وحسب كتاب Peril "الخطر" الذي ألفه الصحفيان في "واشنطن بوست" بوب وودوارد وروبرت كوستا، فإن الجنرال ميلي اتصل برئيس الأركان الصيني لي تشو تشينغ مرتين في مسعى لتفادي نزاع عسكري بين البلدين.
وأشار الكتاب إلى أن الاتصال الأول كان قبل أيام من الانتخابات الرئاسية التي جرت في الولايات المتحدة في نوفمبر 2020، والثاني بعد 6 يناير 2021، اليوم الذي اقتحم فيه أنصار ترامب مبنى الكابيتول.
وكان ميلي يسعى ليطمئن نظيره الصيني أن الولايات المتحدة لا تعتزم إطلاق العمل العسكري ضد الصين، حيث كانت لديه معلومات استخباراتية تشير إلى أن بكين كانت تتوقع هجوما من قبل واشنطن على خلفية التوترات في بحر الصين الجنوبي.
ويؤكد مؤلفا الكتاب أن ميلي وعد نظيره الصيني بأنه سيخبره بشكل مبكر إذا قررت الإدارة الأمريكية شن عملية عسكرية ضد الصين.
وخلال الاتصال، قال ميلي لنظيره الصيني "أودّ أن أطمئنكم بأنّ الدولة الأميركية مستقرّة وبأنّ كلّ الأمور ستسير بشكل جيّد" وفق الكتاب المبنيّ على إفادات 200 مسؤول أميركي من دون ذكر أسمائهم، وتابع الجنرال "لن نهاجمكم ولن نشنّ عمليات عسكرية ضدّكم".
وبعد شهرين، عاود ميلي الاتصال بنظيره الصيني بعدما بدا أنّ تصرفات ترامب بعد هزيمته الانتخابية تزداد غرابة، وقال له "كلّ الأمور تسير بشكل جيّد" مضيفاً "لكنّ الديمقراطية تكون فوضوية أحياناً".
كما جمع ميلي أعضاء هيئة الأركان للتشديد على ضرورة إبلاغه بأيّ أمر بتوجيه ضربة نووية قد يصدره ترامب، قبل التنفيذ.
وطلب الجنرال شخصياً من كل أعضاء هيئة الأركان تأكيداً على أنهم فهموا ما طلبه منهم، وفي هذا السياق تحدّث مؤلفا الكتاب عن أداء "قسَم".
كذلك طلب ميلي من مديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل ومن قائد الاستخبارات العسكرية الجنرال بول ناكاسون مراقبة تصرّفات ترامب لرصد أي سلوك غريب.
وبحسب مؤلفي الكتاب "قد يعتبر البعض أنّ ميلي تجاوز صلاحياته ومنح نفسه سلطات مفرطة".
ويوضح الكتاب أنّ رئيس هيئة الأركان كان مقتنعاً بأنّه يفعل ما يقتضيه الأمر لتجنّب أيّ إخلال بالنظام العالمي وتجنّب "اندلاع حرب عرضية مع الصين أو غيرها" وضمان "عدم استخدام السلاح النووي".