البث المباشر

الشهيد عبد الحسين جيتا بهائي غوكل

السبت 23 فبراير 2019 - 10:07 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 491

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ومن الصادقين المخلصين الباذلين في خط ال البيت الشهيد والمحسن الكبير الحاج عبد الحسين جيتا بهائي غوكل رحمه الله وطبعاً هذا الشهيد السعيد هو من مواليد كراتشي في الهند انذاك عام 1900 ميلادية وينحدر من عائلة موالية لأهل البيت وتعرف بخدماتها ومساهماتها وهم من الشيعة الذين يعرفون بالخوجة وهو الابن الثالث لوالده رجل الخير والاحسان الحاج نورمحمد معروف ايضاً بخيراته ونشاطاته في سبيل نصرة اهل البيت وكان تاجر كبير على النطاق الدولي ووكيل لشركات مهمة عالمية، بعد ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها انتقل المرحوم الشهيد الحاج عبد الحسين جيتا غوكل الى البصرة مع شقيقه الاكبر منه والذي هو ايضاً من رجال الخير وفاعلي الخيرات اسمه الحاج قاسم علي، انشأوا مكتباً كبيراً للوكالات البحرية والتجارة الدولية في البصرة والحاج عبد الحسين جيتا غوكل استمر كعادة العائلة في اقامة المجالس والندوات بمناسبات اهل البيت سلام الله عليهم، كان يقيم مجلس مهم في البصرة في السيف يعني البصرة القديمة، السيف هذا مخزن كبير الاف المترات، مكان واسع لحفظ البضائع فكان في شهر محرم، في شهر رمضان يدعو كبار الخطباء للقراءة هناك كالشيخ اليعقوبي المرحوم والشهيد السيد جواد شبر والمرحوم الوائلي رحمهم الله جميعاً هؤلاء قرأوا عنده وانا في بدايات عمري يعني عام 61 قرأت كمقدمة امام الشيخ الوائلي في ذلك المجلس وكان هو مثلاً في شهر رمضان يأتي بقارئ للقران من مصر، يقرأ القران قبل الشيخ الوائلي رحمه الله لمدة ساعة، كان المجلس يضم اكثر من عشرة الاف مستمع من البصرة وضواحيها وكان يعطي مأدب الافطار ايام ليالي القدر وينصب مأدب الطعام ليالي سبعة محرم وليلة العاشر ويوم العاشر وهذه المأدب الاف البشر تأكل منها تبركاً بذلك الطعام بأسم ابي عبد الله الحسين.
هذا الرجل هو مشهور بأعماله الخيرية الاخرى، العديد من المساجد اسسها في مختلف البلدان في العراق وكان يزور النجف الاشرف وكربلاء المقدسة ويلتقي علمائها الكبار ويقدم لهم المساعدات، اشترى مثلاً منزلاً للمرحوم المرجع الديني السيد حسين الحمامي رضوان الله تعالى عليه، هذه في اواخر الخمسينيات وكان في البصرة في مكتبه يخصص يومياً ساعة واحدة يدخل عليه المحتاجون والمساكين فيساعدهم، اذكر عنه هذه اللفتة وهي لفتة جميلة ان هذا الرجل شاهدناه مراراً ونشهد له يوم القيامة بهذا ولا يحتاج الى شهادة، هذا الرجل كان يأتي النجف الاشرف او كربلاء المقدسة حينما يزور العتبات كان يمر على بائعي العصافير والطيور وامثال هؤلاء يشتري منهم الزرزور والعصافير وهذه الاطيار، يشتريها كلها ثم بعد ذلك يفتح ابواب الاقفاص ويخرجها ويطيرها فكان يشعر بالنشوة والفرح لانه كان يعتقد ان هذا العمل جميل وله قيمة عند الله سبحانه وتعالى.
هو اسس من ضمن اعماله الخيرية، اسس منازل في كربلاء والكاظمية والنجف الاشرف، منازل للزوار من ابناء جماعة الخوجة، انا اكتفي بهذا واتي الى قضية استشهاده، هذا الرجل ونتيجة خدماته وصلته بأهل البيت وموقعه التجاري والاجتماعي ولما سلف ذكره اصبح مستهدفاً من قبل خصوم اهل البيت ولما سيطر البعثيون العفالقة على العراق عام 1963 بعدما اطاحوا بالزعيم قاسم وعاثوا في العراق فساداً اخذوا يداهمون بعض المتمكنين الاثرياء من الشيعة بالذات لأبتزازهم وفعلاً اخذوا اموال طائلة من اشخاص عديدين بالتهديد ومن جملة من داهموه لأبتزازه هو المرحوم الحاج عبد الحسين جيتا ونظراً لحقدهم الدفين على اهل البيت ومن هو على خط اهل البيت تسلقوا عليه الدار ليلاً وكانوا يحملون السلاح وطلبوا منه انذاك مبلغ خمسين الف دينار لدعم حزبهم البغيض الكافر، بعد ان وعدهم تركوه ثم بعد ذلك رحمه الله حاول التملص منهم وكان يتردد عليه انذاك طاغية العراق السفاح ومعه بعثي اخر وهو صلاح التكريتي وبالتالي سقط نظامهم ونجا الحاج عبد الحسين جيتا من مؤامرتهم عليه لكن في عام 1968 حينما عاد البعثيون الكفرة الى الحكم دبروا له مسرحية للانتقام منه وهو انه جاسوس واضافوا اليه بعض وجوه الشيعة في البصرة وبغداد مثل المرحوم عبد الهادي البتشاري المحامي والمحامي صادق الحاج جعفر الحاوي وطبعاً للتمويه على الناس وللضحك على الناس ادخلوا في المسرحية هذه يهودي من البصرة بأسم عزرة ناجي زلخة، كان الهدف من هذه اللعبة الانتقام اولاً من هذا الرجل وبالتالي القضاء عليه لانه شخصية في البصرة معروف ولامعة ومشاريعه والمجالس التي يقيمها ثم ارادوا تحقيق هدف اخر وهو نشر الرعب والفزع في العراق ومواجهة الشيعة من البداية بأبادة عدد من رجالها وكتابها وتجارها لخنق الاصوات، فعلاً بعد ما سيطروا على الحكم بأشهر قليلة ظهر على التلفزيون البعثي المعروف صلاح عمر العلي التكريتي وقدم البشارة حسب تعريفه هو الى الشعب العراقي بأكتشاف شبكة جاسوسية كبيرة يرأسها زلخة وكذا ثم ذكر اسماء اعضاء الشبكة كلهم من رجالات الشيعة وذكر منهم الحاج عبد الحسين جيتا غوكل وطبعاً انا لا اتدرج في الامر لان القضية هذه قضية مترامية ولكن امانة للتاريخ وللاجيال ولكشف الكثير من الاسرار والمؤمرات على ابناء العراق وعلى المؤمنين في العراق، آخر خطوة كانت بعد ما كان في الاعتقال والتعذيب هذا الرجل او هذه الوجوه هذه المعروفة عمد رئيس النظام العفلقي انذاك وشكل محكمة، ما تسمى بمحكمة هذه مهزلة، برئاسة ضابط شيعي للاسف لكنه خمار وسيء السمعة ورديء اسمه علي هادي وتوت وانا اذكر ان هذه العائلة تبرأت منه، يعني كانوا يشعرون بالحزن والعزاء لما يسمعون اسم العائلة فقضت هذه المحكمة للاسف برئاسة هذا الضابط، طبعاً هي المسألة محسومة وهذه صورية يعني، قضت على هؤلاء بالاعدام ومن بينهم هذا الشهيد السعيد وعلقت اجسادهم في ساحة ام البروم في البصرة وقسم في الباب الشرقي من شارع السعدون في ظاهرة للتشفي والانتقام من هؤلاء وبالخصوص من هذا الشهيد السعيد، وبصفته هذا كان يحمل الجنسية الباكستانية كان من الممكن للزعيم الباكستاني انذاك ايوب خان ان يتدخل لكن ذلك الخبيث ايضاً ادار ظهره كون ان هذا الرجل من شخصيات الشيعة وله خدمات وتوجهات تتعلق بأهل البيت.
اظهر البعثيون حقدهم عليه وعلى اهل البيت اكثر حينما عمدوا مرات عديدة بالكتابة على قبره لان هو دفن في وادي السلام وكتبوا باللون الاحمر على قبره هذا قبر الجاسوس يعني نفس سلوك بني امية يلاحقون الشخصيات الشيعية احياء واموات ولو عبر مئات السنين، كتبوا على قبره هذا قبر الجاسوس مما عبر عن دنائتهم وحقارتهم وبعد ذلك هناك من ازال هذه الكتابة راحوا وكتبوها مرة اخرى ثم بعد ذلك عمدوا الى القبر وازاحوه، هذا عن كيفية استشهاد هذا الرجل الذي احببت ان اضعه في قائمة الصادقين لان ما اصابه كله بسبب تضحياته ومواقفه من اهل البيت، تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة