وقالت المتحدثة باسم باشينيان، نظلي باغداساريان، إنّ "100.417 شخصاً دخلوا إلى أرمينيا" منذ استسلام المسلحين الأرمن في 20 أيلول/سبتمبر، أي أكثر من 80% من عدد السكان الأرمن في المنطقة، والذين كانوا يقدّرون قبل العملية العسكرية بنحو 120 ألفاً.
بدوره، أعلن الوسيط السابق لحقوق المدنيين في قرة باغ، أرتاك بلغاريان، أنّه "لم يبقَ سوى بضع مئات من الموظفين في القطاع العام والعاملين في مجال الإسعاف والمتطوعين وأشخاص من ذوي الحاجات الخاصة، وهم يستعدون بدورهم للمغادرة"، مؤكداً أنّ هذه المعلومات "غير رسمية".
وعند معبر كورنيدزور، شوهد وصول عدد قليل من سيارات الإسعاف، فيما أشار حرس الحدود إلى أنّهم ما زالوا ينتظرون وصول آخر الحافلات التي تقل مدنيين.
وفي مدينة غوريس القريبة، ينتظر مئات اللاجئين في الساحة المركزية وسط أمتعتهم، للحصول على مكان يؤويهم.
وفي المجموع، أُفيد عن مقتل نحو 600 شخص في أعقاب العملية العسكرية في الإقليم، فيما أدّت المعارك نفسها إلى مقتل 200 جندي من كل جانب.
وبينما أعلنت أذربيجان رغبتها بـإعادة دمج "سلمية" لإقليم ناغورنو كاراباخ داخل أراضيها وإعادة العلاقات مع أرمينيا في 20 أيلول/سبتمبر، تلقّت محكمة العدل الدولية طلباً من أرمينيا باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية سكان الإقليم في ظل اتهامات بـ "التطهير العرقي".
اقرأ أيضاً: أذربيجان تدعو أرمن ناغورنو كاراباخ إلى عدم مغادرة الإقليم وتبدأ بعملية تسجيلهم
بعثة للأمم المتحدة
في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أنّها سترسل بعثةً، هي الأولى منذ نحو 30 عاماً، إلى ناغورنو قرة باغ، في نهاية هذا الأسبوع، وذلك بهدف تقييم الحاجات الإنسانية.
وأعربت فرنسا، السبت، عن أسفها لأنّ أذربيجان لم توافق على دخول البعثة إلاّ بعد نزوح أكثر من 100 ألف أرمني، مؤكّدةً من جديد "التزامها بدعم سيادة ووحدة أراضي أرمينيا إلى حيث لجأ هؤلاء السكان".
وأمس، وقّعت السلطة في ناغورنو قرة باغ، مرسوماً يقضي بحل كافة المؤسسات الحكومية وانتهاء وجود "الجمهورية"، حتى 1 كانون الثاني/يناير 2024.
وأشار المرسوم إلى أنّ سكان الإقليم، بما في ذلك المقيمين خارج الحدود، وعقب دخول هذا المرسوم حيز التنفيذ، مدعوون إلى التعرف على شروط إعادة الإدماج التي قدمتها أذربيجان، بهدف "اتخاذ قرار مستقل وفردي في المستقبل بشأن إمكانية البقاء في ناغورنو قرة باغ".
ومن المفترض أن تقرر روسيا مع أذربيجان مستقبل مهمّة حفظ السلام في هذه المنطقة الانفصالية التي تنشر فيها قوات منذ العام 2020.
وشنّت أذربيجان، في 19 أيلول/سبتمبر الجاري، عملية عسكرية في الإقليم، وبعد يوم واحد، تم التوصل إلى اتفاق ينص على الوقف الكامل لإطلاق النار، بين أذربيجان وممثلي الإقليم، بوساطة من قوات حفظ السلام الروسية.