وكتب لاريجاني في مذكرة حول عملية "طوفان الأقصى" لكتائب "الشهيد عز الدين القسام": إن الأيام الأخيرة لقطاع غزة وفلسطين المحتلتين لها جوانب مختلفة تحتاج إلى شرح وتوضيح. ففي كل لحظة تتضح جوانب جديدة من أحداث وردود أفعال هذه المنطقة والدول الأخرى. ومن المهم معرفة جذور هذه الحادثة لتصبح تجربة للمستقبل. انظروا إلى الظاهرة التي تواجهها هذه المنطقة في الوضع الحالي، حجم القتل الذي يحدث في غزة، كثير منهم من النساء والأطفال ومعظمهم من الناس العاديين. وفي الماضي، كان لإسرائيل تاريخ طويل في هذا المجال. ففي قانا مثلاً قُتل بالقصف دفعة واحدة 70 طفلاً، او في الخليل. السلوك الذي ظهر في المشهد الدولي غريب جداً. لقد أطلقوا رثاءً كبيراً لمقتل سكان الأراضي المحتلة، لكنهم لم يذكروا ما يحدث في غزة.
وأضاف: رأيت بالأمس وقبله أن كلا من رئيس الولايات المتحدة وقادة دولتين أوروبيتين شجعوا إسرائيل على الاستمرار، وقالوا نحن نساعد بإرسال السفن والذخائر، خشية نفاد الذخيرة. إنهم لا يفعلون شيئًا لمنع سلوك الكيان الصهيوني الاجرامي.
وقال: حسناً، هذا تناقض، إذا كنت منزعجاً من مقتل النساء والأطفال والمواطنين العاديين، فلماذا تقوم بالتسليح أكثر؟ لذا فمن الواضح أن لديهم هدفًا يريدون تحقيقه.
وتابع: للأسف، ظلت القضية الفلسطينية دائما كما هي. تم بث مقابلة مع رئيس الولايات المتحدة، حاول فيها استقطاب عواطف الجمهور وأظهر بالتفصيل كيف، على سبيل المثال، عندما يصاب شخص ما، ما هو مدى الألم الذي يعاني منه وما إلى ذلك. لهم ماض طويل في هذا الصدد، لكن الشيء المثير للاهتمام في كلماته هو قوله "أننا إلى جانب إسرائيل، لقد أرسلنا سفننا ونحن نساعد ايضا"، لكن الواقع هو ان إسرائيل تقصف غزة الآن وهذا لا يتوافق مع مخاوفك الأولية.
وقال لاريجاني: ينقل بايدن في ذكرياته أنه في عهد غولدا مائير، بعد الأحداث التي وقعت في فلسطين، قالت له: لا تقلق لأنه ليس لدينا مكان نذهب إليه. حسنا هل لدى الشعب الفلسطيني مكان يذهب إليه؟ انتم جئتم الى هنا واستوليتم على ارض هؤلاء. لقد كان بايدن يعطي الحق لغولدا مائير، التي قالت إنه بغض النظر عما يحدث، ليس لدينا مكان نذهب إليه، حسنا انتم أتيتم من مكان آخر، فهل لدى الشعب الفلسطيني مكانا يذهب إليه؟ لماذا لا يفكرون في هذا الموضوع؟.
واضاف: في الفترات الماضية تم اقتراح نظريات مختلفة. وأذكر أن قائد الثورة أثار هذه القضية في مؤتمر دولي، وهو أن القضية الفلسطينية يجب أن تحل على أساس نظام ديمقراطي، فليكن هناك تصويت، استفتاء، ولنرى ما يصوت عليه الناس، وان يجري العمل بما يقررونه. حسناً، انتم لم تقبلوا ذلك، حتى أنكم تعهدتم بتنفيذ اتفق أوسلو للسلام، لكنكم لم تنفذوا، كما تم اقتراح خطط أخرى، كم خطة سلام تم طرحها، لكنكم لم تتحركوا؟ فماذا يجب على الشعب الفلسطيني أن يفعل في هذه الحالة؟ ضعوا انفسكم مكانه. الامر شبيه بمسالة ان تاتي عصابة من الأشرار إلى حي أو منزل ويطردون الناس من ذلك الحي او المنزل، ثم يطلقون رصاصتين على أرجل من يريد الخروج.
وتابع لاريجاني: حسناً، ليس أمام ذلك الشخص خيار سوى تفجير نفسه وتدمير المنزل بأكمله. لقد استولتم على جميع مرافقه. وفي الوقت نفسه، تطلقون النار عليه أيضًا. لقد طردتموهم من منازلهم، وعذبتموهم لسنوات، وسجونكم مليئة بابناء الشعب الفلسطيني، ولم تقبلوا أياً من خطط السلام. إذن ماذا يجب أن يفعل الناس؟.
وأكد أن القضية الفلسطينية ظلت باقية على مدى اكثر من 70 عاما بسبب عدم التعامل معها بعدالة على الساحة الدولية وقال: ينبغي أن نرى ماذا يجب أن يفعل هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من هذه الظاهرة منذ 70 عاما؟ على كل حال، المسألة تعود إلى أن هناك ظلماً في الساحة الدولية ولا أحد يريد حله، وهذه المشكلة دخلت في دوامة تخلق مشاكل جديدة باستمرار وستبقى ما لم تحل بصورة عادلة.
ووجه خطابه لبعض الدول العربية التي تقيم علاقات وتعاون مع الكيان الصهيوني الاحتلالي قائلاً: إنكم تتخلون عن شعب ولا تدعمونه ومن ثم تبرمون مشاريع تعاون مع الاحتلال وهو ما جعل قادة الكيان وعالم الاستكبار يعلنون بكل صلافة سلوكهم الظالم تجاه الشعب الفلسطيني. بادروا على الأقل في الوضع الحالي، لتجميد علاقاتكم معهم حتى يفهموا أن الاستمرار في هذا السلوك سيكون مكلفا لهم.
وأعرب لاريجاني في الختام عن امله بأن يتم حل القضية بطريقة يتم من خلالها ازالة الظلم الكبير الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بشكل جذري.