البث المباشر

إهتمام الرسول(ص) بفاطمة الزهراء(س)

الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 10:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 51

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين الهداة المهديين الصالحين الصادقين.
في الحديث والخبر عن ابي جعفر الباقر(ع) عن جابر بن عبد الله الانصاري، وقد لقي الامام الباقر وقد بلغه سلام رسول الله عن جابر بن محمد بن عبد الله الانصاري قال: خرج رسول الله(ص) يريد فاطمة اي يبغي ان يذهب الى بيت فاطمة ويزورها وانا معه. جابر يقول: انا كنت مع رسول الله فلما انتهينا الى باب بيت فاطمة، وضع النبي يده عليه فدفعه ثم قال: اللام عليكم فقالت فاطمة(ع): عليك السلام يا رسول الله فقال النبي: أأدخل؟ قالت ادخل يا رسول الله فقال النبي: انا ومن معي؟ فقالت فاطمة(ع): يا رسول الله ليس عليّ قناع! فقال: يا فاطمة خذي فضل ملحفتك فقنعي رأسك، فتقول الزهراء: فعلت ذلك اي سترت رأسي بفضل ملحفتي، ثم قال: السلام عليكم فقالت فاطمة(ع): وعليك السلام يا رسول الله قال: أأدخل؟ قالت: نعم ادخل يا رسول الله قال: انا ومن معي؟ وكان معه جابر بن عبد الله الانصاري راوي هذا الحديث فقالت فاطمة انت ومن معك. قال جابر راوي هذا الحديث: فدخل رسول الله(ص) و انا، واذا وجه فاطمة اصفر كأنه بطن جرادة من الجوع، فقال رسول الله(ص): مالي ارى وجهك اصفر قالت: يا رسول الله الجوع، هنا دعا رسول الله لها فقال: "اللهم مشبع الجوعة ورافع الضيعة اشبع فاطمة بنت محمد". فقال: والله رؤي الى الدم ينحدر من قصاصها اي من قصاص شعرها فوق الجبين حتى عاد وجهها احمر فما جاعت بعد ذلك اليوم. 
ان هذه القصة التاريخية العظيمة وهذه الرواية الرائعة تحمل لنا دروساً وعظات وعبر ايها الاخوة المستمعون والاخوات الكريمات. 
اولاً: اهتمام الرسول بفاطمة فالرسول(ص) مع كثرة مسؤلاته ومشاغله يقصد زيارة فاطمة يذهب الى بيتها لتفقد احوالها، طبعاً الروايات التاريخية تتحدث عن تكرار هذه الزيارات لفاطمة من قبل رسول الله بل وتتحدث عن ان اسم فاطمة طالما كان يتردد على شفتي خاتم الانبياء لشدة حبه لها واهتمامه بها، وهذه القصة احدى تلك القصص الكثيرات والروايات العديدة في هذا المجال. 
ثانياً: هذه القصة تدلنا على سنة التسليم اي قول السلام عليكم لمن تلقاه او لمن تدخل عليه وهو في بيت وقد كان رسول الله(ص)ملتزماً بهذه السنة العظيمة وهناك قصص عديدة في كتب الفريقين تدل على ان رسول الله كان غالباً هو البادي بالسلام ومهتماً بهذه السنة الالهية الكريمة، نعم السلام للجميع وعلى الجميع لان الله هو السلام ولان الدين الاسلامي دين اسلام دين الامن. 
واما الدرس الثالث المستفاد من هذه القصة هو الاذن للدخول في بيت وان كان ذلك البيت بيت قريب للانسان وان كان بيت ابنته وطبعاً هذا مضافاً الى كونه ادباً من الاداب الالهية والاسلامية فان هناك حكمة في هذه المسألة ايضاً عندما يستأذن الانسان على شخص حينما يريد ان يدخل في بيته ينطوي على حكمة الاستئذان انه قد يكون الرجل او المرأة خصوصاً على وضع وعلى حال غير محمود فلا ينبغي علي الانسان الذي يريد ان يدخل بيتاً ان يقتحم ذلك البيت من غير استئدان فربما يكون اهل البيت او الرجل او المرأة التي في ذلك البيت على حال غير محمودة غير مستحسن ان يراها الآخرون ولهذا جعل الاستئذان من الاداب المهمة حتى في القرآن الكريم ايضاً اشير الى ذلك، لهذا نجد النبي يستأذن فاطمة ويقول: أأدخل؟ مع ان رسول الله لا يحتاج الى الاذن وله الولاية على الجميع يستطيع ان يدخل ويتصرف لكن هذا ادب عظيم النبي يعلمه لنا جميعاً. ثم استئذان لمن مع الانسان قد يأذن الشخص الذي في البيت للمستأذن اذا كان قريباً له اذا كان من اصدقائه ولكن لا يحب للغير ان يدخل معه ولهذا من اداب الاستئذان ان الانسان اذا كان معه شخص آخر ورفيق آخر ان يستأذن لذلك الشخص بصورة مستقلة ايضاً، ولهذا النبي يستأذن لنفسه مرة ويستأذن لمن كان معه وهو جابر بن عبد الله بصورة مستقلة ومرة اخرى بالاضافة الى ان جابر كان اجنبياً عن فاطمة فلا يمكن الاجنبي يدخل على المرأة الاجنبية من دون علمها ومن دون ان تكون على حال مناسب ووضع مناسب لان الحرمة بين الاجنبي والاجنبية امر ثابت في الشريعة الاسلامية فلا يجوز ان ينظر الاجنبي الى شعر المرأة الاجنبية ولا الى بدنها ومفاتنها وما شاكل ذلك وهذا يدل على الحجاب والحجاب مسألة الهية واسلامية مضافاً الى الآيات القرآنية الاخرى بالاضافة الى ان هذه القصة تدل على نقطة اخرى وهي ان الزهراء نفسها مهتمة بمسألة الحجاب اذ قالت: يا رسول الله ليس علي قناع فاذن الحجاب امر مهم يجب ان تعتني به المرأة المسلمة والرجل المسلم لانه في عدم الحجاب مفاسد كثيرة وبتعات عديدة تؤدي الى دمار العائلة والى تفتت العائلة والى الخيانات والى الفسق والفجور وما يعاني الغرب منه الآن في حياته الاجتماعية وفي حياته العائلية، ثم الامر الآخر احترام رسول الله(ص) لفاطمة حيث يخاطبها بقوله: السلام عليكم مع انه القصة لا تدل على ان في البيت كان احد آخر غير فاطمة ولو كان هناك في البيت احد غير فاطمة لجاءت الاشارة الى ذلك ولحدث شئ بين ذلك الشخص ورسول الله، كما لو كان الحسن في البيت او الحسين ونحن نعلم ان النبي كلما رأى الحسن والحسين احتضنهما وقبلهما ولكن في القصة لا يوجد هذا الشئ ابداً انما كانت فاطمة وحدها كما يبدو من الرواية، فلهذا فان رسول الله نجده لا يتحدث عن شخص آخر حينما يدعو لفاطمة ويقول: اشبع فاطمة ولا يقول اشبع الحسن والحسين يبدو ان لا يكون احد غيرها في البيت ومع ذلك فان رسول الله حينما يسلم عليها يسلم بصيغة الجمع ولكن نرى ان فاطمة ترد على رسول الله بصيغة المفرد وتقول وعليك السلام يا رسول الله صحيح انها تخاطبه بصيغة المفرد لكن تأتي بكلمة ثانية بعد السلام تدل على نطرتها الى مقام رسول الله، لا تقول وعليك السلام يا ابتاه وان كان رسول الله اوصاها مرة بان لا تناديه الا بهذه اللفظة فانها اطيب لقلبه لكنها احتراماً وتأدباً لخاتم النبيين واحتراماً لمقام الرسالة تقول وعليك السلام يا رسول الله لان للرسالة مقام عظيم يغني عن كل مقام آخر وعن كل تكريم آخر. هذه هي قصة رائعة ودروس عظيمة. 
ومن الدروس الاخرى هو كرامة رسول الله وكرامة فاطمة حيث استجاب الله لرسول الله حيث اشبع فاطمه ولم تعد تجوع ابداً ولم تشعر بالجوع فما جاعت بعد ذلك اليوم. فالسلام عليكم يا اهل البيت جعلنا الله معكم ايها الصادقون.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة