البث المباشر

أبيات مهدوية للسيد ناصر الاحساني/الشبه بين عيسى وايوب والمهدي عليهم السلام /اجوبة السيد محمد الشوكي/السيد الاصفهاني والتوسل الى الله بالمهدي

الإثنين 18 فبراير 2019 - 14:23 بتوقيت طهران

(الحلقة:135)

موضوع البرنامج:
ابيات مهدوية للسيد ناصر الاحساني
الشبه بين عيسى وايوب والمهدي (عليهم السلام)
اجوبة السيد محمد الشوكي على اسئلة المستمعين
السيد الاصفهاني والتوسل الى الله بالمهدي(عج)

****

كم قد تؤمل نفسي نيل منيتها

من المعالي وما ترجو من الأرب

كما تؤمل ان تحظى برؤية من

يزيح عنها عظيم الضر والكرب

ويملأ الارض عدلاً مثل ما ملئت

بالظلم والجور والأبداع والكذب

يا غائباً لم تغب عنا عنايته

كالشمس يسترها داج من السحب

حتى م تقدم والاسلام قد نقضت

عهوده بسيوف الشرك والنصب

تهمي بماء الطلى من كل ناحية

حتى تروي منه عاطش الترب

*******

الحمد لله جميل الصنع حسن التدبير ذي الأناة الذي لا يعجل لعجلة العباد، يهديهم الى ما فيه صلاحهم وكمالهم وسعادة اخراهم ودنياهم. والصلاة والسلام على قادة عباده بهداه، وساسة بلاده بأمره محمد وآله الطاهرين، لاسيما خاتمهم الثاني عشر من اوصياء النبي وأمراء الأمة الظاهره الحجة بن الحسن عجل الله فرجه ورزقنا صدق موالاته في غيبته وظهوره اللهم أمين.
رحم الله السيد ناصر الأحسائي الشاعر الولائي، فقد اجاد الوصف في الأبيات التي انتخبناها من مديحه للامام المهدي ارواحنا فداه خاصة في قوله:

يا غائباً لم تغب عنا عنايته

كالشمس يسترها داج من السحب

في هذا اللقاء نلتقي في الفقرة الأولى بحديث عن سنن جرت مع نبي الله وكلمته عيسى بن مريم ونبي الله الصابر ايوب، وتكررت مع مولانا المهدي سلام الله عليهم اجمعين.
ثم يتصل زميلنا هاتفياً بسماحة السيد محمد الشوكي ليعرض عليه اسئلتكم بشأن موضوعات البرنامج، نلتقي بعدها بقصة كرامة مهدوية كريمة جرت لآية الله السيد محمد تقي الاصفهاني اثر توسله الى الله عزوجل بمولاه ومولانا المهدي الموعود (ارواحنا فداه) تليها كلمات بشأن قضاء المهدي امام العصر لديون المؤمنين، فكونوا معنا وفقرات هذه الحلقة وقد اخترنا لأولاها عنوان:

