البث المباشر

الشهيد وهب ابن حباب الكلبي

الخميس 14 فبراير 2019 - 21:28 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 321

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وممن يفخر بهم ملف الصادقين هو الشاب الذكي الشهيد وهب ابن حباب الكلبي(ع)، من هو هذا الشاب وما هي اصوله؟
هو من نصارى الكوفة في منطقة القادسية من ضواحي الكوفة وهو من شهداء كربلاء ومن الشخصيات التي يحتذى بها، كان لقاءه بالحسين(ع) صدفة لا غير ولكن رب صدفة خير من الف ميعاد، في الطريق صوب الكوفة تصادف ركب الحسين ونزوله في منطقة كان هذا الشاب مع امه في خيمتهم وكان الحسين(ع) بين الخيام في تلك المنطقة ذلك المنزل يبحث عن ماء وبالصدفة وقف الحسين على هذه الخيمة ولم يكن هذا الشاب موجوداً الاّ ان الحسين(ع) شاهد امرأة وسألها هل لديكم ماء؟ - وطلب الماء عزة عند العرب بعكس الطعام الذي فيه ذل - فأجابت المرأة بأن ماءنا نفذ وذهب ولدي ليأتي بالماء فأنتظر يا اخ العرب هنيئة حتى ياتي بالماء - وهي طبعاً لم تعرف هذا الذي يقف عندها - فقال لها الحسين: ومن ولدك؟ 
قالت: ولدي اسمه وهب. 
فقال لها الحسين: امت الله اني ذاهب فأذا رجع ولدك ابلغيه سلامي وقولي له ان الحسين يسلم عليك وان الذي امرك المسيح بأتباعه هو انا وذهب الحسين فعاد ولدها بعد قليل فأبلغته امه الرسالة فتعجب ثم قال: يا اماه لقد رأيت البارحة كأني بين يدي المسيح وهو يأمرني بأتباع الحسين هذا، بدأ هذا الشاب يقترب من الحسين فتعرف على الحسين وانشدّ اليه لجماله وكماله ونطقه ثم اترعت نفسه بمحبة الحسين واذا يخاطب الحسين ويقول: يا ابا عبد الله اتقبل اسلامي؟ رحبّ به الحسين واسلم فعلاً وصار هذا الشاب با يبتعد عن الحسين لحظة واحدة - هنيئاً له ومبروك - وهذا الذي اذكره حدث قبل مصرعه بواحد وعشرين يوماً بمعني ان هذا الشاب عمره في الاسلام واحد وعشرين يوماً والبقية عمره بالنصرانية لكن يذكره التاريخ ويذكره الخطباء ويكللون اسمه بالسلام والثناء.
في التاسع عشر من شهر ذي الحجة عام 60 اسلم وفي محرم 61ﻫ استشهد.
كان حديث عهد بالزواج وهذا منارة خاصة للشباب ان يأتموا به، وفي هذه السفرة يلتقي الحسين والسفر فيه ثراء كامل، كم وكم غيّر السفر وبدّل، ينسب عن امير المؤمنين:

تغرب عن الا وطان في طلب العلا

وسافر ففي الاسفار خمس فوائد

السفر فيه فوائد، لما نغربل التاريخ نرى كم غيّر السفر وبدّل من جبان صار عبر السفر شجاعاً وكم من بخيل صيره السفر كريماً وكم من جاهل غيّره السفر ليصبح عالماً، لذلك نرى ما ورد عن السفر والصاحب في السفر، امير المؤمنين(ع) يقول لولده الحسن: يا بني سل عن الرفيق قبل الطريق وسل عن الراحلة قبل السفر، اناس كثيرون استبصروا واسلموا بطريقة السفر، رجل يرافق في قسم من السفر امير المؤمنين(ع) وهو لا يعرفه لكنه بعد مقطع افترق في الطريق، الامام امير المؤمنين سايره فتعجب الرجل وسأل الامام وهو لا يعرفه الم يكن طريقك من هناك؟ 
فقال له الامام امير المؤمنين: بلى! ولكن اوبيني ابن عمي رسول الله ان اساير رفيق السفر، فالرجل انتبه وقال: من انت ومن ابن عمك؟ 
قال: انا علي بن ابي طالب وابن عمي رسول الله، واذا هذا الرجل ينسجم متفاعلاً بخلق امير المؤمنين وبالتالي يقيم الشهادتين ويسلم من خلال خلق ال الرسول وكان هذا نتيجة من نتائج السفر.
وهب بن حباب الكلبي ادخله السفر في مظلة الحسين، واخذ لا يبتعد عن الحسن وتفهم محنته وآخر المطاف قال للحسين: يا ابا عبد الله اني غير مفارق لك، نزل الحسين كربلاء نزل معه، ضرب قيمته عند مخيم الحسين ومعه امه وزوجته وهي عروس، ولما نشبت الحرب حمل السيف - المفارقة الملفتة ارجو الانتباه لها - امه كانت تشجعه على نصرة الحسين وزوجته تخالف ذلك بشدة واخيراً مضى يقاتل لكنه عاد بعد لحظات وهو مجرح وهو يخاطب امه ارضيتي عني؟
قالت: لا حتى اراك وقد اصابك ما اصاب اصحاب الحسين! فعاد ثانية وسط الحرب يقاتل وكان ينادي:

ان تنكروني فأنا ابن الكلبي

سوف تروني وترون ضربي

دون حسين خير من في الصحب

فقتل على صغر سنه تسعة عشر رجلاً ليسقط على الارض وكانت زوجته ايضاً تشجعه، فناداها ما الذي حدث؟ قالت له ان واعية الحسين كسرت قلبي، سمعته ينادي: هل من ناصر ينصرني؟ وبعد ما سقط ركضت امه وبيدها عمد وهي تريد الدفاع عن الحسين فأعادها الحسين الى الخيمة وهو يقول: كتب القتل والقتال علينا وعلى الصافنات جرّ الذيول، ابت قائلة: يا بن رسول الله لابد ان اقاتل حتى اقتل فأني لا اصبر على السبي من بعدكم. 
فقال لها الحسين: اما ترضين ان يكون حالك كحال اختي زينب؟ 
قالت: افهل تسبى؟ 
قال: بلى انها تسبى من بلد الى بلد فصبرت واحتسبت وبقيت مع ركب السبايا حتى دخلوا الكوفة فخلّصها رجال قبيلتها.
ان موقف هذا الشاب الفطن - وهب- وغيره من انصار الحسين قد دللوا بتضحياتهم على عظمة الهدف وهو نصرة الاسلام ورفع راية اهل البيت وهي راية العدل والحق والتوحيد، زاد الله من علو درجاته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة