من لوامع الصادقين المجاهد والمحب لأهل البيت وخادم الامام الرضا خيران القراطيسي رضوان الله تعالى عليه.
خيران القراطيسي عرف بالقراطيسي، كان في جيبه قراطيس كلما يسمع حديث عن آل الرسول او من الائمة الذين عاصرهم كان يدونه فأسموه ابو القراطيس او القراطيسي.
طيب هذا خيران القراطيسي رحمة الله عليه لم نتعرف على تاريخ ولادته او مكان ولادته لكن هذا الرجل كان متطوعاً لخدمة الامام الرضا صلوات الله وسلامه عليه وبعد استشهاد الامام الرضا (عليه السلام) جاء الى المدينة، طبعاً من يزور المدينة المنورة شغله الشاغل امران، واحد السلام على رسول الله، زيارة الرسول وزيارة مشاهد الائمة في البقيع وثانياً والشغل الثاني ان يلتقي ببقية آل الرسول، الذي يزور المدينة هذا المكان المقدس لهذين الغرضين لاغير، فالرجل تحرك الى المدينة فبالطريق او قبل ان يتحرك رآه الريان بن شبيب الذي كان يلتقي مع خيران القراطيسي عند الامام الرضا، قلت هذا كان خادماً عند الامام الرضا والريان بن شبيب كان من اصحاب الامام الرضا ويتردد عليه ويستفيد منه والكثير من النصوص يخاطب فيها الامام ابن شبيب، يابن شبيب، يابن شبيب خصوصاً حول محرم.
خيران لما اراد السفر الى المدينة التقاه الريان بن شبيب وسأله الى أين انت ذاهب؟
فقال: الى المدينة لأزور النبي (صلى الله عليه وآله) وكذلك ابحث عن الامام الجواد لأني اود ان اراه وهو الامام من بعد مولاي الامام الرضا.
فقال الريان: اذا رأيت الامام الجواد ارجوك ان تطلب منه ان يدعو لي ولولدي، هنا نكتة مهمة، فعلاً يقول خيران وصلت الى المدينة وبعد ان زرت الرسول (صلى الله عليه وآله) سألت: أين الامام الجواد، فصدفة وانا أسال واذا دكان، حانوت، رأيت احداً كأن على وجهه هيبة، جلال الهي، معنوية وابهة، فيقول خيران القراطيسي لما نظرت اليه تهيبته واذا قالوا هذا هو الامام الجواد فأخذت يده وقبلتها ووضعت يده على وجهي ثم ان الامام انفتح علي واخذ بيدي واقعدني ولم يترك يدي، هنا يقول خيران القراطيسي قلت: مولاي انا قبل ان انتقل الى هنا رأيت الريان بن شبيب فأبلغني ان اسلم عليك وابلغني ان اوصل لك سلامه ويرجوك الدعاء بدعاء خاص له ولولده، ابنه فلان، لم يذكر المؤرخون اسم ابنه، على كل حال، يقول خيران القراطيسي فدعا له الامام الجواد ولكن تجاهل الدعاء لولده فكررت عليه طلبي بالدعاء لولده، فرأيت الامام تجاهل ذلك وهكذا ثالثاً، فتعجبت، لماذا الامام يدعو ثلاث مرات ولم يدع لأبنه، يقول دارت الايام، هذه هي طبعاً من دلائل عظمة الامامة وعظمة الائمة المعصومين، ليس من فراغ اصبحوا هؤلاء ائمة لا، يقول ثلاث مرات اطلب من الامام يدعو لأبن الريان، يدعو للاب ولا يدعو للولد، يقول بعد ذلك بسنوات استعلمت ان ابن الريان كان منحرفاً والامام سلام الله عليه كان يعلم بذلك تماماً فهنا يلتفت اليه الامام الجواد لأنه بقي مع الامام الجواد فترة وكان في بيت الامام، يقول خيران القراطيسي، يقول كنت اصغي للامام وادون واكتب بالقراطيس ما اسمعه فيقول كان الامام عليلاً على اثر ذلك السم الذي سقي به، واذا انا خارج لقضاء حاجة جاءني رسول من الامام الجواد وقال لي: مولاي الجواد يقرأك السلام.
ويقول لك: يا خيران اني ماض والامر صائر الى ابني علي من بعدي وله عليكم من بعدي ما كان لي عليكم، بعد ذلك خيران الذي كان مدة في خدمة الامام الرضا مدة في خدمة الامام الجواد تحول الى خدمة الامام الهادي سلام الله عليه بموجب وصية الامام الجواد بأبي هو وامي فبأعتبار سوابقه وتاريخه ونزاهته اعتمده الامام الهادي ووضعه وكيلاً ومنحه التزكية والثقة وخوله في الفتاوى ونشر الاحكام واعتبره مجتهداً يعني نحن نرى بوضوح من خطاب الامام الهادي له لما يقول له: الامام الهادي انت وكيلي واعمل برأيك فأن رأيك رأيي ومن اطاعك فقد اطاعني يعني لما تمر بمشكلة ليس لها حل في القرآن وليس لها حل في السنة النبوية وليس انت عند امام من الائمة كيف ستفتي تحريمها او تحليلها، حرام، حلال، مباح، مكروه، مستحب، هنا برأيك وانا اقره، فأن رأيك رأيي ومن اطاعك فقد اطاعني يعني هذا وسام كبير وثقة عالية للامام سلام الله عليه منحها لهذا الرجل.
هذا العنصر المبارك خيران القراطيسي يروي عن الائمة، طبعاً عاش مع ثلاث ائمة، من رواياته انه يروي الزيارتين الاثريتين المنسوبتين للامام الهادي سلام الله عليه، اولها زيارة الامام علي صلوات الله وسلامه عليه يوم عيد الغدير وهذه من اهم الزيارات المروية عن الامام الهادي وغنية بالمعلومات والحجج، هذه يرويها خيران القراطيسي عن الامام الهادي وفيها يقول الامام الهادي سلام الله عليه مخاطباً جده علياً بأبي هو وامي: آمنت بالله وهم مشركون وصدقت بالحق وهم مكذبون وجاهدت في الله وهم محجمون» وايضاً ترد هذه الجملة: «اشهد انك اخو رسول الله ووصيه ووراث علمه وامينه على شرعته واول من آمن بالله وصدق بما انزل على نبيه» وطبعاً الجمل جميلة وعالية وغنية ولكن المجال لا يسمح، ثم يقول: الامام الهادي في هذه الزيارة التي يرويها خيران القراطيسي: «واشهد انك لم تزل للهوى مخالفاً وللتقى محالفاً وعلى كظم الغيظ قادراً وعن الناس عافياً وغافراً» هذه زيارة، الزيارة الثانية التي يرويها خيران القراطيس عن الامام الهادي هي الزيارة الاثرية الخالدة وهي زيارة الجامعة وهذه زيارة الجامعة موسوعة والتي ضمنها الامام الهادي حوالي مئتين واربعين صفة للامام والامامة، هذه الزيارة الى الان شرحت الى اكثر من اربعة وثلاثين شرحاً بست لغات وطبعاً الزيارة زار بها الامام الهادي جده امير المؤمنين وزار بها بقية الائمة لكن لما يزور الامام علي يقول والى اخيك بعث الروح الامين ولما يزور امام آخر غير الامام علي يقول والى جدكم بعث الروح الامين.
هذا خيران القراطيسي ظل بعد الامام الهادي ناشراً لفضائل اهل البيت ومطارداً من قبل السلطة العباسية الى ان اختفت آثاره وقيل انه توفي ايام الامام الحسن العسكري ودفن في سامراء.
*******