الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الشهداء الابرار والصادقين بموالاتهم لآل رسول الله(ص) هو المرحوم الشهيد الشيخ ابو الفضل ابن الشيخ خضر الهندي احد الشهداء في طريق خدمة اهل البيت وهو من مشاهير علماء القارة الهندية ولم اعثر في كتب التراجم علي اصوله ومن اي بلد بداية هذا العالم الجليل وانما لقب بالهندي كونه قطن الهند واستشهد فيها ولا اعتقد انه ذو اصول هندية لان اسم خضر لا يتعاطى مع اهل الهند والقارة الهندية آنذاك كانت تشمل كل مناطق الهند وباكستان وبنكلادش التي يطلق عليها بهذا الاسم اليوم كانت قارة واحدة وكانت تختزن الكثير من المكتبات الضخمة ومن المصادر وخصوصاً المخطوطات والى يومنا هذا هناك كثير من الكنوز التراثية موجودة في بعض زوايا بلاد الهند، مجموعة كبيرة من علمائنا الاعلام قطنوا هناك ولعبوا ادواراً جهادية ومن جملة هؤلاء شهيد الاسلام الشيخ ابو الفضل الهندي اعلى الله مقامه والشيخ ابو الفضل هو من مواليد عام 957 هـ قبل ما يقارب اربعمئة عام وممن نشأ نشأة راقية وحوى علوماً جمة على غضاضة من شبيبته واخذ العلم من ابيه الشيخ خضر والذي هو ايضاً من كبار علماء الهند نال من العلم مقاماً شامخاً وتسنم ذروة منيعة وصار له جاه كبير وشهرة واسعة بحيث صار يشار اليه بالبنان، يعني صار هو الاشهر والاعلم والمرجع الاعلى، وعرف الشيخ ابو الفضل الهندي بأنه ممن سعى الى وحدة الكلمة ونشر التآخي بين المسلمين ورغم ما ذكره عنه اصحاب المعاجم اكدوا على شدة ولاءه وتشيعه وانقطاعه الى اهل البيت واهل الرسالة والوحي لذلك كان ينافره المتعصبون واهل الضلال والمتاجرة بفرقة المسلمين الذين يتاجرون بالطائفية وفرقة المسلمين لما يصطدمون بعالم يسعى الى بث روح الوحدة وزرع التآخي بين المسلمين هذا يفسد عليهم مصالحهم الشخصية لذلك وقف المتعصبون والمتاجرون بتمزيق المسلمين وقفوا منه موقف سلبي للغاية وبعد ان حاز الشيخ ابو الفضل مقام المرجعية الشامخ اصبح له موقعاً واحتراماً خاصاً لدى ملوك الهند آنذاك وبالذات السلطان اكبر شاه المعاصر له وتمكن الشيخ ابو الفضل رحمه الله من نشر النصائح، مقاومة الفساد، مقاومة التهتك وصار كلامه مؤثر وكتبت عنه مجلة الحقائق الهندية الصادرة عام 1353 وكانت تكتب بالفارسية كما ذكر ذلك المرحوم الاميني في كتابه شهداء الفضيلة انه اصبح الوزير الاعظم وطبعاً الكلام لمجلة الحقائق، اصبح الوزير الاعظم يعني عملياً كلامه مطاع ونافذ فصار يأمر وينهى ويصغى الى اوامره واصبح من خلال موقعه يجسد الوزير الاعظم في عهد السلطان اكبر شاه حتى احيى بغزارة علمه آلافاً من الهنود وهداهم الى الصراط المستقيم فتشيعوا على طريق مودة اهل البيت، النبي(ص) يقول لامير المؤمنين(ع) يا علي لان يهدي الله بك رجلاً خير مما طلعت عليه الشمس والقمر كيف اذا انسان يهدي آلاف، يهدي امم، الملاحظ ان السلطان اكبر شاه، تقول المصادر كان قد خصص ليالي الجمعة للبحث العلمي، ديوانه كان ليلة الجمعة خاص لا يلجه الا المتخصصون في هذا الشأن، العلماء الكتاب اصحاب القلم الباحثون المفكرون فكان ديوانه يغص بفطاحل العلماء من مختلف التوجهات وحتى زعماء الاديان الاخرى، لا يقتصر الاجتماع على علماء المسلمين فقط فكان الشيخ ابو الفضل الهندي رحمه الله وشقيقه الشيخ فيض يأخذان المجلس عرضاً وطولاً لتسلطهما على المناظرة وكان الشيخ ابو الفضل يراعي الاذواق المختلفة ولا يتطرف في مناظراته حتى شك البعض جهلاً او غفلة انه ليس بأمامي، وتطور الامر حتى ان بعض خصومه وحساده ومنهم سليم بن محمد اكبر شاه، هذا دخل يوماً من الايام الى مكتبة الشيخ ابي الفضل الهندي فلاحظ اربعين عالماً يكتبون والشيخ يملي عليهم دروسه في تفسير القرآن الكريم لما اصغى الى التفسير الذي كان يتحدث به الشيخ ابو الفضل اخذه الغضب لانه شم رائحة الفكر الصحيح للاسلام وهو فكر اهل البيت على حديث الشيخ ابو الفضل وهذا لم يكن على طريق اهل البيت - سليم بن محمد- فجاء بالشرطة وجمعوا الاوراق والكتب وذهبوا بها الى السلطان اكبر شاه لكن الشيخ ابو الفضل نجا من هذه المكيدة بلطف الله ومنّه واستمر في طريقه لنشر الثقافة، الشيخ ابو الفضل الهندي له باع في التفسير وله مؤلف خاص في تفسير آية الكرسي بأسمه ويذكر الشيخ الاميني رضوان الله عليه في كتابه شهداء الفضيلة صفحة 203 ان هذا الكتاب موجود في خزائن المكتبة الرضوية في مشهد المقدسة وفي الكتاب ذكر المؤلف الكثير من عادات الهنود وقضايا غريبة عنهم، هذا وبعد ان بلغ الشيخ ابو الفضل هذه الدرجات التي اشرت اليها وكان يعمل بشتى الوسائل والطرق الى تكريس ثقافة اهل البيت دفع بذلك بخصومه ان طفح بهم الكيد ونفذ صبرهم فكانوا يكيدون به كل الكيد ويوشون به الى رجال السلطان حتى قتله بتهمة ترويج التشيع، من الذي قتله؟ مختار المحلة الراجانر سكينة وطبعاً بأمر من الوالي عامل السلطان وهو برنص جهانكير واستشهد رحمه الله في ربيع الاول عام 1011هـ وقطعوا رأسه ومثلوا بجثته وبالتالي لما علم السلطان اكبر شاه بذلك وكيف علم؟ لان هذا الراجانرسكينة اخذ رأسه الى الوالي برنص الذي وجه به الى السلطان لكن السلطان تأثر لمقتله وانتقم من القتلة وبالتالي لم يذكر التاريخ مكان دفنه لكن ظاهراً انه دفن هناك في الهند ويجدر ذكره ان للشيخ ابو الفضل الهندي اخوة ايضاً يعرفون بنفس الصفات فضلاً وادباً وعلماً وهم الشيخ فيضي من مبرزي علماء الهند ومن الشعراء وكذلك اخوه ابو المكارم، ابو البركات، ابو الخير، ابو تراب، ابو حامد، ابو راشد وكل هؤلاء من ذوي الفضل ومن ذوي القلم وساهموا مساهمة فعالة في نشر تراث اهل البيت في تلك المناطق لتعزيز فكر التشيع وتعزيز مبادئ اهل البيت(ع) نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتغمد هذا الشهيد بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******