البث المباشر

مقامات المهدي(عج) في ابيات الشيخ عبد الحسين شكر/دلالات لقب "الناطق بالحكمة والصدق" من القاب امام العصر/حوار مع السيد محمد الشوكي حول زوال اسرائيل/حفظ الاسرار والوفاء بالعهد ولقاء المهدي

الإثنين 18 فبراير 2019 - 13:56 بتوقيت طهران

(الحلقة:127)

موضوع البرنامج:
مقامات المهدي(عج) في ابيات الشيخ عبد الحسين شكر
دلالات لقب "الناطق بالحكمة والصدق" من القاب امام العصر(عج)
حوار مع السيد محمد الشوكي حول زوال اسرائيل هل يكون قبل المهدي(ع)
حفظ الاسرار والوفاء بالعهد ولقاء المهدي(ع) (قصة آية الله السيد محمد الحجة)

*****

يا بن الغطارفة الامجاد من ضربوا

على جباه العلى دون الورى قببا

ومن هم الآية الكبرى وعندهم

علم الكتاب وما في اللوح قد كتبا

مصادر الفيض صفاهم الههم

لما اصطفاهم لإيجاد الورى سببا

حتى م نجرع من اعدائكم غصصاً

حاشاك تغمض طرفاً والعلى ذهبا

عجل الينا وزل عنا بطلعتك

الغراء هموماً علتنا واكشف الكربا

تبدد الدين فانهض موقظاً عجلاً

عزماً تحك به الافلاك والشهبا

الست من قد تجلى فيه خالقه

لخلقه وبه عنهم قد احتجبا

ومن عليه رحى الاكوان دائرة

حيث اجتباه لها رب العلى قطبا

*******


الحمد لله اللطيف الخبير والصلاة والسلام على البشير النذير محمد وآله القادة الهداة لا سيما خاتمهم الناطق بالحكمة والصدق امام زماننا المهدي المنتظر (ارواحنا فداه).
السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذا البرنامج، كان مطلعها ابيات في خطاب مولانا المهدي (عليه السلام) للشاعر الولائي عبد الحسين شكر رضوان الله عليه.
اما الفقرة الختامية لهذه الحلقة فهى اعزاءنا احدى الروايات المعبرة من روايات الفائزين بالطاف الامام (عليه السلام) تعرفنا بأهمية الالتزام بالعهد وقبلها تستمعون الى اجابة ضيف البرنامج (سماحة السيد محمد الشوكي) عن سؤال بشأن زوال دولة ‌اسرائيل هل يكون قبل ظهور المهدي (عجل الله فرجه) ام بعده؟

*******

اما الآن فنتقلكم الى حديث عن بعض دلالات لقب الناطق بالحكمة والصدق من القاب مولانا المهدي (ارواحنا فداه) وقفة مع هذا اللقب المبارك ضمن فقرة:

القاب الشمس

«الناطق بالحكمة‌ والصدق» هو اعزاءنا المستمعين اللقب الخامس والعشرون من القاب مولانا المهدي عجل الله تعالى فرجه حسب الترتيب الوارد في زيارة آل ياسين المباركة، وقد نقلنا في الحلقة السابقة حديثاً عن مولانا الامام الباقر (عليه السلام) يبين بعض دلالات هذا اللقب المبارك، وننقل هاهنا بعضاً آخر من الاحاديث الشريفة المبينة لها:
روي في عدد من المصادر المعتبرة مسنداً عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: «العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ماجاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فاذا قام قائمنا اخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضم عليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً».
كما روي عن الامام الباقر (عليه السلام) انه قال ضمن حديث عن عصر ظهور المهدي الموعود عجل الله فرجه: وتؤتون الحكمة في زمانه حتى ان المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله).
واضح من هذين الحديثين ونظائرهما المروية في المصادر المعتبرة ان ما يقوم به مولانا المهدي في عصر ظهوره (عجل الله فرجه) هو النطق بالحكمة بمعنى نشر الحكمة الالهية والمعارف الحقة التي لا تسمح اوضاع ما قبل ظهوره ببثها بين الناس لعدم توفر شروطها اما لعدم القدرة على استيعابها او لاحتمالات سوء فهمها نتيجة لما يبثه اعداء الحكمة من ضلالات تضبب عليها.
وبزوال هذه الاوضاع في عصر دولة اهل البيت (عليه السلام) تتوفر الاوضاع المناسبة لبث هذه الحكمة فينطق بها (عليه السلام) ويوصلها الى العالمين ويصدقها القرآن الكريم كما لا حظنا في حديث الامام الباقر (عليه السلام) الذي نقلناه في الحلقة السابقة، بمعنى ان الناس سيجدون ان المعارف والحكمة الالهية التي ينطق بها (عليه السلام) مبثوثة في كتاب الله عزوجل ولذلك نلاحظ في الاحاديث الشريفة انها تخبر عن قيام الامام المهدي بعد ظهوره بترويج ثقافة تعليم القرآن كما انزل وعلى اوسع نطاق.

*******

الميكرفون ننقله الآن لزميلنا ليعرض على ضيف البرنامج سماحة السيد الشوكي بعض اسئلتكم بشأن موضوع البرنامج.
المحاور: سماحة السيد من الاسئلة التي وردت للبرنامج من الاخ مثنى الازهر يسأل عن زوال دولة اسرائيل، هل تكون على يد الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ام يكون قبل ظهوره (عليه السلام)؟ تفضلوا:
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى على محمد وآل محمد الواقع هو من الناحية الاساسية وناحية مبدئية حتى ولو غضضنا النظر عن الروايات والاخبار فأن دولة اسرائيل الغاصبة الجائرة هي زائلة والى زوال لان الظلم لا يدوم والجور لا يدوم الاغتصاب لا يدوم وسنة الحياة وسنة الله في خلقه ايضاً هو ان الحق لا بد ان يعود لاهله ولو طال المدى ولو طال الزمان ولكن اذا ما رجعنا للنصوص الشريفه سواء في ذلك النصوص القرآنية او النصوص الروائية نجد ان هذه النصوص المباركة تؤكد تأكيداً لا مجال ولا مرية فيه بأن دولة اليهود واستكبار اليهود وعلو اليهود هو الى زوال والى اضمحلال ان شاء الله تبارك و تعالى، وكما صرحت الاية المباركة في سورة الاسراء بذلك تصريحاً واضحاً وان في المرة الاخيرة الله عزوجل سيبعث على اليهود رجالاً يسؤون وجوههم ويدخلون المسجد ويتبرون ما علو تتبيراً «فاذا جاء وعد الاخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علواً تتبيراً» اذن هنالك وعد الهي في القرآن الكريم يعضده وعد الهي في الروايات الشريفة على لسان النبي (صلى‌ الله عليه وآله)‌ واهل البيت بزوال دولة اسرائيل لكن كيف يتم ذلك الزوال وهل انه يقع في مقطع زمني واحد في زمان الامام المهدي سلام الله عليه ام ان القضية تكون عبر مراحل متعددة، عند مراجعتنا للروايات الشريفة نجد ان بعض الاخبار تؤكد كما ورد عن الصادق سلام الله عليه ان قوماً يخرجون قبل قيام القائم (عليه السلام) ولا يتركون وتراً لآل محمد ولاثأراً الا واخذوا به وهم يدخلون المسجد ويسؤون وجوه القوم ويضربون اسرائيل ضربات موجعة وهناك اخبار تقول بأن نهاية اليهود على يدي الامام المهدي (عليه السلام) بالنتيجة اذا اردنا ان نخرج بمحصلة نهائية لهذه الاحاديث يمكن القول ان القضيه تتم عبر مراحل فأساءة الوجوة سوف تكون ربما قبل قيام القائم يعني يبعث الله تبارك وتعالى رجالاً مؤمنين يسيؤون وجوه اليهود يعني يحطمون كبرياءهم وعظمتهم غطرستهم المزيفة والمزعومة، اسرائيل ربما التي تعلو علواً كبيراً كما ورد في القرآن الكريم وتدعي لنفسها الغطرسة وانها لا تقهر ولا تهزم ربما يبعث قبل قيام القائم اناساً يسيؤون وجوههم بمعنى يحطمون كرامتهم وغطرستهم وعلوهم المزعوم في اعين العالم ومن ثم نهاية اليهود ازالة دولة‌ بني اسرائيل واجتثاثهم من على وجه الارض وتتبير علوهم تتبيرا هذا سيكون قطعاً على يدي الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللحظة الحاسمة والنهاية المحتومة ما من شك انها على يديه الكريمتين سلام الله عليه.

