البث المباشر

السيد محمد صدر الدين الإصفهاني العاملي

الخميس 14 فبراير 2019 - 21:20 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 314

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين ومن مصاديق الصادقين العالم المقدس والسيد الجليل السيد محمد صدر الدين الاصفهاني العاملي.
هذا العالم الجليل ولد في جبل عامل في لبنان ووالده السيد صالح وهو سبط الشيخ الحر العاملي لان والد السيد صالح وهو العالم الكبير السيد محمد كان تلميذاً للشهيد الثاني واخيراً تزوج ابنته ورزق منها ولداً وهو السيد صالح العاملي والد السيد محمد صدر الدين، السيد صالح كان مرجع الامامية في بلاد الشام لكن هجر جبل عامل بسبب البطش والقمع الذي كان يمارسه الحاكم الناصبي هناك الحاكم الجزار الذي قتل الكثير من علماء الامامية، كان حاكماً فاسداً سفاحاً، فأنتقل السيد صالح العاملي الى مدينة النجف الاشرف وبقي في النجف الاشرف وتوفى هناك عام 1217 ﻫ.
لما هاجر من جبل عامل الى النجف كان يصحبه ولده الذي اتحدث عنه الآن وهو السيد محمد صدر الدين وكان له من العمر سنوات، فتتلمذ على يد الاستاذ الاكبر البهبهاني رحمه الله وكذلك السيد الطباطبائي والسيد بحر العلوم وذكرت المصادر ان السيد بحر العلوم كان عاكفاً على تنظيم ارجوزته في الفقة وكان السيد بحرر العلوم يعرض شعره على السيد محمد صدر الدين العاملي وهذا يدل على مدى ذوقه في الادب.
في العام 1210 ﻫ اجازه المرحوم صاحب الرياض بأجازة الاجتهاد وبعدها صاهر السيد محمد صدر الدين العاملي العالم الكبير الشيخ جعفر كاشف الغطاء صاحب كتاب كشف الغطاء ورزق منها ولداً عرف بأغا مجتهد وكان فريد عصره في علمه وتقواه، ولقد ترك السيد محمد صدر الدين النجف الاشرف متوجهاً الى ايران ومنشأ الاصفهاني من هنا، كيف يسمى بالاصفهاني؟ سافر من النجف متوجهاً الى ايران لزيارة الامام الرضا(ع) ورجع عن طريق يزد الى اصفهان وهناك الحّ عليه طلاب الحوزة بالاقامة عنده ليستفيدوا من علمه، فأشتغل هناك بالتدريس والقضاء وشؤون المرجعية وكان من تلاميذه شيخ الطائفة العلامة الانصاري والسيد صاحب الروضات غيرهم.
انتقل هنا الى بعض حالات هذا العالم الكبير، كان كثير التعبد والبكاء والمناجات، قالوا عنه انه ذات ليلة في شهر رمضان المبارك زار جده اميرالمؤمنين وجلس بعد الزيارة خلف الرأس المقدس وبدأ بقراءة دعاء ابي حمزة الثمالي المروي عن الامام زين العابدين فلما بدأ الجملة الاولى من الدعاء وهي الهي لا تؤدبني بعقوبتك، اخذته العبرة فأخ يرددها ويجهش بالبكاء حتى اغمي عليه من شدة البكاء فحملوه الى الايوان وهو في حالة اغماء، هذه حالة من حالاته اما ارتباطه بال بيت الرسالة فقد كان شديد العقلة بمجالس الامام الحسين(ع) وهو مع كثرة انشغالاته وادارة اموره كان لا يغيب عن الحضور في مجالس ابي عبد الله الحسين وحكي ان احد ابناء الموجهين في البلد دخل بصورة غير مناسبة للمجلس في هيئتة ولباسه ولم يكن يجرأ احد على توبيخه فثار السيد محمد صدر الدين العاملي بوجهه وهو ينادي من هذا الذي يحضر المجلس بهذه الصورة اني والله اخاف ان يخسر السقف علينا وخرج من المجلس وصار ذلك سبباً ان يتأدب الجميع في مراعاة حرمة مجالس الحسين(ع) خصوصاً في تلك البرهة اصبح حضور العلماء الكبار مشهوداً في مجالس الحسين بل ذهب العديد منهم الى اقامة المجالس على الحسين في بيوتهم وادركت ذلك بنفسي في النجف الاشرف وفي كربلاء تقام المجالس في عشرات محرم وصفر في بيوت المراجع وكنت اقرأ فيها سنوات ففي بيت ال بحر العلوم يقام مجلس مهيب في العشرة الاولى من المحرم وفي بيت المرجع الكبير باقر القاموسي رحمه الله يقام مجلس عظيم، وفي المدارس تقام المجالس وكما هو الحال ايام وفاة الصديقة الزهراء كان يطلق على تلك الايام بالعاشور الصغير وتقام فيه المجالس وكنت احضر واقرأ فيها، اذكر منها مجلس في بيت الرحوم النائيني رحمه الله ومجلس في بيت المرحوم السيد كاظم اليزدي يقيمه ولده السيد اسد اليزدي ومجلس في بيت السيد جمال الهاشمي يقيمه اولاده ومجلس في بيت العالم الجليل السيد نصرالله المستبط ومجلس في بيت المرحوم العالم الكبير السيد عبد الله الشيرازي وكانت هذه المجالس تبدأ من اذان الفجر صباحاً وتنتهي في الحادية عشر ليلاً موزعة في الصباح والعصر والليل، اعود ثانية فأن من مؤسسي هذه السنة المباركة هو السيد محمد صدر الدين العاملي طيب الله ثراه.
كان هذا العالم المقدس كثير العيال ويعيش ظروفاً مالية صعبة ويأبى التصرف باموال الامام(ع) فكان يكابد حياته ومعاشه بقناعه، ذكروا عنه انه اصيب بمرض عضال في اواخر عمره في اصفهان فرأى ذات ليلة في منامه كأنه بين يدي الامام اميرالمؤمنين(ع) وكأن الامام يقول له يا فلان انت ضيفي في النجف فلما اسنيقظ صباحاً قرر الرحيل الى النجف الاشرف ورغم ضعف حاله ومرضه وصعوبة السفر حمل عياله وسافر متوجهاً الى النجف الاشرف وبعد فترة قصيرة دعته الماء فلبى نداءها وتوفي السيد محمد صدر الدين العاملي الاصفهاني عام 1264 ﻫ ودفن في الايوان الذهبي في حرم اميرالمؤمنين تحت المأذنة التي يعلن منها الاذان ويجدر ذكره ان هذه المقبرة دفن عدد كبير فيها من اعاظم الامامية وعلماءها مثل المرحوم الشيخ محمد حسين الاصفهاني الكمباني اعلا الله مقامه والحاج السيد اسد الله الضرب الطهراني والشهيد السعيد السيد مصطفى الخميني نجل الامام الخميني الراحل وفي هذه المقبرة مدفن الميرزا مسيح الطهراني والملا فتحعلي السلطان آبادي وغيرهم من العلماء.
نسأل الله ان يتغمده ويتغمد الجميع ممن ذكرتهم بواسع رحمته ويرحمنا يوم نلاقاهم ونلحق بهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة