البث المباشر

الملا احمد النراقي

الأحد 17 فبراير 2019 - 10:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 351

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن رجالات الصادقين وعناوينهم واعيانهم المجاهد الشهير والعالم الكبير الملا احمد النراقي (قدس) وهو من فطاحل الطائفة وهو من مواليد مدينة ‌نراق في كاشان في ايران ولد عام 1186 هـ والده هو من الاعلام اللامعين في دهره وقد درس لفترة من الوقت عند والده وحصل على مبادئ العلوم ثم في عام 1205 سافر مع والده الى النجف الاشرف في العراق بأعتبار ان مدرسة ‌النجف الاشرف تنعم بروحانية خاصة ببركة تميزها او ببركة‌ تميزها عن ساير الحوزات حيث مثوى باب مدينة علم الرسول(ص) وما من شك ان روح الامام علي تمد الطلبة بالفيض والمعنوية والبركة وتعطيهم بأنواع الروحانيات وهذا ليس امراً غريباً فتلاميذ افلاطون يروى عن تلاميذه انه اذا اعياهم حل لمسألة علمية ينفزون الى قبره وتحل هذه المعضلة العلمية فهم يعتقدون ان روحه تمدهم بالعلم والمعرفة، من هنا اصبحت النجف الاشرف قلعة تنشر المعرفة في العالم الاسلامي اذن فالملا احمد النراقي بقي في النجف الاشرف فترة طويلة وفترة نافعة يعني حضر درس المرحوم الوحيد البهبهاني وبقية الاساتذة. في عام 1209 هـ توفي والده ولما توفي والده انتدبته حوزة كاشان لينوب عن والده في ادارتها ورغم انه لم يكن قد اكمل المراحل العالية الى التحصيل فعاد الى كاشان ورتب الامور الا انه بعد اربعة‌ سنوات عاد الى النجف الاشرف لمواصلة ‌تحصيلاته فكان ضمن تلاميذ السيد بحر العلوم كذلك المرحوم الشيخ جعفر صاحب كتاب كشف الغطاء وانصقل على ايدي اساتذة عظام هؤلاء وصار من عباقرة العلم والفضيلة ثم عاد الى نراق واصبح اكبر عالم في ايران يشار اليه بالبنان بحيث امر حاكم ايران آنذاك فتح علي شاه القاجاري ببناء ‌مدرسة علمية كبرى يتولى الاشراف عليها الملا احمد النراقي وعرفت بعدها بالمدرسة السلطانية اما دور هذا العالم الجليل في ميدان الجهاد والنضال فهو دور رائد وحيث ابتليت ايران آنذاك بصراع مرير ودامي مع الروس القياصرة واشتدت لظى الحرب بين ايران والغزاة الروس مما جعل السلطان القاجاري فتح علي شاه يستمد العون من علماء النجف الاشرف ومن علماء ايران وبالفعل تم اسعافه واسناده بفتاوى من النجف الاشرف ومن ايران بعد ان اوفد السلطان القاجاري مندوبين للنجف الاشرف احدى للسيد علي الطباطبائي والثاني للشيخ جعفر كاشف الغطاء كما ارسل رسولاً الى قم الى المرحوم الميرزا القمي وارسل رسولاً الى نراق الى المرحوم الملا احمد النراقي وطبعاً لم يدخر هؤلاء العلماء‌ اي جهد في دفع الناس بفتاواهم المنادي بأعلان الجهاد على الكفار الغزاة وفعلاً اثرت تأثيراً كبيراً وتم استنفار الناس وتضمنت بيانات المجتهدين اهمية الجهاد وخطر الكفار الروس الذين يعيثون في الارض فساداً يحرقون الحرث ويبيدون النسل ولولا سمح الله ترك الامر على عواهنه لما ابقوا للدين والاسلام اي معالم واحست روسيا بخطر هزيمتها وكان سفير روسيا آنذاك يحاول لقاء العلماء وبخصوص الملا احمد النراقي فرفض رفضاً قاطعاً مقابلته مما عزز قيمته عند الناس وثقتهم به المرحوم الملا احمد النراقي لم تنحصر معلوماته على الفقه والاصول فهو محلق في عالم الادب والفلسفة والرياضيات وغيرها من العلوم وترك آثاراً علمية كبيرة ورغم ان السلطان فتح علي شاه القاجاري كان يكن له كامل الاحترام ولا يحيد عن تنفيذ اوامره الا ان المرحوم النراقي احياناً كان يخاطبه بلهجة شديدة‌ في رسائله اما تلاميذه والمجال لا يتسع لذكرهم لكن قدم للامة الاسلامية خيرة من الفقهاء وعمدة من الاصوليين واعيان تلاميذه مثلاً ولده الميرزا حبيب الله النراقي وهو من الافذاذ ومن تلاميذه هو المرحوم المجدد الاصولي او المرحوم مجدد علم الاصول الشيخ مرتضى الانصاري صاحب المكاسب والرسائل وهو من العناصر الوقادة في بناء مدرسة النجف الاشرف، قلت ان لديه آثار فقهية واصولية كبيرة ومهمة ككتاب مناهج الاصول، معراج السعادة في الاخلاق، مستند الشيعة في الفقه، مفتاح الاحكام وغيرها كما ان له ديواناً شعرياً‌ من نظمه وله ايضاً كتابه الشهير عوائد الايام وفي هذا الكتاب طرح المرحوم الملا احمد النراقي نظريته الشهيرة وهي ولاية الفقيه وقد تبنى هذه الاطروحة الامام الخميني الراحل في اقامته الجمهورية الاسلامية في ايران توفي المرحوم الملا احمد النراقي في 23 ربيع الثاني عام 1245 هـ ونقل جثمانه من نراق الى النجف الاشرف ودفن بجوار مثوى امير المؤمنين(ع) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة