من الواضح أن هذا الهجوم جاء ردا على حال الذل والمسكنة التي يمر بها عالمنا الإسلامي الذي يعيش أسوأ مراحل الذل والانكسار مذعنا لمطالب الكيان بإعلانه ليس فقط تطبيع العلاقات مع الكيان بل الدخول في بيت الطاعة اليهودي الذي (يؤتي الملك من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء)!!
العالم الإسلامي يبحث عن حلول لكوارثه ومصائبه تحت قدميه إذ لا يجرؤ أحد على رفع هامته والنظر حوله ليرى بوضوح أن اليهود يديرون المشهد الكوني برمته وليس تلك الشخوص الكرتونية التي تظهر على المسرح.
شهدت الأعوام الأخيرة تمددا وعربدة إسرائيلية هائلة بدءا من أوكرانيا مرورا بسوريا وصولا إلى اليمن وما خفي أعظم (ولتعلن علوا كبيرا).
واحدة من هذه العربدات الصهيونية هي مجزرة الكلية الحربية في حمص والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين وفي اعتقادي أن توقيت (طوفان الأقصى) جاء ردا على هذه العملية الإجرامية.
لا شك أن الهجوم الكاسح الذي شنه المقاومون الفلسطينيون يوم السابع من أكتوبر 2023 شكل استكمالا للعمل الذي بدأ يوم السادس من أكتوبر 1973 والذي أُوقف أو توقف دون أن تحقق هذه الحرب التحريرية أهم أهدافها.
الذين استخفوا بتحذيرات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن دخول الجليل الأعلى وعن قرب تفكك الكيان وزواله عليهم الآن أن يعيدوا قراءتهم لمجمل الأحداث، فالمقاومة الغزاوية المحاصرة محدودة القدرات والإمكانات تمكنت من فعل هذا الشيء فما بالك بأولئك المتأهبون على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.
أما الذين وقعوا في فخ المراهنة على الدعم اليهودي فعليهم أن يدركوا أنهم راهنوا على الحمار وليس حتى على الحصان الخاسر وقد تجلت لهم هذه الحقيقة يوم السادس من أكتوبر عام 1973 أي قبل خمسين عاما ولكنهم تعاموا عن هذا وصدقوا أن القوة اليهودية التآمرية أبدية لا تحول ولا تزول ونسوا أن الله تبارك وتعالى خاطبهم بقوله (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا * عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا) الإسراء 7-8.
ها قد جاء وعد الآخرة (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ) المؤمنون 39.
دكتور أحمد راسم النفيس
07/10/2023