البث المباشر

الطارف والتليد - 13/07/2010

السبت 14 أغسطس 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم وبه تعالى نستعين، السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات مرة اخرى نلتقي في الطارف والتليد فسلام عليكم واهلاً بكم في هذا الطارف وسلام عليكم منذ التليد ومائدتنا كما اعلمناكم في الاسبوع الماضي مستمعينا الافاضل وهو الحداثة في الادب ودعوني بداية قبل ان اذهب واعرف زملائي دعوني، لاادري اذا قدمت الاخ جزائري الان مرحباً هل انا من المجددين ام من الحداثيين كما يقال الجزائري: لا والله لست من الحداثيين المحاور: اهلاً وسهلاً بك استاذ بشير الجزائري: حياك الله، حياك الله واكرمك، بسم الله الرحمن الرحيم انت في هذا التقديم الكريم الذي اشكره لك واتمنى ان يكون دائماً هكذا، انك تستجيبني في اول المسير المحاور: انا دائماً استجيبك الجزائري: فداك، لاان تلتفت الي ساعة تتعب المحاور: لم اكن كذلك نعم، الجزائري: على كل حال انا شاكر لك هذه اللفتة الكريمة اليوم وعسى ان تستدام، مرة اخرى اقول عسى ان تستدام، ياسيدي الكريم الفرق بين الحداثة وصاحبتها الجدة او التجديد دعنا نقول فرق كبير جداً لأنه اصطلاحي، لأنه عملي ليس فرقاً لغوياً، الناس يتصورون بما ان الحداثة مصدر من مصادر الفعل حدث يحدث حدوثاً وحداثة يتصورون انه بمعنى جد يجد فهو جديد اذن الجدة والحداثة مترادفتان في نظر كثير من الناس وليستا كذلك، لماذا؟ لأن هؤلاء لاينظرون الى اللغة، هؤلاء المعنيون بالحداثة اليوم لاينظرون الى المعنى اللغوي وانما ينظرون لمعنى اخر وقد يكون هناك انسان مثلك انت حفظك الله تأتي برائعة من روائعك في الترجمة او رائعة من روائعك في التأليف القصصي نسبة الى القصص الذي هو مصدر قص يقص قصة وقصصاً، تأتي بهذه القصة مختلفة عن كل ما الف الناس من اساليب القص او بهذه القصيدة مختلفة عن كل ما الف الناس من اساليب النظم الشعري ومع ذلك يسمونك مجدداً ولايسمونك حداثياً، لماذا؟ يقولون لأنه لم يخرج عن البيئة والمحيط والفكر الذي حمله على ان يكتب هذه القصة او ينظم هذه القصيدة فهو بنظمه هذا، بنظمه الجديد البديع وبقصه هذا الفريد العميق الوسيع لم يختلف عن هذا الفكر الذي هو مسيطر على الحياة العامة التي نشأ هو فيها وتعلم وصار يعلم ويكتب للناس، اذن انت مجدد لاحداثي في نظر هؤلاء. المحاور: شكراً جزيلاً استاذ بشير الجزائري وتذكر انك شاكستني منذ بداية البرنامج والمستمعين ايضاً جميعاً شهود عليك استاذ بشير، على كل حال ما دمتم غير موفق في الحداثة التي تصورت ولوجها سهل ويسير لذلك انا استميحك عذراً استاذ بشير واستميح المستمعين الكرام عذراً ايضاً، انا ارجع بخيلي كما يقال الى ان اربطها واقول... الجزائري: لسلمت انت وخيلك المحاور: نعود بعد هذا الفاصل الجزائري: شكراً لك، المحاور: نعم مستمعينا الافاضل الطارف والتليد والساعة تشير الى السادسة واحدى وعشرين دقيقة من طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وها انا ذا رائد دباب مقدم هذه الندوة الادبية احييكم واتمنى لكم السرور بمرافقتنا بمناقشة الحداثة في الادب وارفع لكم تحيات زملائي الاعزاء في تقديمها وهم: مهندس الصوت في هذا اللقاء الزميل محمد ساور متلقيت اصواتكم الكريمة الزميلة علياء صالح ومخرج كل هذا الجهد المبارك وهو الزميل كاظم صادق هواتفنا معكم 22013768 ، 22013848 وايضاً 22652997 ومفتاح البلد والعاصمة 009821