*******

نتابع احباءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بنقل رواية موثقة اخترنا لها عنوان:

من شروط الفوز بالالطاف المهدوية

روي في كتاب قصص وخواطر على الصفحة ٦۱۷ عن أية الله العظمى السيد محمد الحجة، وهو (رضوان الله عليه) من كبار مراجع قم قبل آية الله العظمى السيد البروجردي قدس سره، انه حدث بعض العلماء الاجلاء بالحادثة التالية التي حصلت له في بدايات دخول سلك الدراسة الحوزوية في قم.
قال (رضوان الله عليه): مرت علينا -ايام الدراسة - ضائقة مالية شديدة لم اكن معها اجد ما يكفيني وعيالي من الطعام... وذات يوم قالت لي زوجتي وانا اتهياً للخروج الى المسجد لحضور الدرس: يا سيد محمد، ليس لدينا اليوم اي شيء من الطعام، لقد نفذ مالدينا بالكامل!
طأطأت رأسي خجلاً وذهبت الى الدرس ولما رجعت الى الدار اشتد المي لما شاهدت حال زوجتي واطفالي... فدخلت غرفتي وصليت ركعتين متوسلاً الى الله عزوجل بمولاي الامام الحجة المهدي عجل الله فرجه وخاطبته بعد الصلاة قائلاً:
يا سيدي السنا طلاب مدرستك وجنود نهضتك؟ هذه هي نيتنا من طلب العلم، فان كنا صادقين فأعنا على لقمة العيش لكي نستطيع مواصلة السير في طريقك.
ويتابع آية الله الحجة نقل ما جرى واستجابة الله عزوجل لتضرعه وتوسله بامام زمانه، قال (رحمه الله):
لم تمر الاساعة واذا بباب دارنا تطرق، فلما فتحت الباب سلم علي طارق لم اره من قبل وسلمني ظرفاً وقال لي مبادراً:
آتيك بمشيئة الله كل شهر بمثل هذا الظرف ولكن عليك ان لا تخبر احداً بالامر... سلمك الله وفي امان الله...
غادر الرجل بسرعة ولم استطع ان اكلمه، فدخلت الدار وفتحت الظرف امام زوجتي وكان فيه من المال ما يكفي لنفقه العوائل المرفهة في شمال طهران فصرنا نشتري منه جميع حوائجنا المنزلية ويفيض.
والتزمت بما طلبه مني فلم اخبر احداً بهذا الامر الغريب وقد وفى هو ايضاً بوعده، فكان يأتيني بظرف كل شهر، وفي المرة الثالثة سألته عن اسمه وعنوانه فأخبرني دون تردد وعرفني بعنوان محل عمله في سوق طهران.
ولكن حدث فيما بعد ايها الأخوة والأخوات ما سبب انقطاع هذه النعمة الكريمة، يقول آية الله السيد الحجة (رضوان الله عليه) في تتمة كلامه:
ذات يوم كنت جالساً مع شقيق زوجتي اية الله الشيخ مرتضى نجل مؤسس حوزه قم آية الله العظمى‌ الشيخ عبد الكريم الحائري فبحت له بالسر... ثم مرت الايام حتى حل موعد مجيء الرجل لكنه لم يأت ومر شهر ولم اره ونفذ جميع ما عندنا من مال وعادت الضائقة المالية تعصرنا... ثم تذكرت انه اعطاني عنوانه فقلت في نفسي: لماذا لا اذهب اليه واساله عن سر الانقطاع؟!
عندما دخلت على الرجل في محل عمله في سوق طهران كان عنده عدد من العالمين والمشترين فصبرت حتى انفضوا جميعاً... وعندها دنوت منه وسألته عن حاله وكنت اود ان يفاتحني هو بالموضوع لكنه لم يفعل وكأنه لا سابقه له معي، فاضطررت الى مفاتحته على خجل وسألته عن سر الانقطاع فأطرق برأسه الى الأرض ثم نظر الى باسف وقال كلمة لم يكلمني بغيرها، قال: ان الذي امرني ان اعطيك هو الذي امرني بالتوقف!
ويختم آية الله السيد محمد الحجة (رضوان الله عليه) نقل قصته بلهجة مفعمة بالالم قائلاً:
هنا عرفت كم قد خسرت من لطف مولاي الامام وكرمه عندما خالفت الشرط بأن لا ابوح لأحد بالسر حتى لو كان رجلاً مثل اية الله الشيخ مرتضى الحائري.
وكان الشيخ الحائري مستمعينا الاكارم من اتقياء العلماء المعروفين بالزهد والوثاقة والامانة وكان محل ثقة واحترام العلماء - ومنهم الامام الخميني رضوان الله عليه والى نهاية حياته الشريفة ، فكيف لو كان البوح بالسر لغيره؟!
على اي حال تشتمل هذه الحادثة على عدة عبر ودروس مهمة‌ نسأل الله تبارك وتعالى ان نعيها ونعمل وفقها لكي نخطى برضا مولانا وامام زماننا وفيه رضا الله عزوجل.
ختاماً نستودعكم الله اعزاءنا بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة