موضوع البرنامج:
العمل الصالح والاكثار من دعاء الفرج
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول هوية المسيح المنتظر عند اليهود
قال لي لا تخافي فانزاح الخوف
ظهور سميّ المصطفى وسليله
إمامٌ همامٌ طيبٌ طاهرٌ طهر
يثور لأخذ الثأر من بيت ربه
فيومئذ يختصه النهي والأمر
أبا صالح المهدي أدرك موالياً
حياتهم موت ودنياهم قبر
أيا شمس يوم الانتظار فأننا
بليل إختلاف لا صباح ولا عصر
تدارك عبيداً لا فكاك لأسرهم
الى أن تراك الناس يزهو بك الحجر
*******
الحمد لله أمان الخائفين ومجيب دعوة المضطرين والصلاة والسّلام على عباده المكرمين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السّلام عليكم أحباءنا الافاضل ورحمة الله، إفتتحنا هذه الحلقة من برنامج (شمس خلف السحاب) بأبيات في التشوّق للفرج المهدوي المبارك للأديب الولائي محمد الصحاف، ونقدم لكم فقرات ثلاثاً أخرى هي:
- وصايا مهدوية بالعمل الصالح والاكثار من دعاء الفرج
- وإجابة للشيخ علي الكوراني عن سؤال بشأن هوية المسيح المنتظر عند اليهود
- وحكاية من الفائزين بلقاء الامام عنوانها: قال لي لا تخافي فانزاح الخوف
*******
إذن كونوا معنا أعزاءنا والفقرة التالية وعنوانها هو:
وصية بالعمل الصالح والاكثار من دعاء الفرج
قال مولانا إمام العصر الحجة المهدي (أرواحنا فداه) في آخر أجوبته عن أسئلة إسحق بن يعقوب المروية في كتاب الاحتجاج: وأما وجه الانتفاع في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبّها عن الأبصار السحاب وإني لأمان لأهل الارض كما أن النجوم أمانٌ لأهل السماء، فأغلقوا أبواب السؤال عما لا يعنيكم ولا تتكلّفوا علم ما قد كفيتم وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم.
أيها الأخوة والأخوات في الحلقة السابقة من برنامج (شمس خلف السحاب) تحدثنا عن ثلاث من الوصايا المهدوية المستفادة من هذا المقطع من كلام مولانا امام زماننا عجّل الله فرجه هي:
الأولى: هي أن على المؤمنين أن يجتهدوا في الاستفادة من الوجود المبارك لإمام العصر رغم صعوبات عصر الغيبة، سواء كان ذلك الانتفاع بالاستشفاع به في الشدائد او طلب الهداية منه في الفتن عبر الوسائل المقررة لذلك في الأحاديث الشريفة.
أما الوصية الثانية: فهي أن يجتهدوا في طلب الأمن من المخاوف المختلفة العقائدية وغيرها بالتوسل الى الله بوجوده المبارك فهو (عليه السّلام) أمان لأهل الارض كما أن النجوم أمان لأهل السماء.
والوصية الثالثة: هي أن يجتنبوا الأسئلة الترفيّة بالنسبة لهم أي أن يهتموا بتعلم ما يحتاجونه من أمور دينهم.
والوصية الرابعة: أعزاءنا الافاضل هي التي يتضمنها قوله (عليه السّلام): ولا تتكلفوا علم ما قد كفيتم.
ولعل المراد منها هو أحباءنا إجتناب السؤال عن الأمور التي لا يسألون عنها، وقد يكون المراد السؤال عن أمور مهمة قبل التأهل للقيام بمقتضياتها العملية، التي تصبح بدرجة التكليف لمن تعلمها وكان قادراً على القيام بما تستلزمه.
والوصية الخامسة: والاخيرة هي الاكثار من الدعاء بتعجيل عن الفرج لما في الاكثار من ذلك من تقوية الارتباط بالله عزّ وجلّ من جهة وزيادة المعرفة والمحبة لامام العصر الذي تنقذ معرفته من ميتة الجاهلية.
وبذلك أحباءنا الافاضل يتحقق في الواقع الفرج الذاتي للمؤمن لأن في الارتباط بالله ومعرفة الامام الحق النجاة من الحيرة والضلالة خاصة مع ملاحظة أن الاكثار من الدعاء بتعجيل الفرج يرسّخ روح الاستعداد لنصرة الامام (عجّل الله فرجه) والدخول بذلك في جبهة أنصاره (عليه السّلام).
*******
نشكر لكم أعزاءنا طيب متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج (شمس خلف السحاب)، وننتقل الى اجوبة خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني على أسئلتكم:
هوية المسيح المنتظر عند اليهود
المحاور: سلام من الله عليكم احبائنا وشكراً لكم على جميل متابعتكم لفقرات برنامج "شمس خلف السحاب"، ونرحب في هذا الاتصال الهاتفي بخبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني وهو يتفضل مشكوراً بالاجابة عن اسئلتكم، سماحة الشيخ في الحلقة السابقة كان للاخ اسعد هاشم سؤال اجبتم عنه وكان له ايضاً سؤال آخر هو قريب من سؤال آخر وردنا من الاخ ابو غريب المهتدي يسألان عن المسيح المنتظر الذي ينتظره اليهود من هو؟ وهل ان له اوصاف تنطبق على المهدي الموعود؟
الشيخ علي الكوراني: في الواقع هم ليس لديهم مسيح منتظر ابداً، عندهم المنتظر اخر الانبياء ويجب ان يكون في تقديرهم من ذرية يعقوب وذهبوا الى الجزيرة بعد المسيح سلام الله عليه حوالي ٥۰۰ سنة انتظروا في الجزيرة، لما بعث النبي صلى الله عليه وآله قالوا هذا هو وهذه صفاته ولكن لانه من ابناء اسماعيل لم يؤمنوا به وعملوا ضده، يريدونه من ابناء يعقوب فهم ينتظرون نبياً هو المنقذ هو المخلص ومن ابناء يعقوب، وعندهم انتظار ايليا ايضاً في بعض نصوصهم، لكن الانتظار الاساسي عند اليهود مهديهم مسيحهم هو النبي الذي سيبعث من بني اسرائيل، ولذلك ابقوا له رئاسة الدولة في اسرائيل شاغرة رمزية لهذا الذي ينتظرونه، وكلامهم عن المسيح سلام الله عليه كلام سيء ويقولون ان المسيح وبعضهم يعبر بالمسيخ اصل تعبيره منهم هم الذين سمو المسيح الدجال، وسربت اسرائيلياتهم حتى تجد في مصادر اخواننا السنة الان تعبير بالمسيح الدجال، وهذا انه هو الذي يظهر وليس المسيح الحقيقي ولا يعتقدون بصعود المسيح الى السماء ولا بعودته، وانما اذكياء في كيفية استغلال الغربيين وتسخيرهم مع انهم هم الذين "باعتقاد المسيحيين" قتلوا المسيح ومع ذلك استطاعوا ان يؤثروا على الغربيين وان يقنعوهم انه اذا اردتم ان ينزل المسيح فساعدوا اسرائيل، فهم يستغلون عقيدة المسيح بالمسيحيين، عقائد الفرق الاخرى بالمخلص ولكن لهم مخلصهم الذي يجب ان يكون من ابناء يعقوب باعتقادهم.
المحاور: سماحة الشيخ فيما يرتبط بالشطر الثاني من سؤال الاخ ابو غريب هل ذكروا اوصاف غير الذي تفضلتم بانه من ذرية يعقوب اوصاف اخرى للمهدي او الذي ينتظرونه؟
الشيخ علي الكوراني: لم ارى له اوصافاً لكنهم اعترفوا باوصاف النبي صلى الله عليه وآله اعترفوا فيها انه من جبال مكة واعترفوا انه باخلاقه يأكل الطعام يمشي في الاسواق متواضع يركب الحمار العاري ومجموعة صفات وغيره هذه صفات يعتبروها لمهديهم الموعود هي التي انطبقت على النبي صلى الله عليه وآله.
المحاور: صلوات الله وسلامه عليه وآله سماحة الشيخ علي الكوراني شكراً جزيلاً، وحيا الله الاخوة والاخوات وهم يتابعون ما تبقى من البرنامج.
*******
في الفقرة التالية من برنامج (شمس خلف السحاب) نقدم لكم إحدى حكايات الفائزين بلقاء الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة يعود تأريخها الى أوائل القرن الهجري الرابع عشر، إخترنا لهذه الحكاية العنوان التالي:
قال لي لا تخافي فانزاح الخوف
نقل العالم الربانّي الورع آية الله الشيخ النهاوندي المتوفى في مدينة مشهد المقدسة سنة ۱۳٦٥ للهجرة المباركة في كتابه الموسوعي القيم العبقري الحسان، عن آية الله السيد علي اكبر الخوئي والد المرجع الديني الشهير السيد أبي القاسم الخوئي عن السيد رضا الدسفولي الذي وصفوه بأنه كان من علماء النجف الاشرف الأتقياء والمهتميّن بالزيارات والأمور المعنوية وكان إماماً من أئمة الجماعة في أحد مساجد النجف الاشرف، نقلوا عنه الحكاية التالية: قال حجة الاسلام العالم التقي السيد رضا الدسفولي: كنّا نتشرّف بزيارة العتبات المقدسة في مدينة كربلاء المشرفة بين الحين والأخر ومواسم الزيارات المخصوصة لسيد الشهداء الحسين (عليه السّلام)، وكان لنا بيتٌ خاصٌ في كربلاء نسكنه كلما جئنا للزيارة وفي إحدى هذه الزيارات إصطحبت معي عائلتي فأستأجرت لنفسي دابة ولعائلتي دابة عليها محمل وإتجهنا مع إحدى القوافل الى كربلاء المقدسة.
وحينما وصلنا الى منطقة (خان النخيلة) إفتقدت زوجتي وأطفالي فأعلمت فوراً مسئول القافلة، وإحتملت أن تكون قد تأخرت عن القافلة، فذهبنا معاً للبحث مسافة كبيرة، ولكن دون جدوى.
عندها قال لي مسئول القافلة: لا تقلق، لو كان قد ألّم بعائلتك مكروه لعثرنا عليها أو على دابتها في هذه المسافة التي قطعناها، لعلها إنطلقت عن طريق الخطأ مع قافلة أخرى من هذه القوافل التي تسايرنا.
واصلنا البحث دون جدوى وقلقي يشتد شيئاً فشيئاً والأمل بالله يلامس قلبي وأنا أدعو لهم بالسّلامة رجاء أن يكون ما قاله مسئول قافلتنا صحيحاً.
وبقيت على هذه الحالة من القلق والرجاء وملامة نفسي على عدم القيام بما يلزم لمراقبة دابة عائلتي واكتفائي بالاطمئنان الى مراقبة مسئول القافلة حتى دخلنا مدينه كربلاء المقدسة وبانت لنا منائرها قبابها المباركة فأشتد دعائي وتوسلي الى الله بأصحاب هذه المراقد المقدسة لكي يفرج همي. وفور دخولي كربلاء المقدسة توجهت الى بيتنا فيها، ولما وصلت طرقت الباب فكان أن فتحته لي زوجتي، فغمرني سرور لا يوصف وحمدت الله على سلامتها وسلامة أطفالي، وسألتها عما جرى فقالت: إفترقت عن القافلة في منطقة النخيلة، فقد طلب مني الأطفال طعاماً فكشفت غطاء القدر النحاسي، فأرتجفت يدي من حركة الدابة، فأرتطم الغطاء بالقدر محدثاً صوتاً أفزع الدابة فأنطلقت بنا مسرعة في الصحراء ومع إزدياد سرعتها إشتد الصوت الناجم من إستمرار إرتطام العظاء بالقدر، وكان ذلك يزيد من خوفنا صرخت أطلب النجدة منكم، ولكن دون جدوى إذ كنا قد إبتعدنا عن القافلة كثيراً فيأست من النجاة وقد تقطعت بي الاسباب، أخذت أستغيث بمولاي بقية الله المهدي وإرتفعت أصوات أطفالي تكرر إستغاثتي بصاحب الزمان، فشاهدنا فجأة رجلاً نورانيّ الغرّة بهيّ الطلعة ذا بهاء وجلالة يقول لي: لا تخافي، لا تخافي، وما إن نطق بهذه الكلمة حتى هدأت الدابة بالكامل، فأقترب مني السيد وقال لي: هل تريدون الذهاب الى كربلاء؟
قلت: نعم يا سيدي.
فأمسك بزمام الدابة وسار بنا فسألته أثناء المسير: من أنت أيها السيد؟
أجاب: أنا المكلّف بأنقاذ المضطريّن والمنقطعين في مثل هذه الصحراء.
ولم نسر الا قليلاً حتى وجدنا أنفسنا ونحن ندخل كربلاء، فأوصلنا ثم إختفى عن أنظارنا فجأة مثلما جاءنا فجأة!!
*******