ووجهت التلسكوبات العالمية أنظارها نحو صخرة الفضاء "ديمورفوس" في وقت سابق من هذا الأسبوع، خلال إجراء اختبار تاريخي لقدرة الأرض على الدفاع عن نفسها ضد كويكب محتمل يهدد الحياة في المستقبل.
وابتهج علماء الفلك عندما اصطدم اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج (DART)، التابع لوكالة ناسا، بنجاح بهدفه على بعد 11 مليون كيلومتر (6.8 مليون ميل) من الأرض ليلة الاثنين.
وأظهرت الصور التي التقطتها التلسكوبات الأرضية سحابة ضخمة من الغبار تتوسع خارج "ديمورفوس"، وشقيقه الأكبر "ديديموس"، الذي يدور حوله، بعد اصطدام المركبة الفضائية.
وقال آلان فيتزسيمونز، عالم الفلك في جامعة كوينز بلفاست، المشارك في عمليات المراقبة في مشروع أطلس، لوكالة "فرانس برس" إن جيمس ويب وهابل يمكن أن يقدما رؤية "على بعد كيلومترات قليلة من الكويكبات، ويمكنك أن ترى بوضوح كيف تتطاير المادة من هذا التأثير المتفجر بواسطة DART. إنه أمر مذهل حقا".
وتظهر الصورة التي التقطتها كاميرا جيمس ويب القريبة من الأشعة تحت الحمراء (NIRCam) بعد أربع ساعات من الاصطدام "أعمدة من المواد تظهر على شكل خصلات تتدفق بعيدا عن مركز حدوث الاصطدام"، وفقا لبيان مشترك صادر عن وكالة الفضاء الأوروبية.
وتُظهر صور هابل بعد 22 دقيقة وخمس ساعات وثماني ساعات من الاصطدام انتشار رذاذ المادة حيث اصطدمت DART.
وصرح إيان كارنيلي من وكالة الفضاء الأوروبية إن صور جيمس ويب وهابل "المثيرة للإعجاب حقا" كانت متشابهة بشكل ملحوظ مع تلك التي التقطها القمر الصناعي LICIACube، والذي كان على بعد 50 كيلومترا فقط من الكويكب بعد انفصاله عن المركبة الفضائية DART قبل بضعة أسابيع. .
وقال كارنيلي، مدير مهمة "هيرا"، التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي تنوي فحص الضرر في غضون أربع سنوات، إن الصور التقطت تأثيرا يبدو "أكبر بكثير مما توقعنا".
وأضاف كارنيلي في حديثه لوكالة فرانس برس "كنت قلقا حقا من عدم بقاء شيء من ديمورفوس" في البداية.
وكانت مهمة "هيرا"، المقرر إطلاقها في أكتوبر 2024 والوصول إلى الكويكب في عام 2026، تتوقع مسح حفرة قطرها نحو 10 أمتار (33 قدما). إلا أنه بحسب كارنيلي، يبدو الآن أن الحفرة الصدمية ستكون أكبر بكثير.
وسيكون المقياس الحقيقي لنجاح DART هو مقدار تحويل مسار الكويكب، لذلك يمكن للعالم البدء في الاستعداد للدفاع عن نفسه ضد الكويكبات الأكبر التي يمكن أن تتجه نحونا في المستقبل.
وأشار كارنيلي إلى أنه من المرجح أن تستغرق التلسكوبات والرادارات المتصلة بالأرض أسبوعا على الأقل للحصول على تقدير أولي لمدى تغير مدار الكويكب، وثلاثة أو أربعة أسابيع قبل توفر القياسات الدقيقة.
وأضاف: "أتوقع انحرافا أكبر بكثير مما كنا نخطط له"، وذلك سيكون له "تداعيات هائلة في الدفاع الكوكبي لأنه يعني أنه يمكن استخدام هذه التقنية مع كويكبات أكبر بكثير".
وستساعد الملاحظات من جيمس ويب وهابل في الكشف عن مقدار، ومدى سرعة، رش المادة من الكويكب، بالإضافة إلى طبيعة سطحه.