موضوع البرنامج:
التزكية والنجاة من الفتن
حوار مع الشيخ محمد السند حول المؤمنات ونصرة المهدي
كان عليه السّلام يزوره كل أسبوع
يابن الامام العسكريّ ومن
ربّ السماء لدينه انتجبه
أفهكذا تمضي وأنت ترى
نار الوباء تشبّ ملتهبه
لا تنطفي إلاّ بغادية
من لطفكم تنهلّ منسكبه
أيضيق عنّا جاهكم ولقد
وسع الوجود وكنتم سببه
الغوث أدركنا فلا أحد
أبداً سواك يغيث من ندبه
غضب الإله وأنت رحمته
يا رحمة الله اسبقي غضبه
*******
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسّلام على صفوته المنتجبين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أهلاً بكم في لقاء آخر من برنامج شمس خلف السحاب تحمل فقراته العناوين التالية:
- التزكية والنجاة من الفتن
- المؤمنات ونصرة المهدي
- وحكاية عنوانها: كان عليه السّلام يزوره كل اسبوع أما الأبيات التي افتتحنا بها هذه الحلقة فهي للأديب الولائي السيد حيدر الحلي رضوان الله عليه.
*******
نبدأ جولتنا أعزاءنا بالفقرة الخاصة بوصايا امام العصر (عليه السّلام) وقد اخترنا لها العنوان التالي:
التزكية والنجاة من الفتن
قال مولانا الامام المهدي ارواحنا فداه في جواب أسئلة الشيخ إسحاق بن يقعوب في التوقيع المروي في كتاب الاحتجاج: أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك ووقاك، من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا، فأعلم انه ليس بين الله عزّ وجلّ وبين أحد قرابة، ومن أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح (عليه السّلام).
وأما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسف عليه السّلام وأما اموالكم فلا نقبلها الا لتطهروا فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع: فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم، واما ظهور الفرج فإنه الى الله وكذّب الوقّاتون، وأما قول من زعم أن الحسين عليه السّلام لم يقتل فكفر وتكذيب وضلال.
نتابع اعزاءنا الافاضل إستفادة وصايا امام زماننا عليه السّلام من التراث المروي عنه في المصادر المعتبرة ومنها الكلمات النورانية التي تلوناها آنفاً
وهي تشتمل على عدة وصايا مهمة للمؤمنين في جميع العصور ومنها عصرنا الحاضر الذي تشتد فيه الفتن بشتى أشكالها وخاصة العقائدية المضلة أعاذنا الله وإياكم منها.
أمّا الوصية الأولى: المستفاده من الكلمات المهدوية المتقدمة فهي: أن يكون الاعتقاد الصحيح بأمام العصر (عليه السّلام) هو معيار تقويم الافراد وانتخاب إخوة الايمان، وهذا المعيار مقدّم على جميع المعايير الأخرى ومنها الانتماءات النسبية.
وفي العبارة الأولى التي اشتملت على هذه الوصية إشارة الى توبة جعفر عم الامام المهدي عجّل الله فرجه وتخلّيه عمّا كان عليه عندما طّمعه الخليفة العباسي بالزخارف الدنيوية كي يدّعي الإمامة بعد إستشهاد أخيه الامام العسكري سلام الله عليه.
والوصية الثانية: أحباءنا الافاضل هي التي يشتمل عليها قوله عجّل الله فرجه: وأمّا أموالكم فلا نقبلها إلاّ لتطهروا فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع: فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم فما هي هذه الوصية؟ إنها دعوة للمؤمنين أن يتحلّوا بالنية الخالصة الى الله عزّ وجلّ وهم ينفقون ما لله عزّ وجلّ وللامام من حقوق في أموالهم كالخمس ونظائره أو في عموم الصدقات، فقبول الامام لها منوط باخلاص النية وإلا فهو غني بالله عزّ وجلّ عن الدنيا.
ولقبول هذه الانفاقات من قبله أرواحنا فداه ثمرة أساسية هي تطهير قلوب المنفقين وتزكية نفوسهم كما يشير لذلك القرآن الكريم في سورة المائدة حيث أمر الله نبيه الأكرم (صلى الله عليه وآله) أن يأخذ من أموال المسلمين صدقاتهم لكي يطهّرهم ويزكيهم بها.
والوصية الثالثة: في المقطع المتقدم من رسالة مولانا الحجة المهدي عجّل الله فرجه فهي التي يشتمل عليها قوله: وأمّا ظهور الفرج فانه الى الله وكذب الوقّاتون.
إذن فمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه يوصي المؤمنين في كل عصر بأجتناب تحديد وقت لظهوره عجّل الله تعالى فرجه، فهذا الأمر في علم الله عزّ وجلّ وقد أمرنا بتكذيب الذين يعينون وقتاً معيناً للظهور المهدوي المبارك مهما كانت دوافعهم
تبقى الوصية الرابعة أحباءنا الافاضل وهي التي يشتمل عليها قوله سلام الله عليه: وأمّا قول من زعم أن الحسين عليه السّلام لم يقتل فكفر وتكذيب وضلال.
وهذا القول وإن كان بخصوص إحدى الفرق المنقرضة الا أنه يتضمن وصية مهمة باجتناب أصحاب الدعوات الضالة الذين يطلقون أقوالاً تخالف ما ثبت وصحّ عن الثقلين فيما يرتبط بالشؤون العقائدية خاصة معرفة إمام العصر بقية الله المهدي أرواحنا فداه.
*******
شكراً لكم أحباءنا على جميل متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب والآن مع ضيف البرنامج وإجابته عن أسئلتكم.
المؤمنات ونصرة المهدي
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احبائنا ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة واهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات برنامج شمس خلف السحاب، معنا مشكوراً على خط الهاتف للاجابة عن اسئلتكم سماحة الشيخ محمد السند، سلام عليكم سماحة الشيخ.
الشيخ محمد السند: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ اجبتم في الحلقة السابقة مشكورين عن جانب من اسئلة الاخ علاء الحسيني فيما يرتبط بدور اهل بيت النبوة صلوات الله عليهم اجمعين في دولة الامام المهدي ضمن عقيدة الرجعة، بقيت من الاسئلة الفرعية المرتبطة بهذا الموضوع التي عرضها الاخ الحسيني مجموعة من الاسئلة الاول منها ان امير المؤمنين علي عليه السلام بأنه صاحب الكرات او الرجعات، هل يعني ذلك ان له اكثر من رجعة، انه يتوفى في دولة الامام المهدي سلام الله عليه بعد احيائه ثم مرة اخرى يبعث وتكون له رجعات متكررة؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، في الحقيقة من نعوت امير المؤمنين واوصافه انه هو صاحب الكرات والدول، في رواية يسأل فيها الباقر عن ادنى معرفة المكلف بها الانسان اتجاه امير المؤمنين فقال بأن يعرفه امام منصوب من قبل الله تعالى مفترض الطاعة على الثقلين وانه صاحب الكرات والدول وانه يزوج المؤمنين من المؤمنات في الجنان يعني ادوار ثلاثة لأمير المؤمنين محورية في معرفته كأمام الائمة وسيد الوصيين ونعته بأنه صاحب الدول والكرات يفيد كما في روايات مستفيضة عديدة ان له رجعات سلام الله عليه، طبعاً رجعته الاولى تكون في دولة الامام كما رجعة سيد الشهداء الحسين في اواخر مثلاً دولة الامام المهدي وبعد استشهاد الامام المهدي يبقى امير المؤمنين وسيد الشهداء، الروايات ليس فيها تفاصيل كثيرة عن شؤون الرجعة او ربما يحتاج الى استقصاء وافر وتبويب دقيق لروايات الرجعة ليقف الانسان على تفاصيل جزئية كثيرة ولكن التتبع المتعدد في الروايات حول الرجعة نستطيع ان نقف على هذه الخطوط العامة من انه صاحب دولات عديدة، امير المؤمنين يعني يرجع عدة مرات الى دار الدنيا ويملك فيها وتوطئ له الارض حتى تكون بعد ذلك اخر رجعة يرجع فيها الرسول صلى الله عليه وآله.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ علاء الحسيني ايضاً يسأل يقول قرأت في باب روايات الرجعة ان النبي الاكرم صلى الله عليه وآله هو الذي يقتل الدجال وفي رواية يقتل الشيطان في حين ورد في رواية اخرى ان الذي يقتل الدجال هو عيسى وفي روايات اخرى الامام المهدي سلام الله عليه، يقول كيف نفهم هذا التعدد في هوية القاتل للدجال وما معنى قتل الشيطان؟
الشيخ محمد السند: في الحقيقة الذي وقفت عليه في الروايات ان في رجوع الرسول صلوات الله عليه واله يقتل فيها ابليس وان لأبليس معركة دامية شرسة وخطيرة مع امير المؤمنين علي بن ابي طالب في دولة امير المؤمنين فيبعث الرسول صلوات الله عليه وآله في ذلك الرجوع الوحيد الفريد للنبي صلى الله عليه واله الذي يتم فيه الائمة وزراء له ويقتل بحربة من نور ابليس، هذا الذي وقفت عليه من جملة من الروايات، نعم في بعض الروايات نشاهد انه ابليس يقتل على يد الامام المهدي او في دورة الامام المهدي وفي جملة من روايات الظهور في الحقيقة متضمنة لهذا المطلب، الان الجمع بين هذين المفادين كيف يكون؟ ممكن على اية حال ان يقال ان قتل ابليس بمعنى تقطيع كثير من اوصال قدرته وسيطرته التي كانت على الرغم من الاماتة والقتل له مثلاً واما القتل النهائي يكون على يد الرسول صلى الله عليه واله في رجوعه او يقال ان يقتل ويبعث مرة اخرى كما يقال ان الرجعة ليست تختص الانس ربما تعم الجن كما في التعبير في الروايات "لمن محض الايمان محضاً ومحض الكفر محضاً" فربما تشمل الجن ايضاً او يقال ان الرجعة لاتشمل الجن مثلاً فيكون رجوع آخر لأبليس وسيطرته، على كل التدافع قابل للرفع بين مفاد الروايات ولابد ان لها نوع من التأويل والتوجيه الغير متناقض، هذا بالنسبة لأبليس واما بالنسبة الى الدجال فلم اقم على رواية ان يبقى بعد دولة الامام المهدي او انه يقتل على يد النبي عيسى انما يقتل في دولة الامام المهدي، اما ان الدجال يقتل بعد ذلك هذا ما لم اقف عليه في الروايات.
المحاور: لعل هناك خلط بين الروايات سماحة الشيخ قتل النبي صلوات الله عليه وآله لأبليس حدث بعض الخلط والاشتباه فبدل ابليس بالدجال مثل هذا المعنى؟
الشيخ محمد السند: ربما.
*******
نتابع أعزاءنا الافاضل البرنامج من خلال إحدى روايات الفائزين برؤية الطلعة الرشيدة، إخترنا لها في الحلقة العنوان التالي:
كان يزوره كل إسبوع
روي في كتاب القصص العرفانية أن أحد العلماء كان شديد الشوق للفوز برؤية الطلعة الرشيدة لبقية الله المهدي عجّل الله فرجه وللفوز بهذه الأمنية الطيبة إلتزم بمدة مديدة ببعض الأعمال العبادية المأثورة لكنه لم يحظ بتحقيق أمنيته.
فألتجأ الى ما يعرف بعلوم الأعداد والجفر والحروف وبعض الرياضات ولكن دون جدوى أيضاً.
ونتيجة لطول تعبّده حدثت عنده حالات من الصفاء الروحي المؤقتة سمع في إحداها هاتفاً يخبره بأن عليه السفر الى إحدى المدن للفوز بامنيته.
وكان السفر لتلك المدينة في تلك الايام محفوفاً بالخطر لكنه خاطر لشدة شوقه ولما وصلها إلتزم ببعض الاعمال العبادية على شكل أربعينية وفي أواخرها سمع هاتفاً يخبره أن عليه أن يذهب الى دكّان في سوق الحدادين في المدينة لكاسب مسنّ يعمل في صنع الاقفال وبيعها وهناك سيفوز بأمنيته.
ذهب العالم المرتاض ايها الاكارم الى العنوان فوجد صاحب الزمان (عليه السّلام) يتحدث بأرتياح مع ذلك الكاسب المسن، فسّلم عليه فردّ السّلام وأشار اليه أن يلتزم الصمت ويرى ما يجري وإثر ذلك جاءت امرأة عجوز تتوكأ على عصى وإقتربت من الكاسب وطلبت منه أن يشتري قفلاً قدّمته له بثلاثة شاهيات وهي عملة نقدية قديمة، وأخبرته بشدة حاجتها لهذا المبلغ.
نظر الكاسب الى القفل ثم قال لها: يا أختنا هذا القفل قيمته ثمانية شاهيات فهو سالم ولا يحتاج سوى الى مفتاح يمكن أن أصنعه لك بربع شاهي.
لكنّ المرأة كانت بحاجة الى الشاهيات الثلاثة فقالت: لو إشتريته مني بثلاثة شاهيات فسأكون شاكرة لك.
رفض الكاسب وقال: لا أرضى بأن أبخسك ثمن هذا القفل، يمكنني أن أبيعه بثمان شاهيات، فلو رضيتي إشتريته منك بسبع فيكون ربحي منصفاً لك!
قبلت المرأة بسرور عرض الكاسب فاشتراه منها ودفع لها الشاهيات السبعة فرجعت الى بيتها مسرورة شاكرة لله عزّ وجلّ وللكاسب على صنيعه.
وبعد ذهابها توجّه صاحب الزمان الى العالم المرتاض وقال له بشفقة: إنني أزور هذا الكاسب كل إسبوع لجميل تديّنه وصدق تعامله فقد مرّت هذه المرأة قبله بعدة من الحدادين فلما رأوا حاجتها لم يرضوا أن يشتروا القفل إلاّ بدون ثلاثة شاهيات، لكن هذا الكاسب إشتراه منها بسبعة رغم قبولها بثلاثة.
والى هنا تنتهي أحباءنا هذه الحلقة من البرنامج كونوا معنا في الحلقة المقبلة بمشيئة الله وعلى بركته. نستودعكم الله والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******