*******
اجدد تحياتي مستمعينا الكرام وتمنياتي لكل الاحبة الذين يرافقوننا في حضور هذه الندوة التي آمل ان تكون ندية وشذية بألطاف حضور الاخ العزيز الذي استند اليه دائماً في كل مسير وله ولكم فائق الشكر والاحترام الجزائري: شكر الله لك المحاور: واقولها مرة اخرى مستمعينا الكرام لكل حبيب يسألني لم اخترتم الحداثة في الادب؟ انما فعلنا هذا مستمعينا الكرام لأننا نسمع جعجعة ولانرى طحناً كما يقال فأردنا ان نبين لأحبتنا الكرام هذه الحقيقة المرة وكل املنا ان نوفق ان شاء الله في ترجمة هذا المراد العزيز مع ثقتنا اننا لسنا وحدنا في الميدان بل احبتنا الطيبون معنا يرفدوننا بما يسنح لهم من الفكر السليم والقول الكريم لأنهم المعني الاول بالخطاب ولهم شكرنا المستدام واعتزازنا التام، تابعونا المحاور: نعم مستمعينا الافاضل الحداثة في الادب هذا هو موضوعنا في هذا اللقاء واتمنى الى نهاية اللقاء ان ترشدوننا الى ما سنذهب اليه في الحلقة القادمة ان شاء الله اذا ما تمت الحداثة في هذا اللقاء، الساعة تشير الان الى السادسة واربعة وعشرين دقيقة استاذ بشير وطبعاً تحدثنا في البداية، اذن الحداثة والتجديد كما يقال هما ليسا مترادفان بل لكل معنى خاص، سيدي الكريم لنبقى هنا ولكن نبدأ من هذه النقطة التي لربما يستدركها الكثير من الشباب وغير الشباب من الشعر العربي الثري وهذا الشعر الذي بقي على مر العصور، طيب الشعر سيدي الكريم اين انت من الحداثة في الشعر العربي؟ الجزائري: سلمت واكرمت، المحاور: اهلاً بك استاذ بشير الجزائري: تمنيت لو ان لهذه الحداثة معنى ظاهراً للجميع فأقول عندئذ اين انا منها يعني احدد مكاني عندئذ منها، اذا كانت الحداثة بمعناها الغربي، بمعناها الوارد علينا او المستورد لأن طائفة كبيرة جداً من ادباءنا الكرام قد اقبلوا عليها وهي في مهدها بما كانت في اول ولادتها، في اسبوعها الاول فجرى هؤلاء بخفة بكل بكل ما لديهم من قوة من اجل ان يحملوا هذا الوليد الصغير ويعودوا به الى بلدانهم، الى البلاد العربية، الى البلاد الاسلامية، الوطن الاسلامي وطن كبير ووطن مترامي الاطراف كما انت عالم وهو متعدد اللغات ومتعدد الطباع والناس فيه مختلفون في اذواقهم، في معارفهم، في سلوكهم، في كل شيء وعندما يأتي جديد وانت تعلم ان كل جديد له مزة كما يقال والمزة في العربية الفصيحة الطعم اي له طعم المحاور: يعني يشبه الفاكهة عندما تنزل الى السوق لأول مرة بعد الربيع الجزائري: احسنت احسنت حتى ان من الناس حتى ولو كانوا ملوكاً يقبلون عليها فيقتطفونها من اغصانها وهي لما تزل في اول زهورها، في اول نضجها، على كل حال فأذا كانت بمعناها الغربي فلست منها في شيء واذا كانت بمعنى اخر اي انها ضرورة لابد لكل الناس منها لابد من التطوير، لابد من التعبير الجميل ان نخرج مما الفنا لأن كما تقدم القول تواً يعني آنفاً لكل جديد طعم فأن الناس سيشعرون بأنهم قد حصلوا شيئاً... المحاور: ولماذا يعني استاذ بشير ولو اقاطعك لماذا نحن نذهب الى الغرب بهذه السرعة رغم اننا ننقل كل يوم حديث عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم مضى عليه اربعة عشر قرناً وهو حديث؟ الجزائري: احسنت احسنت اي والله اي والله المحاور: أليست تلك الحداثة ولذلك سميت بالحديث؟ الجزائري: احسنت اي والله، والله انها لجوهر الحداثة، انها لروحها، انها للروح التي لاتتكرر لاهنا وهناك المحاور: ولكن استاذ بشير ألهذا السبب ترى ان البعض انا قرأت في بعض المصادر ان يسمي القرآن بالقديم وبما جاء به الرسول من قول بالحديث؟ الجزائري: هي بدعة المتوكل في قتل ناس وحفظ ناس، نحن لانريد ان ننزلق الى التاريخ ونتأمل كل ماجرى فيه فتاريخنا مر وكل مافيه يضج بالالام المحاور: طيب اذن نحن لانريد ان نظلم احداً الجزائري: انا بودي ان اقول شيئاً تعقيباً على كلامك الطيب آنفاً، تفضلت انت لماذا نجري نحن الى الغرب ونستخف في ان نأخذ كل وليد يلده هذا الغرب حتى اذا كان سقطاً يعني حتى اذا اسقط الغرب يعني قبل الولادة جرينا نحن وحملنا ذلك السقط وافتخرنا به بأننا اول من حمله ولعلني سمعت قريباً ان بلداً من البلدان العربية الفقيرة اومن البلدان العربية الملتهبة الان اخذ يستقبل السيارات المصنعة لعام 2011 في اول عام 2010 طبعاً هذا شيء عجيب يعني ان الناس الذين يمضون الى تلك الجهة من الارض ويستقبلون كل جديد فيها تدل هذه الصفة على انهم مبهورون اي انهم فاقدوا عقولهم يعني ان عقلهم قد عطل وقلبهم قد طار منهم فأصبحوا بلا عقل ولاقلب واخذوا يتلمسون كل شيء المحاور: كما يقول استاذ بشير الجزائري، كما يقول احد الاصدقاء قال ان الغرب غزانا منذ قامت هاليوود بأفلام كارتون توم وجري، هم غزونا الجزائري: آمنت بالله، والله هذا شأن وهذا ايضاً هذا الغزو متأخر انما نحن مغزوون من قبل من قبل، من نظر في الرحلات الغربية الى بلادنا، الى البلاد الاسلامية ولاسيما الى بلدان الخلافة الشرقية كما يسمونها هم يعني من ايران وانت صاعد الى القفقاز، كل هذه البلاد بلاد الترك وبلاد ايران وبلاد الهند والسند كلها كانت من البلاد المغزية في القرن الخامس عشر لااقول في السابع عشر وهذه هي مشكلتنا، طبعاً حينما قلت بلدان الخلافة الشرقية مغزوة في القرن الخامس عشر ليس معنى ذلك ان البلدان الاخرى من الخلافة يعني بلدان الخلافة الغربية ولنسلم ان العراق من الغربية او ان العراق من الشرقية، منها الى المغرب العربي المحاور: يعني عجيب استاذ بشير قبل ان اذهب الى فاصل، امريكا خمسمئة عام وستمئة عام اكتشفت وتقدمت لحظة بلحظة ونحن منذ القرن الرابع عشر لحد الان ايضاً حوالي ستمئة عام نعود خطوة بخطوة الى الوراء، ابق معي اعود اليك بعد الفاصل الجزائري: الانسان هو الانسان
*******
الطارف والتليد خمس واربعون دقيقة من محادثتكم في الثقافة والادب تستقبلكم بهاتفيها المباشرين 22013768 و22013848 ورمزنا الهاتفي 009821
*******
المحاور: الطارف والتليد مستمعينا الافاضل والساعة تشير الى السادسة واثنتين وثلاثين دقيقة ويبدو اننا استقطبنا اولى اتصالاتكم من سوريا الاخ سليمان، اهلاً وسهلاً سليمان: سلام عليكم المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله سليمان: سلمكم الله كيف الحال؟ المحاور: الحمد لله رب العالمين سليمان: تحياتي اولاً للاستاذ بشير ولك استاذ رائد المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل سليمان: سلمكم الله، لو سمحتم كان عندي سؤال ادبي تقريباً، سؤالين بالاحرى، اولاً ماهو الفرق بين الجدة والحداثة هذا من الناحية الاصطلاحية يعني ومن الناحية الاخرى بالنسبة الى الخلاف او المشكلة بين الشعر القديم والشعر الجديد، هذا الشعر الحديث الذي يسمونه شعراً، ما المشكلة لو يسمونه نثراً حديثاً او نثراً شعرياً؟ المهم جماليته اذا كانت لديه جمالية، هل من الضروري ان نسميه شعراً؟ نستطيع ان نقول نثراً جميلاً، نثراً شعرياً؟ لايمكن ذلك؟ وسلمكم الله وشكراً جزيلاً المحاور: انا اشكرك الاخ سليمان من سوريا وطبعاً انا قلت للمخرج عندما قال سليمان رغم انني اعتز بالجميع لدي زميل جداً اعتز به من السعودية اخ سليمان ايضاً كان يرافقنا في ليالي رمضان وظل يسير معنا وللاسف الشديد لم اسمع صوته ولم اسمع صوت ابا محمد سليمان حيدر العزيز من الكويت الجزائري: ذكرهم الله بألف خير وكل اخوتنا
*******
المحاور: نعم طيب يعني استاذ بشير نحن في البداية تحدثنا عن الجدة والحداثة ولكن لاضرر فيه ان نعيد الجزائري: جميل جداً المحاور: طيب الجزائري: اقول لسيدي سليمان جعله ان شاء الله من المطوية له الارض بسلامة وسعادة وكرامة، الجدة في نظر هؤلاء هي ان يأتي الانسان بشيء يخالف المألوف في الادب المحاور: لم يسبقه شيء الجزائري: لا لا حتى اذا سبقه شيء، يأتي بشيء جميل، بشيء طريف، بشيء له معنى لم يكن ذلك المعنى قد نظر المحاور: هل المقامات جديدة استاذ بشير؟ هل تعتبر المقامات عندما ظهرت؟ الجزائري: عند ظهورها كانت جديدة المحاور: طيب نعم الجزائري: على كل حال اما الحداثة فهي ان يأتي بشيء يخالف الناس فيه ليس فقط في مبناه انما يخالف الناس في معناه ايضاً يعني انه يحمله وظيفة جديدة، وظيفة عقيدية، وظيفة دينية يعني ان يقدم للناس نظرة في الانسان والحياة والكون التي هي اساسية عندنا نحن، نحن نؤمن المسلمين، نؤمن بأن الله خلق الانسان اخاً للانسان وان هذا الانسان هو عبد الله وخليفته في ارضه وانه مصلح هذا الكون وان هذه الحياة حق من حقوقه وعليه ان يتنعم بهذا الحق بكل معاني التنعم يعني ليس الحياة الدينية ان يكون الانسان محروماً من كل شيء حتى يكون متديناً او ان يكون مستضعفاً وقد اضطهده الاخرون كل انواع الاضطهاد حتى يثبت انه كان انساناً ديناً لأنه تحمل هؤلاء، في الكون نشعر ان هذا الكون الذي خلقه الله سبحانه وتعالى عظيماً بديعاً جميلاً مسخر لهذا الانسان الذي هو خليفة الله ولاتتحقق خلافته حتى يكون مصلحاً لكل هذا الكون، ان يكون مصلحاً في الارض، ان يكون مصلحاً في السماء، ان يكون مصلحاً في الليل، في النهار المحاور: هذه هي الحداثة؟ الجزائري: لا هذا هو نظر الاسلام للحياة، للانسان والكون والحياة اما الحداثيون سلام الله عليهم وهداهم الله فأنهم يرون ان الانسان حر في جميع ما يشتهيه وليس له من آمر يأمره او ينهاه اي ليس له من رب يرسم له الصراط المستقيم الذي يعيش به سعيداً وهنيئاً في حياته هذه وفي حياته الاتية اي انهم لايؤمنون بأن هناك حياة مستدامة بعد الموت يعني يؤمنون بأن الموت هو ختم للحياة كلها اما نحن .. المحاور: يعني انت عدتنا الى الرونسانس والى الثورات المعاصرة كالبلشيبية في روسيا الجزائري: احسنت، نؤمن بأن الموت بدأ للحياة الدائمة وختم للحياة الزائلة، حياة فانية يختمها الموت وحياة باقية يبدأها الموت المحاور: اذن يعني ... الجزائري: هؤلاء الحداثيون والله والعباس كل الناس الذين يؤمنون، الذين يفقهون ان الحداثة التي يتحدثون بها هذا هو مغزاها ولذلك تسعى ان تضلل الناس بألفاظ لامعنى لها في اللغة المحاور: طيب استاذ بشير يعني لو تسمح لو نسرع في الكلام لأن الاخ سليمان ايضاً سأل قال لماذا لانطلق على هذا الشعر الذي اليوم يتحدثون به بأنه هو نثر شعري؟ الجزائري: انا قد أآلفه وقد اخالفه واعلن محبتي له ايضاً، في نظري الشعر ليس له من قالب خاص يجب ان يكون فيه يعني ليس الشعر المقفا وحده، الشعر الذي ورثناه عن آباءنا واجدادنا وجاء ابونا وسيدنا الخليل ابن احمد الفراهيدي رحمه الله العبد الصالح الزاهد ووضع له هذه البحور التي سميناها بحور الشعر الخمسة عشر او الستة عشر بالاضافة اليها يعني بأضافة شيء اليها وهو البحر المدارك فعل فعل فعل، لاعلينا ليس هذا فقط هو ثوب الشعر انما الشعر بأي صورة جميلة اذا جاء مقفى او جاء غير مقفى وكان فيه معنى جميل، كان فيه تأثير في نفسي ونفسك واخذ لذوقي وذوقك وارتفاع بنا من وهدتنا وظلمتنا كان ذلك شعراً. المحاور: يعني استاذ بشير هل انا افهم خطأً يعني اذا ما ظهر اليوم مرة اخرى وقويت شوكة السجع لدى احدهم وكان مؤثراً في النفس، هل تسميه شعراً؟ الجزائري: لا لا اسمح لي ان اقول شيئاً يسيراً جداً، الشاعر الذي يأتي بهذا الشعر الذي قلته انا بغير ثوبه القديم، بغير ثوبه المقفى لايتأتى لكل احد انما يتأتى للكبراء من الشعراء، للاعاظم، خذ انت الان الذين نظموا في هذا الشعر لاتكاد تجد عندهم شعراً كما اعترض عليه الان الاخ وقال لماذا لانسميه نثراً، اذا كان من هذا النوع نسميه نثراً بل لايستحق حتى ان يسمى نثراً لأن النثر هو قسمان قسم فني وقسم غير فني والقسم غير الفني ليس بأدب انما الفني هو الادب تلاحظ؟ اذن نعود مرة اخرى ونقول الكبراء من الشعراء هم الذين يمتازون بمثل هذا الشعر، خذ مثلاً السياب المحاور: بدر شاكر السياب الجزائري: السياب لأنه شاعر عظيم في الشعر المقفى ساعة نظم هذا الشعر الذي سماه الناس الحر او سموه الحديث المحاور: المعاصر الجزائري: او سموه المعاصر كان قد اجاد فيه ايما اجادة او خذ نزار قباني رحم الله كل من مضوا، نزار قباني ايضاً الرجل لأنه شاعر بليغ ومتمكن جداً في الشعر المقفى ساعة التفت للشعر الحر جاءنا بالجميل منه والبديع واثر في نفوسنا وهكذا شعراء اخرون المحاور: جميل يعني استاذ بشير انا لازلت اتذكر للسياب وعادة اذكرها لأنني درست بعضها عندما يقول عيناك غابتا نخيل ساعة السحر الجزائري: الله... او شرفتان راح ينئى عنهما القمر المحاور: وفي نفس الوقت عندما تذهب الى نزار القباني وهو يقول، يعني خانتني الذاكرة للاسف الشديد الجزائري: وصاحبتي اذا ضحكت يسيل الليل موسيقى، بالله عليك اسألك من من اصحاب المقفى يأتي بمثل هذا الجمال المحاور: اني خيرتك فأختاري الجزائري: احسنت، انا تارك لك الاختيار المحاور: دعنا نذهب الى فاصل استراحة المحاور: الطارف والتليد مستمعينا الافاضل والساعة تشير الى السادسة وثلاثة واربعين دقيقة ورغم انني سيدي الكريم اكره الساعة في انتظارها وفي عجلتها، على كل حال في عجالتها نحن سوف نفقد الجلوس الى الاستاذ بشير الجزائري والانتظار هو صعب ايضاً جداً، استاذ بشير يعني انا في بداية البرنامج سألتك سؤال والحقيقة لم اسمح لك بأن تكمل لأن الحديث اخذنا الى جانب اخر، دعني اعيد عليك السؤال ونحن في بدايته اذن سيدي الكريم اين انت من الحداثة في الشعر العربي؟ الجزائري: قلت لك اذا كانت الحداثة هي ذات الفعل الجميل الذي اثره المحاور: جاء به مثلاً السياب؟ الجزائري: بدر شاكر السياب المحاور: اذن كان هذا هو الجواب الجزائري: او نازك الملائكة وامثالهما المحاور: والستر ليس بحارس ان لم يكن في نفسي الجزائري: انا لاامثل، اكرمك الله لأن وقيتنا لايكاد يسمح المحاور: لو تستشهد اعتقد افضل، على كل حال طيب يعني استاذ بشير اذن هو هذا، لكن سيدي الكريم انت اذن ما فهمت تراها بالضبط هي غامضة على اكثر الناس وعلى الناس كعموم، يعني هل غير ذلك؟ الجزائري: نعم، هم الناس يتصورون وهم الذين نقلوها ايضاً الينا نقلوها مغمضة، نقلوها الينا معماة كأنها احجية من الاحاجي يعني التي يسميها الناس الحزورات المحاور: الفزورة الجزائري: او يسمونها الفزورات او الفوازير الخ، لم ينقلوا المعنى الذي هو مقصود اساساً عندهم يعني ما قالوا لنا اننا ساعة نتحدث بالوجودية التي هي نوع من الحداثة، الوجودية المذهب الذي جاء به جان بول سارتر وسيمون ديبوفوار وهي زوجته، الوجودية نوعان، وجودية مؤمنة ووجودية ملحدة المحاور: بغض النظر عن الالحاد والايمان سيدي الكريم الجزائري: غيرغوغارد الالماني هو وجودي مؤمن الرجل وتحدث بالادب الوجودي المؤمن الذي يعبر عن الانسان تعبيراً حسناً يعيشه في حاضره وفي آتيه ايضاً يعني هو يفكر بما بعد الموت الذي تقول في حين ان سارتر لم يذكر الموت لأن الموت عنده اذا فكر به هو نفي لهذا الوجود لأن لايؤمن بأله، هو وجودي ملحد يعني يقول انت في حياتك هذه المكتوبة لك من الصباح الى المساء مااستطعت ان تفعل فيها افعل، كيف شئت ان تفعل، انت حر فقط في شيء واحد هو ان تدافع عن المظلومين، ان تدافع عن المضطهدين ويسميه الالتزام وتصور الناس ساعة سمعوا كلمة التزام تصوروا ان الالتزام هو من مستحدثات السيد سارتر وليس كذلك انما الالتزام قديم جداً ولاسيما في ادبنا العربي، العرب كانوا قد سبقوا الدنيا بأجمعها الى ان يتعهدوا قضايا الناس كل هذه القضايا بكل انواعها، اجتماعية سياسية اخلاقية اقتصادية، كل ما يعني الانسان فرداً او جماعة عنوا به ودافعوا عنه. المحاور: طيب واذكر طبعاً مستمعينا الافاضل دعماً لما تفضلت سيدي الكريم يكفي لأحدنا ان يعود الى الجاهلية فيرى احلاف الفضول الجزائري: احسنت المحاور: هذا يكفينا الجزائري: احسنت
*******
المحاور: يبدو ان لدي اتصال هاتفي من الاخ علي قمر من لبنان، اهلاً وسهلاً علي: سلام الله عليكم المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله علي: مساكم الله بالخيرات، حياك الله سيدي المحاور: الله بالخير ياسيدي الكريم اهلاً وسهلاً بك علي: تحية خاصة للسيد الجزائري الجزائري: حياك الله واهلاً بك عزيزاً وكريماً علي: الله يخليكم، السيد رائد اردت ان اسأل السيد بشير الجزائري المحاور: عيوني تفضل علي: تسلم عيونك يارب ويزيد فضلك، استاذ بشير سلام الله عليكم الجزائري: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته اهلاً يااخي علي: شكراً لك، اسألك سؤال الجزائري: تفضل علي: كيف سقطت الحداثة في الادب الاسلامي وهي ضرورة لاغنى لأحد عنها؟ ممكن تجيبونا على هذا السؤال رحم الله والديكم المحاور: ووالديك الجزائري: فقط كرر لي صدر سؤالك
*******
المحاور: يقول هو كيف سقطت الحداثة في الادب الاسلامي وهي ضرورة لاغنى لأحد عنها؟ شكراً جزيلاً، اخ علي قمر شكراً جزيلاً، استاذ بشير لو تتريث قليلاً يبدو ان هناك اتصال من العراق، ايضاً الاخ بدر من العراق اهلاً وسهلاً بدر: سلام عليكم المحاور: عليكم السلام اخي العزيز اهلاً بك بدر: طبعاً تحياتي لكم وللاستاذ بشير الجزائري المحاور: يا اهلاً بك حبيبي، اهلاً بك اخي العزيز يامرحباً بدر: حياك الله، عندي سؤال للاستاذ بشير بدون زحمة المحاور: نعم الجزائري: تفضل بدر: سؤالي اقول من هم اشعر او منهم ابرز المؤسسين للحداثة في الادب؟ المحاور: المؤسسين للحداثة في اي شيء؟ بدر: في الادب، في الادب المحاور: في الادب، نعم على عيني اخ بدر اهلاً وسهلاً بك، فقط هذا السؤال؟ بدر: حياك الله شكراً جزيلاً المحاور: اهلاً وسهلاً بك اذن نبدأ نقطة نقطة سيدي الكريم، كيف سقطت الحداثة في الادب الاسلامي رغم انها ضرورة؟ الجزائري: ربما مررنا انا وانت في يوم من الايام وكان ذلك مكرراً ان كل شيء يأتي في غير بيئته لايمكن له ان يعيش يعني انت لاتستطيع ان تزرع النخل في الجبال، لماذا؟ لأنه شجر المحاور: المناخ يختلف الجزائري: احسنت المحاور: المكان يختلف الجزائري: شجر الف الحر، الف المياه الجارية ايضاً فأنت اذا نقلت شجر الجبال الى السهول لم يعش، لم ينضج كذلك الافكار، كذلك النظريات، الفلسفات لايمكن ان تنشأ في غير بيئتها، الحداثة فكر هجين، فكر مصطنع، فكر منبوذ حتى عند اهله في البيئة التي ظهر فيها وهي البيئة الغربية لم يكن مرحباً به، ما اقبل عليه العقلاء من الناس في اوربا ولافي امريكا ولارضوه اصلاً فكيف يمكن له ان يعيش في البيئة الاسلامية التي لها فكرها الاصيل وقواعدها الثابتة ونظرها للحياة والكون والانسان كما تقدم القول، لايمكن له ان يعيش في مثل هذه البيئة المحصنة وهو من غير قوة ومن غير درع يقيه الضربات التي تنهال على رأسه. المحاور: طيب يبدو ان لدينا اتصالات، استاذ بشير لنذهب الى العراق والاخ بدر من ابرز المؤسسين للحداثة سيدي الكريم؟ الجزائري: والله لايكاد المحاور: تذهب الى العقاد او الى غير العقاد؟ الجزائري: لا العقاد مجدد، طه حسين مجدد لأنه كما تقدم القول الرجلان ساعة قدما اثارهما الادبية قدماها بديعة ومؤثرة ومختلفة عما كان مألوفاً في زمانهما ولكنهما لم يخرجا من القاعدة التي تحكم الحياة المسلمة اذا كانت في مصر او اذا كانت في الوطن العربي او كانت في البلاد الاسلامية قاطبة، بقوا على دينهم، على اخلاقهم، على اجتماعهم، على كل ماهو سائد في البيئة التي كانا ينتميان اليها فهما مجددان وليسا حداثيين، طبعاً هذا على وفق مايقول الحداثيون لا على وفق ما اقول انا، على كل حال اذن هذان الرجلان مجددان وليسا ... المحاور: من برأيك ابرز المؤسسين للحداثة؟ الجزائري: خذ على سبيل المثل جابر عصفور المحاور: ولماذا اصبح هذا عصفوراً سيدي الجزائري: هذا نصيبه من الدنيا
*******
المحاور: طيب استاذ بشير يعني الوقت ضايقنا واعتذر طبعاً سنبقى في الحداثة لأن لدي اتصال هاتفي من البحرين الاخ فاضل المغسل، من السعودية عفواً، الاخ فاضل المغسل، اخ فاضل اهلاً وسهلاً بك فاضل: سلام عليكم استاذ رائد وسلام عليك استاذ بشير الجزائري المحاور: اهلاً ومرحباً اهلاً بك الجزائري: وعليكم السلام ورحمة الله، مرحباً فاضل: الله يقويكم ان شاء الله ويبارك لكم هذا الشهر الفضيل، سؤالي استاذي استاذ بشير انه ماهي النقطة الاساس التي يختلف فيها المنهج الحداثي عن غيره من المناهج ولماذا نشأ هذا الخلاف المستمر بين هذه، الافضل اسميها التيارات الفكرية فيما يتعلق بموضوع الحداثة وغير الحداثة؟ شاكراً ومقدراً استاذ بشير المحاور: شكراً، شكراً جزيلاً، بأختصار استاذ بشير الجزائري: فديتك انت وفاضل سالمين غانمين، سيدي الكريم نقطة الخلاف هي النقطة الخلافية التي كانت بين محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم المحاور: وابو لهب الجزائري: وابي لهب وابي جهل وفلان وفلان ممن كانوا في مكة المكرمة يردان دعوة الله الى الخير والسلام والامن والطمأنينة المحاور: وطبعاً اعتذر من الاخ عباس ميرزا ايضاً من العراق، اخ عباس ان شاء الله سوف نبقى في حداثة الادب، اخ عباس الحلقة القادمة يعين اعدك اذا بقيت ان شاء الله الجزائري: ان شاء الله المحاور: اعدك ان نستمر في هذا الموضوع ولكن سيدي الكريم لدي، انا كان بودي ان اطرح الموضوع بشكل اخر الجزائري: تفضل المحاور: سيدي الكريم لو اعتبرنا القصص الطويلة الرومانسية والغير رومانسية ان هي كائن حي او شخص بالغ تجري له الدماء في عروقه، يمكن لتا ان نصور القصة القصيرة بأنها هي تلك الدمية التي تزين ذلك البيت والتي يمكن ان نتناولها في اي وقت، الا تتصور ان القصة القصيرة هي جزء من الحداثة ايضاً؟ الجزائري: على العكس من هذا، هم ذهبوا اكثر ما ذهبوا الى ان الرواية التي هي القصة الطويلة جداً في نظرهم هي المعنية بهذا التغيير وبهذا التطوير وانها هي التي تساعدهم في، يعني في نظرهم انا انقل نظرهم المحاور: يعني الحقيقة استاذ بشير الجزائري كما تقول هذا لم يأتي يختزل كل هذه الجزائري: سألتني نظري في الحداثة فأنا اقول لك لا والله ساعة اقرأ عودة الروح لتوفيق الحكيم رحمه الله اشعر بذلك الجمال الذي يهزني هزاً، اذا قرأت الايام لطه حسين وقلت لك من قبل انا اذا قرأت نصاً لطه حسين من غير ان اعرف اسمه المحاور: تعرفه الجزائري: والله اني لأعرفه، لماذا؟ لأنه قد اثر في نفسي، اعرف اسلوبه، على كل حال انت ساعة تأتي الى هاتين القصتين وهما مثال للتجديد، للانصاف مثال رائع للتجديد او حتى يوميات نائب في الارياف لنفس الرجل، المسرح الذي عرف بالمسرح ولم يعرف بالقصة، توفيق الحكيم، لم يعرف بالرواية المحاور: عرف بالمسرحيات الجزائري: احسنت، ومسرحياته كلها كانت تجديداً يعني حتى قصص الانبياء سلام الله عليهم كانت تجديداً او اذا وقفت، اذا سمحت لي على مسرحية قصيرة جداً ولكنها في غاية الروعة والتأثير لمصطفى محمود اطال الله في عمره الطبيب والاديب المصري الكبير "الشيطان في بيتنا" المحاور: طيب استاذ بشير اين تضع الكوميديا الالهية؟ الجزائري: الكوميديا الالهية المحاور: لدانته الجزائري: ابداع كان مأخوذاً من ابداع اخيك المعري رحمه الله، احمد بن سليمان المحاور: يعني هذا رأيك، على كل حال دعنا في هذا الموضوع لأن انت تأتي الجزائري: اذا انصف المنصفون، اذا انصف الحكم المحاور: على كل حال الجزائري: هم غلبونا على تراثنا فأنتفعوا به وبقينا نحن بعيدين عنه فلن ننتفع بشيء منه المحاور: نعدكم مستمعينا الكرام ان نبقى في الحداثة في الادب ونتمنى ان تتحفونا بأتصالاتكم وايضاً مرة اخرى اقول للاخ ميرزا عباس من العراق ان شاء الله ننتظرك في الاسبوع المقبل، نشكر الاستاذ بشير الجزائري، الى اللقاء الجزائري: شكر الله سعيك وحفظك
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة