أجل نزع المرجع الحائري وتلاه السيد مقتدى الصدر الذي امهل المشاركين في الصراع الدامي ستين دقيقة لأن ينسحبوا والغى حتى مظاهر الاحتجاج والتظاهر السلمي ونزع اسم الثورة من الأحداث التي شهدتها عدة مدن عراقيةمؤخرا.
وشدد الصدر الذي هو من أسرة كريمة علمائية لها تاريخها الجهادي والوطني في تاريخ العراق الحديث على أنه اعتزل شرعيا وليس سياسيا عن العمل السياسي والى الأبد طاعة للمرجعية الدينية.
يوم مثل نقطة تحول مهمة في المشهد السياسي العراقي والأزمة التي وقعت وظهرت بوادرها بشكل دام في بغداد رافقتها مظاهر عنف في عدة محافظات عراقية.
المرجعية الدينية سجلت مرة أخرى موقفا تاريخيا متميزا حقن الدم العراقي وهذا الموقف لاشك أنه يذكرنا بالموقف التاريخي الآخر الذي انطلق من النجف الاشرف والفتوى التاريخية التي قضت على التنظيمات الإرهابية التي خططت لها الدوائر الإقليمية والعالمية وقيل إن العنف سيخيم على العراق لعشرين عاما حسب تصريحات المسؤولين الأمريكيين لكن المرجعية وصوت النجف الاشرف حطم جدار العنف ونزع فتيل الحرب التي اندلعت في العراق ودافع فيها العراقيون ومن هب لنصرتهم من الشرفاء عن شعوب العالم أمام الهجمة العدوانية الشرسة.
مرجعية الشيعة تمتلك من الوعي المستوى الكافي والرؤية الباصرة والبصيرة النافذة لإخماد نيران الفتن وسجل تاريخ التشيع خلال القرون الأخيرة مواقف يقف أمامها المراقب باجلال واكبار فمن ثورة الدستور في إيران إلى ثورة العشرين في العراق ومن حرب التحرير التي انطلقت في لبنان تحت إشراف المرجعيات أمام الأعداء الذين تصدى لهم مراجع لبنان ومنهم موسى الصدر ومحمد حسين فضل الله والرموز الجهادية على الساحة اللبنانية والفلسطينية إلى الثورة الخمينية في إيران والى الحركة الصدرية التي قادها السيدان الشهيدان الصدر الأول محمدباقر. والصدر الثاني محمد محمد صادق والى الفتوى الجهادية التي مثل فيها الامام السيد علي السيستاني صمام أمان لوحدة العراق والعراقيين وابناء الأمة في كل مكان.
مفكرون وعلماء واعون ينتمون إلى مدرسة علي والحسين. تركوا بصماتهم على واقع الأمة في أكثر من بلد وليس ماجرى في إيران والعراق ولبنان ببعيد.
تحية للنجف الاشرف وقم المقدسة قلعتي الفكر والمعرفة والجهاد والنهضة اللتين كانتا ولازالتا صمام الأمان ومشعل الهداية والتنوير والوعي في صفوف الأمة واطفاتا أكثر من مرة نيران الفتن التي ما برح الأعداء يخططون لاثارتها من أجل تمزيق جسد الامة.
بردا وسلاما للعراق الذي يشكل اليوم منطلقا حضاريا ومشهدا فكريا وقلعة تصد للطامعين في ثروات الأمة والمتربصين لها لاذلالها وخدش كرامتها والنيل من سيادتها واستقلالها.
الكاتب/محمد علي ابو هارون