البث المباشر

الشهيد عيسى بن زيد بن الإمام السجاد

الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 09:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 422

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن طلائع الصادقين المشردين والمطاردين في سبيل دينه هو العالم الكبير والمحدث الجليل السبي عيسى بن زيد الشهيد بن الامام السجاد عليه الصلاة والسلام لما تخرج من النجف الاشرف باتجاه الديوانية في الطريق منعطق على اليمين يذهب الى الشنافية بعد مدينة الشنافية بعشر كيلو مترات هناك مزار كبير يعرف بعيسى بن زيد الشهيد رضوان الله تعالى عليه وبمسافة قريبة عنه ايضاً قبر عبد الله المحض يعرف بعبد الله ابو نجم ايضاً مزار كبير عيسى بن زيد رضوان الله تعالى عليه هو الولد الثالث لزيد الشهيد وشهد مع ابيه زيداً ثورته على الامويين، طبعاً عيسى من مواليد عام 109 هجرية عاش ستين سنة واكثر ايام حياته هو متخفي ومطارد ومشرد ويعيش بين الادغال والزوايا والمزارع واشتهر بهذه الشهرة ميتم الاشبال طبعاً هذه الشهرة جاءته بسبب موقف منه وهو انه بعد ان انتهت واقعة باخمرا مر ومعه اصحابه على قنطرة والناس متحيرين ولا يستطيع احد ان يعبر لان كانت هنالك لبوة اسد عندها اشبالها وتهاجم كل من يريد العبور والناس يخشونها فهو هاجمها وقتلها فاشتهر بعدها بميتم الاشبال.
عيسى بن زيد عاش اكثر حياته ثائراً على الطغاة وهو من قواد الحسين صاحب ثورة فخ ومن الناشطين في جيشه واضطر بعدها التخفي وكان المنصور الدوانيقي شديد الحذر منه لقدراته، تقول السير ان المنصور الدوانيقي يومها بدا له الامان عدة مرات وكان عيسى يرفض تسليم نفسه وحينما ساله بعض الخواص الذي كان يلتقيه سراً عن سبب عدم تسليم نفسه واما اذا كان يشكك في جدية هذا العفو فكان جوابه انه كان مطمئناً الى عفو المنصور وانه جدي ومع ذلك لم يستسلم وكان يعلل ذلك بقوله وهنا بيت القصيد:

لان يبيت طاغية ليلته خائفاً

مني احب الي من حمر النعم

يعني هؤلاء الطغاة يرعبهم وجود شخصيات صاعدة ومؤثرة في المجتمع كما هو الحال بالنسبة الى الطغاة وموقفهم مع العلماء الاعلام مع المصلحين مع الخطباء يخافوهم لان هؤلاء يسيطرون على المشاعر والوجدان فبقي عيسى متخفياً ايام المنصور ايام ابنه المهدي ايام ابنه الهادي هؤلاء الخلفاء العباسيين وكان يردد هذين البيتين:

الى الله نشكو ما نلاقي واننا

نقتل ظلماً وجهرة ونخاف

ويسعد اقوام بحبهم لنا

ونشقى بهم والامر فيه خلاف

قال المؤرخون يعني ذكروا فصولاً مرة لما يمر الانسان بها وكأنه يرى الحاضر ابن الماضي، ايام اختفاءه قطعت اخباره عن اهله واسرته اعواماً، بودي المستمعين والمستمعات يركزون على هذه النقطة بالذات سنوات وهو منقطع عن اهله، ابن اخيه يحيى بن الحسين بن زيد يوم من الايام يخاطب ابوه يقول له يا ابه اسمع ان لي عماً اسمه عيسى وانا كبرت ولم اره واخشى ان اموت ولم اراه، الحسين بن زيد كان يتعلل ويتهرب والولد يلح على ابيه، ذات يوم الح يحيى بالسؤال فأجابه ابوه قال بني ان هذا امر خطير اخشى ان ينتشر هذا السر ويثقل على عمك فقال هذه امنية في نفسي، يقول يحيى قال لي ابي يا بني اذن تذهب الى الكوفة فتسأل بهدوء عن سكة بني حي فاذا عرفتها تتجه الى باب دار صفتها كذا وكذا فاجلس عندها فسيمر عليك عند العصر رجل كهل طويل القامة عليه اثار العبادة لا يرفع قدماً ولا يضع قدماً الا بذكر الله ويقود جملاً له عليها قرباً من الماء فان هذا هو عمك فاذا سلمت عليه لا تطل الحديث معه انه مراقب يقول يحيى جئت الى الكوفة وطبق المواصفات وصلت الى المكان وجلست عند الباب فصار العصر فمر الرجل فاقتربت منه وسلمت عليه فأرتاب مني في البداية ثم قلت له انا ابن اخيك يحيى بن الحسين فانفجر باكياً اعتنقني طويلاً ثم اخذ يسألني عن افراد الاسرة والارحام ثم اخذ يشرح لي فصول معاناته وكيفية حياته ثم قال يا بني اكتسب بسقي الماء على هذا الجمل لتدبير معاشي واحتياجي وتصل بي الحاجة احياناً اضطر الى الخروج الى الصحراء فالتقط ما يلقي به الناس من البقول اكله ومعي زوجتي وبنتي، يقول يحيى اسمع عمي يحكي هذه الفصول وانا اتقطع حزناً والماً ثم قال بني لاروي لك اشد من هذا يابني انني تزوجت وعاشت معي زوجتي ثمانية عشر عاماً وهي لا تعرف من انا ومن أي قبيلة واقول لك اكثر من هذا رزقت بنتاً وكبرت بنتي وخطبها هذا وذاك وانا لا استطيع ان ازوجها من أي احد، زوجتي تلح علي بتزويجها حتى في احد الايام الحت علي ان ازوجها لجارنا لانه ميسور الحال وعسى ان يخف عنا امر معاشنا فرفضت ذلك واشد من هذا بعد مرضت الطفلة وماتت وانا بحسرة وحزن لانها ماتت ولاتعرف انها بنت بن رسول الله، يحيى هكذا يشرح لي عمي عيسى حالته ثم قال يابني اتق الله في دمي ودمك وارجع ولا تخبر احداً، رجعت وودعت عمي، في الواقع كان الطغاة يحسبون لهذا الرجل حساباً، الهدي العباسي كان يطارد اصحاب عيسى بن زيد وقبض على احدهم واحد من الشباب الذي كان معه اسمه حاضر وهذا كان شاباً نشطاً تحدثت عنه في حلقة من حلقات هذا البرنامج مع الصادقين، حاضر من اللصقاء بعيسى بن زيد ومن تلاميذه طلبه المهدي وظفر به لما قبض عليه وسجنه ثم احضره للاستجواب قال ابن عيسى بن زيد فأجابه بكل بطولة اتظن بهذه السهولة ادلك على ابن رسول الله فتقتله هذا هو الشرف والذمة هذه هي الغيرة والنجابة كيف ادلك على بن رسول الله فتقتله فامر المهدي العباسي الجلاد احتز رأس حاضر في المجلس وامام الناس، هؤلاء كانوا يتبنون هذه السياسة لنشر الفزع في نفوس الناس ونشر الارعاب، طاغية العراق صدام مرة امر بقتل رجل على السفرة حيث كان ذاهباً لمجلس عزاء لاحد ضباطه الذي قتل في الحرب ولا اعرف أي ضابط من ضباط حراسته نقل ان فلاناً هنا فرماه بالرصاص على السفرة، هذا الاسلوب تبنوه الطغاة، بقي عيسى بن زيد متخفياً الى ان توفي مظلوماً في منطقة نائية في منطقة الكوفة تعرف الان بمنطقة الشنافية في العراق ودفن هناك وكانت وفاته عام 169 هجرية وبني على قبره ايام الصفويين بناءاً ضخماً يعرف بمشهد عيسى ويقع على مقربة منه مشهد عبد الله المحض عبد الله ابو نجم. أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة