البث المباشر

الشهيد عون بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب

الإثنين 25 فبراير 2019 - 09:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 494

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ومن عيون الصادقين هو الشهيد عون بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وطبعاً عون هو اخ لشهداء ثلاثة ومجموعهم اربعة اولاد عبد الله بن جعفر استشهدوا بين يدي ابي عبد الله الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، عون بن عبد الله بن جعفر وخليصه اخوه خليصه محمد امهما عقيلة ال البيت الحوراء زينب وهذين الولدين او الشابين بعث بهما ابوهما مع الحسين عليه السلام لنصرته لذلك قد يخطر في بال الانسان انه لماذا زوج الحوراء زينب، العقيلة زينب راحت مع الحسين ولكن ما راح زوجها عبد الله بن جعفر ثم لماذا اولاده راحوا وهو لم يلتحق بنصرة الحسين سلام الله عليه؟ في الواقع عبد الله بن جعفر في الاواخر كان مكفوف البصر فلم يستطع الحضور الى كربلاء لانه فاقد بصره وعلى اي حال لا يمكنه ان يفعل شيئاً وهذا التكليف اصبح ساقطاً عنه فأشخص ولديه من الحوراء زينب ليكونا بين يدي خالهما ابي عبد الله الحسين ثم اتبعهما بولدين اخرين له من زوجته الخوصاء وهؤلاء ايضاً لحقا بركب الحسين واستشهدوا جميعاً بين يدي الحسين ابي عبد الله عليه السلام.
عبد الله بن جعفر كان له دوره في التعبئة يعني رغم انه كفيف البصر كان يبلغ ويشرح للناس قضية الحسين والدوافع التي دفعت بالحسين عليه السلام الى ان يتحرك رغم حالة الكبت والقسوة التي يتعامل بها الحكم الاموي انذاك فهذا كان السبب الذي جعل عبد الله بن جعفر لم يلتحق بالحسين عليه السلام قلت كفيف البصر لكن اولاده الاربعة راحوا اما اني خصصت هذه الحلقة عن ولده عون، عون بن عبد الله بن جعفر له ضربات موجعة لليزيديين الذين احتوشوا الحسين عليه السلام، مجموعة من بني هاشم مثل القاسم بن الحسن سلام الله عليه واخوه ومثل عون بن عبد الله بن جعفر هؤلاء كانوا لايبتعدون عن الحسين كحماية خاصة او كفدائيين خاصين للحسين عليه السلام فلما تعرض الحسين مرة الى هجوم كان عون واقف امام جسد الحسين وكان يردد بأهازيجه:

ان تنكروني فأنا بن جعفر

شهيد صدق في الجنان الازهر

ثم يقول يطير فيها يشير الى جده جعفر بن ابي طالب:

يطير فيها بجناح اخضر

كفى بهذا شرفاً في المحشر

كأنه جعفر جده ابو ابوه هذا عون يسمى بالطيار، ابدله الله بجناحين بعد ما قطعت يداه في المعركة، هذا عون بن عبد الله بن جعفر اضافة الى دوره كمقاتل كان له دور كخطيب لامع في المعارك يوم عاشوراء وطبعاً هذا كله بتدريب وتوجيه من الحسين عليه السلام لان لايكون هناك شخص يقول انا لا اعلم وما عندي خبر او حقائق الامور متغيبة علي لان هناك بعض الاشخاص يوجدون مثل الحر وغير الحر، الحر آخر لحظة سأل ابن سعد معناه ان الامور كانت مموه على كثير منهم، هذا عون بن عبد الله بن جعفر هذا البطل كان يدور في المعركة، كلما وجد جماعة من جيش بني امية كان يخطب فيهم ويحدثهم ويخبرهم لهذا التاريخ بناه وكتبه معاوية وبني امية وال مروان وهناك لقطات كبيرة ومهمة غيبت من هذا التاريخ الذي كتب بحبر اموي والا هناك المزيد او العديد من الافراد اما هربوا اما التجئوا صوب الحسين، المقاتل تقول حدود خمسة وثلاثين نفراً مالوا صوب الحسين في الساعات الاخيرة من المعارك او ليلة العاشر، اتخذوا ظلام الليل كغطاء وهذا كله نتيجة الخطب والبيانات الوجدانية التي تحدث بها هؤلاء كخطباء، كمبلغين، شرحوا القضايا وشرحوا موقع الامام ابي عبد الله الحسين ودوره وان الحسين عليه السلام لن يأتي مهاجماً ولن يأتي مقاتلاً وانما التجأ الى هذه الارض لكنه حوصر وبطبيعة الحال لو هوجم فسيقابل ذلك، تقول السير ان هذا الشهيد البطل عون بن عبد الله بن جعفر كان من اواخر من سقط من بني هاشم بمعنى او كقرائن تدل على انه كان يحاول ان يبقى الى آخر لحظة حتى يطمئن على سلامة الحسين صلوات الله وسلامه عليه وبينما هو يقاتل وطبعاً سدد الضربات القاسية لأولئك جاءته ضربة من قاتله ابن سيف الفزاري، كان عمره انذاك في الروايات تسعة واربعين سنة وروايات تقول اصغر فسقط عون رضوان الله تعالى عليه وتأثر الحسين عليه السلام لفقده يعني شعر يالفراغ وقاتله كان وبتهجاً وهو ابن سيف لكن في اندلاع المعارك وتأزم المعركة ايضاً التعن بعد فترة قليلة ليلتحق كل بمكانه فهذا الى جهنم وعون بن عبد الله بن جعفر الى الجنان. هذا الشهيد عون بن عبد الله بن جعفر يذكره سليمان بن قبة او قتة في قصيدته او في رثاءه، عنده قصيدة جميلة لامية:

عين جودي بعبرة وعويلي

واندبي ان ذكرت آل الرسول

ثم يقول:

واندبي ان بكيت عوناً اخاه

ليس فيما ينوبهم بخذول

فلعمري لقد اصبت ذوي القربى

فأبكي على المصاب الجليل

نعم هذا واندبي ان بكيت عوناً، يشير الى هذا المقاتل البطل عون بن عبد الله بن جعفر يعني ابن العقيلة زينب صلوات الله وسلامه عليها وان سنحت لي الفرصة سأتحدث عن اخيه محمد بن الحوراء زينب، ابن عبد الله بن جعفر في حلقة قادمة.
دفن عون ابن الحوراء زينب هذا الشهيد مع الشهداء في تلك المقبرة في الحرم الحسيني من الشهداء من ال البيت لكن انا من باب تنقيح الامر واحياناً يحصل التباس وحتى ان المرحوم كاشف الغطاء اعلا الله مقامه صحح هذه الغلطة او الخطأ، هناك حين نأتي من طرف مدينة المسيب من باب بغداد في كربلاء من مدينة المسيب وندخل الى كربلاء قبل الدخول الى كربلاء قبة ومزار يعرف بعون والناس كانوا هكذا يشتهر عندهم بأن هذا مشهد عون ابن الحوراء زينب، المرحوم كاشف الغطاء ذلك اليوم كتب التحقيق ما كانت متوسعة ومتعمقة الى ان المرحوم محمد حسين كاشف الغطاء اكتشف ان هذا عون ليس بعون بن عبد الله بن جعفر الشهيد وانما هو من اولياء اهل البيت ومن علماء اهل البيت وجاء لزيارة الحسين وقتله هناك النواصب بعد ان سلبوا منه امواله وعلموا بأنه اقبل الى زيارة الحسين صلوات الله وسلامه عليه وصحح هذا وكتبت قطعة جديدة وحتى الكاشي ايضاً بدل هذا بالنسبة الى القبر اما الشهيد عون فهو مع الشهداء وهو ضمن مقبرة الشهداء من اهل البيت، أسأل الله له الدرجات العالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة