البث المباشر

حبيب بن مظاهر الاسدي (رض)

السبت 16 فبراير 2019 - 11:56 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 324

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن مشاهير الصادقين ومصاديقهم صاحب رسول الله وصاحب امير المؤمنين والحسن والحسين هو حبيب بن مظاهر الاسدي(رض)، له موقع خاص في صفوف الجهاد والشهداء ولذلك وحسب وصية الحسين(ع)افرد له الامام زين العابدين(ع)قبراً خاصاً واستثناه من بقيه الشهداء حيث له ضريح خاص وزيارة خاصة يزار بها، استشهد يوم الطف معه اخوه علي بن مظاهر الاسدي ويأتي الحديث عنه في حلقة خاصة.
لصحبة حبيب بن مظاهر مع النبي مسيرة طويلة واصلية ونطفتها كما يروى ان النبي(ص) مرّ يوماً من الايام على صبيان يلعبون ومن ضمنهم حبيب بن مظاهر فأخذه النبي وجعل يقبل ما بين عينيه ويلاطفه وحينما سأل النبي عن تفسير ذلك قال: رأيته يلعب مع ولدي الحسين ويرفع التراب من تحت قدميه ويمسح به وجهه فأحببته لحبه ولدي الحسين(ع)ولقد اخبرني حبيبي جبرئيل انه يكون من انصاره في كربلاء، هذا الحديث لرسول الله(ص) يجرنا الى جواب عبد الله بن عباس حينما سأل كيف فاتتك نصرة الحسين مع سوابقك الجهادية الصارخة مع النبي وامير المؤمنين فأجاب: ويحكم ان اصحاب الحسين لم ينقصوا واحداً ولم يزدادوا واحداً فقد ضرب بأسماءهم وهم في شهودهم، هذا السؤال سأل به محمد بن الحنية فقال: ان اصحاب الحسين مكتوبة اسماءهم في السماء، اذن اذا لاحظنا هذه نعرف اشارة النبي(ص) في حبيب وهو في طفولته ينمو عن صورة مسبقة حملها عنه رسول الله(ص) وبعدها صار لصيقاً بالامام امير المؤمنين(ع)وتلقى الكثير من العلوم الغريبة وكذلك الاخبار ببعض المغيبات منها ماذكرت السير ان حبيب بن مظاهر كان ماراً بالكوفة فأستقبله ميثم التماّر فقال حبيب: لكأني اعرف رجلاً يبيع التمر في سوق الطعام يدعى للبراءة من اهل بيت رسول الله ثم يصلب ويقتل في محبتهم وهنا يبادله ميثم - وهو ايضاً من تلاميذ امير المؤمنين- يقول: وكأني اعرف رجلاً له ضفيرتان يخرج الى نصرة ابن بنت بنيه ويقتل بين يديه ويحتز رأسه ويجال به في البلدان ويعلق بلبان الفرس فتضربه بركبتيها ثم افترقا، هكذا الواحد ينبأ الاخر ما يجري عليه.
بعد استشهاد امير المؤمنين عاش حبيب محنة الامام الحسن وكان في طليعة مناصريه، في قضية كربلاء لعب دوراً كبيراً في الكوفة اذ كان احد الخطباء الذين رحبوا بمقدم مسلم بن عقيل ومما جعله هدفاً خطيراً للكيان الاموي.
تقول المقاتل ان حبيب بن مظاهر شاهد حالة النفير العام في الكوفة والاستعدادات تجري للتوجة الى كربلاء لحرب الحسين(ع)وهنا يمر مسلم بن عوسجة رحمه الله وكان كئيباً فيسأله حبيب وما الخبر؟ ارى الناس تجمع الخيل والرجال وسوق السلاح يعمل ليل نهار؟ 
فقال مسلم بن عوسجة والالم يصارعه: يا حبيب انهم صمموا على قتال الحسين(ع)، وكان بيد حبيب خضاب اشتراه ليخضب به لحيته فرماه من يده وهو يقول مشيراً الى نحره ولحيته: والله لا تخضب هذه الى من هذه وبعد ذلك نزل الحسين(ع)ارض كربلاء وهنا يرسل الحسين رسالة مهمة ومختصرة الى حبيب بن مظاهر وقد وصلته الرسالة في مناخ حزين ومؤلم، تقول الرواية ان الذي حمل اليه الرسالة من الحسين هو سليمان بن صرد الخزاعي وقد وصلت الرسالة ظهراً وحبيب يتغدى مع زوجته والملفت في الامر انه شاهد زوجته على غير عادتها وكانت حزينة ولما سألها اجابتها انها رأت في منامها كأنها بين يدي الزهراء(ع)وهناك جمع من النساء وكأن الزهراء بيدها ورقة تكتب فيها فسألتها عن الورقة فقيل لي ان الزهراء تلتمس انصاراً ينصرون ولدها فدنوت منها وسلمت عليها فسألتني ما اسمك قلت لها اني فلانة زوجة حبيب بن مظاهر فقالت ابلغيه عني السلام وقولي له ان شيبتك ستخضب بدمك في نصرة ولدي الحسين، هذا المنام نقلته لزوجها وهنا يهتز حبيب حينما يضغي الى رؤيا زوجته وفي ذلك الخضم تطرق الباب وتلقى خلفها رسالة من الحسين(ع)لان الوضع كان مراقب وحذر جداً ففتح الرسالة حبيب واذا بها هكذا: من الحسين بن فاطمة الى اخيه النجيب حبيب بن مظاهر - الحسين(ع)يكتب من الحسين بن علي ولكن من الحسين بن فاطمة لعله اشار الى تلك الرؤيا او الارتباط - اما بعد يا حبيب فقد نزلنا ارض كربلاء وبانت من اهل الكوفة الخيانة كما خانوا يأبى سابقاً وبأخي لاحقاً فأذا وصلك كتابي هذا فبادر الى نصرتنا لتحظى بالسعادة الابدية والسلام، وما ان قرأ الرسالة حبيب الاّ ووضعها على عينيه وهو يقول: سمعاً وطاعة لك يا ابا عبد الله وشدّ الرحال وجاء الى كربلاء ووصل الى كربلاء في اليوم الثامن من المحرم واذا به يتجه رأساً بعد السلام على الحسين الى خيمة الحوراء زينب ويسلم بصوت عال: السلام عليكم يا اهل بيت النبوة وموضع الرسالة، فصاحت الحوراء زينب من المسلّم، قال: سيدني انا خادمكم حبيب بن مظاهر فرحبت به وذكرته بأنها سمعت من ابيها اخباراً عنه وكان حبيب بن مظاهر يصغي ويبكي، اما في اليوم العاشر كانت لحبيب حملات مؤثرة واهازيج حماسية فقد كان يقاتل مردداً:

انا حبيب بن مظاهر

فارس هيجاء وحرب تسعر

وانتم عند الوفاء الا غدر

ونحو اوفى منكم واعذر

على كبر سنه قاتل قتال الابطال وبعد قتال ضار وهزائم الحقها بصفوف بني امية سقط حبيب الى الارض صريعاً ويهتز الحسين الماً وحزناً فيأتيه ويقف عند رأسه وهو يخاطبه قائلاً: "رحمك الله يا حبيب لقد كنت قارئاً للقران بصيراً به" ثم يقبله الحسين(ع)ويدعو له بالمزيد من الرحمة والرضوان هنيئاً له على تلك العاقبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة