القوة الصاروخية تعد أحد أهم محاور الإستراتيجية العسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية للمواجهة مع التهديدات المختلفة لأمن البلاد والشعب، وقد حققت إيران تقدماً كبيراً في هذا الشأن خلال العقود الأربعة الماضية.
فمن دولة لم تكن لديها حتى القدرة على صنع صاروخ أو معدات عسكرية أخرى بعد الثورة الإسلامية وفي بداية الحرب المفروضة، تحولت إيران الآن إلى واحدة من أكبر منتجي المعدات العسكرية.
قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بسبب العقوبات الغربية الشاملة خلال فترة الدفاع المقدس(الحرب المفروضة من قبل نظام صدام البائد)، بشراء أسلحتها وصواريخها عبر وسطاء والشركات الغربية بشكل مباشر أو غير مباشر، لكنه في عام 1984 تم تشكيل أول فريق صاروخي لبلادنا برئاسة الشهيد حسن طهراني مقدم للتدريب على صناعة الصواريخ، وبدأت إيران برنامجها الصاروخي اعتبارا من هذا العام، حيث تمكنت بعد مضي عامين من انطلاق برنامجها الصاروخي من إنتاج صواريخ يصل مداها إلى 300 كيلومتر وبالوقود الصلب.
الآن تغير كل شيء، والدولة التي لم تكن قادرة على إنتاج أصغر المعدات العسكرية والدفاعية، أصبحت واحدة من أفضل 10 دول في العالم في إنتاج التقنيات الدفاعية، وأصبحت جزء من القوى العسكرية العالمية، ووفقاً للمسؤولين العسكريين في بلادنا، تحولت إيران الإسلامية خلال الـ 45 عاماً الماضية من مستورد للأسلحة إلى دولة تنتج 90% من احتياجاتها العسكرية.
تظهر مراجعة تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية أن إيران تمتلك اليوم مجموعة متنوعة من الصواريخ بمدى مختلف وبخصائص متنوعة. من صواريخ سجيل وعاشوراء وخرمشهر والخليج الفارسي إلى صواريخ قادر وأبو مهدي والحاج قاسم وغيرها التي تم صنعها بالكامل على يد شباب بلادنا وبمعرفة محلية... القوة العسكرية هي إحدى القضايا التي يجب أن تحظى بدور مهم في تعزيز مكانة إيران في المعادلات الإقليمية والقضايا الدولية، وربما لولا هذه القوة لم تتمكن بلادنا من لعب دور في المحافل الدولية.
وفي احدث تطور إيراني في مجال صناعة الصواريخ، كشفت وزارة الدفاع الإيرانية عن صاروخ جديد يسمى بـ"صاروخ الشهيد الحاج قاسم" والذي قال عنه المتحدث باسم وزارة الدفاع، العميد طلايي نيك انه يعتبر من فئة الصواريخ الباليستية أرض-أرض ويعطي قوة خاصة لصناعة الصواريخ الإيرانية.
من جانبه صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع، ردا على التهديدات الموجهة ضد بلدنا، أشار إلى القوة الصاروخية لإيران وقال: |اليوم، لدينا صواريخ سميناها بالصواريخ المخصصة لضرب اسرائيل، مبينا ان صاروخ الحاج قاسم هو صاروخ من هذا النوع.
وأوضح سبب تصنيع هذا النوع من الصواريخ، قائلاً: "يجب ان يكون نظام الأسلحة لدينا أن يكون متناسباً مع التهديدات، والجهة التي تفوه بهراءات في هذا المجال أحياناً هو الكيان الصهيوني؛ ولذلك نعلن رسمياً أن لدينا صواريخ لضرب إسرائيل".
ويمكن اعتبار صاروخ " الشهيد الحاج قاسم" الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر أول صاروخ باليستي إيراني تكتيكي يعمل بالوقود الصلب ويمكنه الوصول بسهولة إلى الأراضي المحتلة. وسابقاً كان من الممكن لصاروخ "دزفول" الذي يبلغ مداه 1000 كيلومتر، في حال إطلاقه من بعض النقاط الحدودية أن يستهدف بعض النقاط المحدودة في الأراضي المحتلة، أما اليوم مع "صاروخ الحاج قاسم" الجديد، يمكن ضرب كل جزء من الأراضي المحتلة بسهولة.
ان من مواصفات هذا الصاروخ أيضا يمكن الإشارة إلى ان إطلاقه من وسط البلاد يقلل بشكل كبير من إمكانية رصد الصاروخ قبل إطلاقه، كما يعطي فرصة أقل لأنظمة الدفاع الصاروخي للعدو لرد فعل محتمل، وبعد هذه المرحلة أيضاً، الرأس الحربي القابل للفصل لهذا الصاروخ الذي يتمتع بانعكاس راداري عالي جدًا وسرعته العالية في دخول الغلاف الجوي تجعل من الصعب جدًا على أنظمة صواريخ العدو التعامل معه وتزيد بشكل كبير من معدل نجاح الهجوم الصاروخي.
وهذا الصاروخ الذي يعد من فئة صواريخ "فاتح"، يحتوي على وقود صلب مختلط، والمواصفات العامة له هي:
الطول : 11 متر
الوزن الكلي : حوالي 7 طن
وزن الرأس الحربي: 500 كجم
نوع الرأس الحربي: قابل للفصل والتوجيه حتى نهاية المسار ويعد من بين الصورايخ الدقيقة
سرعة الدخول إلى الغلاف الجوي: 12 ماخ
سرعة الاصطدام بالأرض: 5 ماخ
المدى: 1400 كم
كما يتمتع صاروخ الحاج قاسم بمرحلة تعمل بالوقود الصلب يتم وضعها داخل جسم أسطواني مثل الصواريخ الباليستية الأخرى. ويبلغ طول الجسم 11 مترًا وقطر الجسم حوالي 85 إلى 95 سم لهذا الصاروخ الجديد، مما يضعه في فئة الصواريخ ذات نسبة الطول إلى القطر الأقل، مثل صاروخ خرمشهر. ويمكن تقدير هذا العدد بـ 11.6 إلى 12.4 لصاروخ قاسم.
إن تقليل نسبة الطول إلى قطر الصاروخ، والتي تسمى أيضًا نسبة الرقة، له مزايا لزيادة صلابة هيكل الصاروخ وتقليل الانبعاج الموضعي، ونتيجة لذلك، يمكن تقليل وزن الهيكل إلى حد ما من أجل تحقيق قدرات هيكلية معينة.
لكن أهم ما يميز صاروخ "الحاج قاسم" هو استخدام تصميم جديد وفريد إلى حد كبير مقارنة بالصواريخ الباليستية الأخرى واستخدام 8 كتل تثبيت ثابتة في نهاية الجسم.
في صواريخ فئة فاتح، هناك أربعة أجنحة تثبيت وأربعة أجنحة مثلثة أصغر أمام المثبتات هي الهوية المرئية لهذه الصواريخ. لكن في الصاروخ الجديد لا توجد كتل مثلثة صغيرة، كما زاد عدد كتل التثبيت من 4 إلى 8.
الخصائص التشغيلية لصاروخ الحاج قاسم
وبعد صواريخ "دزفول" بمدى 1000 كيلومتر و"ذو الفقار" بمدى 700 كيلومتر، يعد صاروخ "الحاج قاسم" الصاروخ الباليستي التكتيكي الأطول مدى الذي يعمل بالوقود الصلب في البلاد. (وتجدر الإشارة إلى أن صاروخ سجيل ذو المرحلتين ومداه 2000 كلم يندرج ضمن فئة الصواريخ بعيدة المدى والصواريخ الإستراتيجية).
وفي الواقع، فقد اتبعت الصناعة الدفاعية في البلاد المسار الذي سلكته بصواريخ الفاتح 110 التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، وفاتح 313 التي يصل مداها إلى 500 كيلومتر، ثم ذو الفقار التي يصل مداها إلى 700 كيلومتر، اليوم وفي عام بعد أقل من 4 سنوات على إطلاق صاروخ ذو الفقار"، استمر زيادة مدى هذه الصواريخ بنسبة 100%. ويمكن اعتبار صاروخ "الحاج قاسم" الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر أول صاروخ باليستي إيراني تكتيكي يعمل بالوقود الصلب ويمكنه الوصول بسهولة إلى الأراضي المحتلة.