، بما في ذلك التاريخ العائلي لسرطان القولون والمستقيم أو الحالات الطبية المؤهبة، قد يحتاجون إلى فحوصات مبكرة.
واعترافًا بالقلق الذي يصاحب المخاوف الصحية المحتملة، يؤكد الخبراء أهمية الحفاظ على منظور متوازن. ففي حين أنّ الأعراض قد تستدعي المزيد من التحقيق، إلا أنها لا تشير بطبيعتها إلى تشخيص سرطان القولون والمستقيم، إلا أنّ الاكتشاف المبكر من خلال الفحص يوفر أفضل فرصة لإدارة المرض وعلاجه بنجاح.