ومثل رئيس وزراء الجزر أندرو فاهي أمام محكمة أميركية، أمس الجمعة، بعد اعتقاله في مطار في شمال ميامي في ولاية فلوريدا بتهمة تهريب مخدرات وغسل أموال، بعد عملية تحقيق سرية أجرتها وكالة مكافحة المخدرات الأميركية.
وأوصى التقرير البريطاني بأن يتولى الحاكم جون رانكين، الذي عينته الملكة إليزابيث الثانية، حكم هذه الأراضي مباشرةً لمدة عامين، وكان بدوره دعا إلى الهدوء في الجزر بعد "الأخبار الصادمة" عن اعتقال فاهي.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، إنّ "اعتقال رئيس وزراء جزر فيرجن البريطانية أمس بتهمة أمر يثير قلقاً كبيراً، ويؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة".
وأضافت تراس أنّ "وزيرة أراضي ما وراء البحار أماندا ميلينغ ستتوجه على الفور إلى الأرخبيل لإجراء محادثات مع رانكين والأطراف الرئيسية المعنية"، مردفاً: "بعد ذلك سنعلن مساراً واضحاً للمضي قدماً".
وكانت الحكومة البريطانية عبّرت أساساً، في كانون الثاني/يناير العام الماضي، عن "مخاوف كبيرة بشأن تدهور حالة الحكم في الجزر العذراء البريطانية وضعف الأرخبيل أمام الجريمة المنظمة".
ونشر التقرير الخاص بالتحقيق معلوماتٍ عن فساد وإساءة استخدام السلطة في ظل حكومة فاهي الذي كان جارياً قبل توقيف رئيس الوزراء، كاشفاً أنّ "هناك حاجة إلى تغييرات تشريعية ودستورية كبيرة لاستعادة معايير الحكم التي يحق لشعب الجزر العذراء البريطانية التمتع بها".
وصرّحت رئيسة وكالة مكافحة المخدرات الأميركية، آن ميلغرام، بأنّ "مديرة خدمات الموانئ في الجزر العذراء أولينفين ماينارد، ونجلها كاديم ماينارد أيضاً، أوقفا للوقائع ذاتها"، مشددةً على أنّ "أي شخص متورط في استيراد مخدرات خطيرة إلى الولايات المتحدة سيتحمل المسؤولية بغض النظر عن موقعه".
واعتقل المتهمون الثلاثة في المطار عندما كان لديهم موعد مع تجار مخدرات مكسيكيين كانوا في الواقع عملاء سريين لإدارة مكافحة المخدرات.
وكشفت وثائق للمحكمة، نشرتها وسائل إعلام أميركية، أنّه "كان يفترض أن يسلم التجار المكسيكيون رئيس الوزراء وماينارد 700 ألف دولار نقداً مقابل الحصول على مساعدتهم في تهريب كوكايين من كولومبيا إلى ميامي ونيويورك".
يُشار إلى أنّ الجزر العذراء التي يبلغ عدد سكانها حوالى 35 ألف نسمة شرق بورتوريكو، هي واحد من الملاذات الضريبية الكبرى في العالم.
ويتمتع الأرخبيل الكاريبي بحكم ذاتي لكنّ الملكة إليزابيث الثانية تعين حاكماً له.