وظهرت ازدواجية واضحة في قرارات "قسد" التي أعلنت إغلاق المعابر مع الحكومة السورية في ريف حلب الشرقي والطبقة ودير الزور، فيما شهدت مناطق تواجدها في مدينة حلب وريفها، مشاركةً واسعة من جانب الحلبيين الأكراد في الاستحقاق الرئاسي.
وبدا لافتاً انتشار الشرطة العسكرية الروسية و"الوحدات" الكردية لتأمين سير العملية الانتخابية في مناطق تل رفعت والشيخ مقصود والأشرفية. وفسّرت مصادر متعددة خطوة "قسد" في تيسير العملية الانتخابية في حلب، بأنها تأتي في سياق "الحفاظ على التعاون القائم مع الجيش السوري والروس، في ريف حلب الشمالي، والذي نجح، حتى الآن، بمنع احتلال تركيا لمنطقة تل رفعت".
ولفتت مصادر "الأخبار" إلى أن "الانتخابات في تلّ رفعت، التي تضمّ آلاف الكرد النازحين من عفرين، شهدت إقبالاً لافتاً يؤكد المزاج الشعبي الكردي المؤيّد لإنجاز تفاهمات مع الدولة السورية، وفكّ ارتباط قسد بالأميركيين". كما شكّل وجود صناديق انتخابية في حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية، تأكيداً على سيادة الدولة السورية عليهما، ومحدودية الوجود الكردي فيهما، وانتهاءَ فرضية تبعيتهما إلى "الإدارة الذاتية" الكردية في الشمال والشرق السوريين.
وشهدت محافظة حلب استجابة شعبية واسعة، حيث سجّلت مراكزها المنتشرة في المدينة والريف، والبالغ عددها 1387، تصويتاً غير مسبوق. وكذلك، سجّلت الأحياء الشرقية، التي كانت في عام 2014 تحت سيطرة الفصائل المسلحة، مشاركةً لافتة.
وفي حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية، اللذين تشرف عليهما لجان الحماية الكردية، جرت الانتخابات ضمن 12 مركزاً، وفي ظلّ العلم السوري الذي نُصِب فوق المواقع المحدَّدة للانتخابات. وبحسب لجنة الانتخابات، فإن "أكثر من 200 صندوق تم إحضارها كعدد إضافي نتيجة الضغط الشعبي وامتلاء عشرات الصناديق، بما فيها الصناديق في الشيخ مقصود والأشرفية".
وتكرّر المشهد في مئات القرى والبلدات في أرياف حلب، والتي كانت تحت سيطرة التنظيمات المسلّحة، فيما جرت الانتخابات في المناطق الواقعة على خطوط التماس مع القوات التركية والفصائل الموالية لها، وكانت بمثابة رسالة شعبية تعبّر عن رفض الاحتلال والمتعاونين معه.
أما في إدلب، فقد شهدت أريافها المحرَّرة، والتي عاد سكانها إليها، مشاركةً متفاوتةً في الانتخابات، تعود إلى تعثّر عودة الأهالي بشكل كامل إلى مناطقهم، بسبب مواصلة الاحتلال التركي ومسلّحيه إغلاق المعابر. ومع ذلك، شهدت منطقة خان شيخون تفاعلاً شعبياً واسعاً، من خلال إقبال سكان المدينة وأريافها على المراكز الانتخابية. ولم تمنع التهديدات والتصريحات التي أطلقها قادة الفصائل المسلحة، الأهالي من التوجّه للمشاركة في الانتخابات. وتؤكد مصادر أهلية، لـ"الأخبار"، أن "لا حاضنة شعبية للفصائل المسلّحة، التي يراها غالبية أهالي محافظة إدلب، على أنها مجموعات من المرتزقة واللصوص الذين نهبوا أملاكهم ودمّروا بيوتهم".