*******

«فأما من آدم ونوح فطول العمر، واما من ابراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس الى أن قال: وأما من عيسى فإختلاف الناس فيه واما من ايوب فالفرج بعد البلوى...».
وحديثنا في هذه الحلقة - اعزاءنا- عن جريان السنة التي جرت مع عيسى (عليه السلام) مع مولانا مهدي آل محمد (صلى الله عليه وآله) وهي سنة اختلاف الناس فيه، وقد جرت هذه السنة معهما في عدة مظاهر.
اولها اختلاف الناس في كونه هو المنقذ المنتظر، فإختلف بنو اسرائيل في كون عيسى بن مريم (عليهما السلام) هو منقذهم المنتظر الذي بشرهم به نبيهم موسى عليه السلام فآمنت طائفة منهم واتبعوه فجعلهم الله فوق الذين أنكروا وكفروا ونعتوه بأنه المسيح الدجال لعنهم الله بكفرهم، وهؤلاء هم اليهود الذين حاربوه وسعوا الى قتله.
والاختلاف من هذه الجهة حصل مع مولانا المهدي (عجل الله فرجه) ويحصل ايضاً عند ظهوره ايضاً فقد انكر كثيرون أن يكون الحجة بن الحسن العسكري خاتم الأوصياء الثاني عشر هو المهدي المنتظر (عليه السلام) وبقوا ينتظرون ولادة المهدي الموعود رغم انهم يعيشون في عصر امامته، مثلما بقي بنو اسرائيل ينتظرون مجيء المسيح رغم انهم كانوا يعيشون عصر نبوته (عليه السلام).
مستمعينا الافاضل، كما جرى اختلاف شديد بين بني اسرائيل واتباع المسيح عيسى بن مريم (عليهما السلام) فيما يرتبط بحياته (سلام الله عليه) فزعم اليهود انهم قتلوه وصلبوه وانكر حواريوه ذلك، اذ علموا ان الله قد شبه لهم وانقذه من كيدهم وحفظه مرفوعاً‌ حياً الى آخر الزمان.
ونظير هذا الاختلاف جاربين الناس فيما يرتبط بحياة الحجة بن الحسن المهدي عجل الله فرجه، وقد انتشرت الظنون والأقوال حتى بعد ولادته وايام غيبته الصغرى، فقال بعضهم انه قتل على ايدي بني العباس، وقال آخرون انه مات ولم يعرف خبره، وبقي المؤمنون على اعتقادهم السليم بحياته وان الله حافظه من كيد اعدائه بستار الغيبة، فهو كالشمس ينتفع الناس منه في غيبته كما ينتفع بالشمس اذا غيبتها السحاب، اللهم عجل فرجه واجعلنا من خيار انصاره ومواليه في غيبته وظهوره.
اعزاءنا المستمعين، وثمة سنة اخرى ذكرها الامام زين العابدين (عليه السلام) في حديثه جرت مع نبي الله ايوب وتجري مع مولانا المهدي سلام الله عليهما، وهي سنة الفرج بعد البلوى حسب تعبير حديث الامام السجاد (عليه السلام).
والمقصود - ايها الأخوة والأخوات- هو أن الفرج بظهور مولانا المهدي يتحقق بعد طول الابتلاءات التي يشهدها عصر الغيبة فيأتي الفرج الالهي بعد ان تحقق هذه الابتلاءات اهدافها في اعداد الأمة للنعم الكريمة الكبرى التي يشهدها عصر ظهوره (سلام الله عليه).
اي مثلما ان النعم الالهية الخاصة نزلت على ايوب النبي (عليه السلام) بعد طول البلاء الذي نزل به وبأهله فإستعدوا به للفوز بهذه النعم والرحمات الخاصة.

*******

نتابع ايها الأخوة والأخوات تقديم هذه الحلقة من برنامج «شمس خلف السحاب» بالإستماع لاجابات سماحة السيد محمد الشوكي عن بعض اسئلتكم في الاتصال الهاتفي التالي التي اجراه معه زميلنا، نستمع معاً:
المحاور: سماحة السيد من الاخ عبد الله الشمري ورد ايضاً سؤال آخر في رسالته يسأل فيها عن، مجمل السؤال ومختصره انه قرأ في كتاب المحجة فيما نزل في القائم الحجة مجموعة من آلايات الكريمة‌ عندما راجع تفسيرها يذكر المفسرون انها تتناول او تشمل يوم القيامة يتحدث عن يوم القيامة وقرأ في الكتاب المذكور احاديث تقول بأن هذه الايات تأويلها او ظهورها في زمن الامام المهدي (سلام الله عليه) او عند ظهوره، يسأل ويقول كيف يكون ذلك يعني تتحدث عن يوم القيامة من جهة وتتحدث عن ظهور الامام المهدي (سلام الله عليه) من جهة اخرى؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين بالنسبة‌ الى‌ آلايات القرآنية التي فسرت بالامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هي على طوائف شتى، بعض الروايات هي مختصة، بعض آلايات تفسيرها وتأويلها مختص بالامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، مثلاً قوله تعالى«وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم...».
وردت الروايات ايضاً عن اهل البيت انها في الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وحتى بعض المفسرين، السيد الطباطبائي رحمة الله عليه يقول: ان آلاية اذا اعطيت حقها فلا تدل الا على قضية الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فهناك ايات ربما من هذا النوع كآيات تحدثت عن بعض علامات الساعة وربما فسرت بقضية الامام المهدي (سلام الله عليه) وذلك ان دولة الامام المهدي قد الامام المهدي عمره لا يمتد كل هذه المسافة ولكن دولة العدل العالمي، دولة الامام المهدي المعنونة بعنوانه سوف تمتد حسب ما هو ظاهر حتى الساعة وانه لا دولة‌ بعد دولتهم فما ورد من الايات القرآنية في الحديث عن الساعة ربما هي مشتركة بين الجانبين لان دولة الامام (سلام الله عليه) هي ممتدة الى هذا وانه علم للساعة مثلاً اذن هناك بعض الايات تتحدث عن علامات وقوع يوم القيامة‌ ونحن نعلم ان قضية الامام المهدي او دولة الامام المهدي سوف تمتد الى تلك، وهناك علامات مشتركة هي ليوم القيامة وللساعة وكذلك للامام المهدي (عليه السلام) بأعتبار هذا الاقتران بين القضيتين وحتى في مصادر اخواننا اهل السنة وفي الشيعة بعض الروايات ان دولة الامام سوف تمتد الى ذلك الامد، بل هناك من الروايات ما تذكر انها هي علم للساعة وعلامة‌ من علامات الساعة.

المحاور: يعني سماحة السيد، يعني حديثكم عن مصاديق تكون؟
السيد محمد الشوكي: هذه طائفة ثانية، الطائفة الثالثة هي ما تفسر بالامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) تطبيقاً انه من باب المصداق، انه مصداق من مصاديق الاية الكريمة وهو ما نحاول الاشارة اليه وبعض الايات القرآنية، على هذه الشاكلة، يعني مثلاً لو كان يوم القيامة يوم العدل فأيضاً تجلي من تجليات العدل هو يوم ظهور الامام (سلام الله عليه)، إذا كان يوم القيامة هو الفيصل بين الحق والباطل فذلك يوم الامام (سلام الله عليه) وظهور الامام هو ذلك اليوم.
المحاور: يعني الحقيقة تتضح في اكثر من مصداق؟
السيد محمد الشوكي: في اكثر من مصداق، مصاديقها جلي وبعضها اكبر من البعض الاخر والى غيره، اذن بعض الايات القرآنية من، اذن خلاصة الحديث بعضها مفسر بالامام بعضها بأعتبار تقارن وبعضها من باب التطبيق والمصداقية.

*******

لازلتم تستمعون مشكورين - ايها الاخوة والاخوات- ومن اذاعة طهران للحلقة الرابعه والعشرين بعد الاربعمائة من برنامج «شمس خلف السحاب» ويمكنكم اعزاءنا متابعة حلقاته مخزنةً في صحفة «اسلاميات» من موقع الاذاعة على شبكه الانترنت وعنوانه هو: www.arabic-irib.ir.
كما نجدد ترحيبنا بتواصلكم مع البرنامج بأقتراحاتكم ومساهماتكم واسئلتكم التي يمكنكم ارسالها لنا عبر عناوين الاذاعة ومنها بريدها الالكتروني وهو: [email protected].
او بريدها العادي وعنوانه هو: (ايران – طهران- ص ب ٦۷٦۷).

*******

اما الآن فالى الفقرة التالية من البرنامج وهي واقعة موثقة فيها كرامة مهدوية مباركة، اخترنا لها عنوان:

التوسل الى الله ببقيته المباركة

ايها الأخوة والأخوات، رويت في مصادرنا المعتبرة كثير من الأحاديث الشريفة التي تأمرنا بالتوسل الى الله عزوجل في قضاء حوائجنا المشروعة بعرضها على مولانا بقية ‌الله ارواحنا فداه.
فمثلاً نقل السيد الجليل ابن طاووس في كتاب «كشف المحجة لثمرة المهجة» عن كتاب الرسائل لثقة الاسلام الكليني (رضوان الله عليه) ان احد الاصحاب كتب الى الامام ابي الحسن (عليه السلام) يقول:
ان الرجل يحب ان يفضي الى امامه ما يحب ان يفضي الى ربه، فكتب (عليه السلام) في الجواب: ان كانت لك حاجة فحرك شفتيك فإن الجواب يأتيك.
مستمعينا الاكارم، وقد صدقت تجارب المؤمنين الكثيرة هذه الأحاديث الشريفة ومنها ما جرى لمؤلف كتاب «مكيال المكارم» في فوائد الدعاء للقائم (عليه السلام) وهو آية الله الفقيه العابد السيد محمد تقي الاصفهاني.
قال قدس الله نفسه الزكية في الجزء الاول من كتابه وفي الصفحة
۱٤۹: كثرت علي الديون قبل تأليف هذا الكتاب بثلاث سنين، فتوسلت به (عجل الله فرجه) وبآبائه عليهم السلام ذات ليلة، وذكرت حاجتي لهم وكان ذلك في شهر رمضان.
ثم قال السيد الاصفهاني (رحمه الله): فلما رجعت من المسجد وكان ذلك بعد طلوع الشمس، نمت، فسمعته قال لي في المنام [ما ترجمة لفظه الفارسي]: اصبر قليلاً حتى نأخذ من خاصة ‌اموال خواص محبينا فنعطيك.
يقول هذا السيد العابد (رضوان الله عليه) بعد ذلك: فإنتبهت فرحاً مسروراً، متنجزاً شكوراً محبوراً، فلما مضت برهة من الزمان، جاءني أخ من الاخوان كنت اعرفه بالصلاح... واعطاني ما قضى به الديون وسكن عني الشجون وقال لي: هذا من سهم الامام (عليه السلام) فسررت غاية السرور شوقاً، وقلت: «اول ما يبتدأ المهدي (عليه السلام) ان ينادي جميع العالم: الا من له عند احد من شيعتنا دين فليذكره حتى يرد الثومة والخردلة فضلاً عن القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والاملاك فيوفيه اياه». وختاماً نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة