البث المباشر

الطارف والتليد - 27/04/2010

الخميس 29 إبريل 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وصلى الله على سيدنا محمد واله الطاهرين. سلام عليكم واهلاً بكم في رحاب الطارف والتليد لنتحدث بالنقد على شوقي، هذا هو موضوع هذه الحلقة وهو موضوع جدير بالرعاية له واطالة النظر فيه لما له من اثر بالغ في نهضة الشعر العربي وعرقلة مسيره في اخريات القرن التاسع عشر واوليات القرن العشرين. النقد على شوقي موضوع هذه الحلقة من برنامج الطارف والتليد، ايها الاحبة مايمر اسم احمد شوقي او امير الشعراء الا وطار بنا السمع والقلب الى تلك النبويات الروائع وهي تهز وجود الانسان هزاً يصعد به الى السماء مفدى ومندى ببهاء:
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
الروح والملأ الملائك حوله
للدين والدنيا بشراء
وما تنفك من هذا الندى والشذا الفواح حياة وسعداً حتى تجد نفسك مغموراً بطيب ذكر ما له من نظير في حلو الكلام صادحاً بأسم خير الانبياء عليه وعليهم السلام ان:
سلو قلبي غداة سلا وتابا
لعل له على الجمال عتابا
وكنت اذا سألت القلب يوماً
تولى الدمع عن قلبي الجوابا
ما تكاد تجد نفسك في ذاك الجمال حتى تتيه في انداء صوت عذب الخيال آسر النظرات ينساب شذى هاتفاً:
ريم على القاع بين البان والعلم
اباح سفك دمي في الاشهر الحرم
يا لائمي في هواه والهوى قدر
لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم
المحاور: نعم ايها الاحبة ومن يغيب عن باله رثاءه عمر المختار رحمه الله تعالى حيث قال:
ركزوا رفاتك في الرمال لواءاً
يستنهض الوادي صباح مساءاً
يا ايها السيف المجرد بالفلا
يكسو السيوف على الزمان ضياءاً
ويرجع بكم وبنا الاسم العذب احمد شوقي الى ينابيع الحكمة من لون آخر في رثاء جديه بقول جميل بديع رفيع وحكيم هو:
خلقنا للحياة وللممات
ومن هذين كل الحادثات
ولااريد ايها الاحبة ان استفيض في أجتناء الكثير من ثماره الجنية وكل شوقياته يانعة طيبة لأني لااريد الوقوف على مبلغ قدرته في اقتطاف الروائع من غصون الابداع الذي اخذ قصب السبق فيه حتى نال اسم امير الشعراء ولكني اريد ان اقف بحضراتكم وقفة خاطفة على موقف النقاد منه فقد كان اكثر الناس حظاً في اقبالهم عليه فأهل القديم رموه بالخروج عن التقاليد العربية واهل الجديد رموه بالجمود على ما اكل الدهر عليه وشرب وملته الطباع التي خلعت لباس الخنوع لما مضى من عوائق التكلف وقيود الصناعة فلننظر ايها الاحبة مع الاخ الجزائري الذي نرحب به في موقعه هذا، الاخ الجزائري اهلاً وسهلاً. الجزائري: فديتك بل انا المرحب بلطفك الكريم اذ عدت الينا متفضلاً وانت منا ولست منا وانت السابق ونحن اللاحقون بالطافك التي نتمنى ان تبقى مستدامة. المحاور: جزاكم الله خيراً هذا لطف منكم استاذ جزائري، على اي حال لننظر ايها الاخوة والاخوات في موقف النقد من هذا الشاعر الكبير حقاً احمد شوقي وما ادراك ما احمد شوقي. نحييكم وبرنامج الطارف والتليد ومع الاخ الكريم الجزائري، نبدأ الاسئلة ايها الاخوة والاخوات مناقشة لموضوع هذه الحلقة وهو النقد على شوقي. الاخ الجزائري في المقدمة كانت اشارة الى حظ شوقي من الشعر والنقد، اشارة اجمالية حبذا لو تفصلون هذه الاشارة الاجمالية؟ تفضلوا. الجزائري: اكرمك الله واعزك، اولاً يعني اقول رحم الله شوقي لأنه كان قد حفظ علينا وداً عظيماً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بهمزيته التي اشرت اليها انت: ولد الهدى. المحاور: فالكائنات ضياء. الجزائري: الله اكبر والله ما سمع المرء الا طار قلبه الى ذاك المكان الذي اشرق فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الى ذلك اليتم الذي كان نوراً على هذه الدنيا بسماواتها وبأرضها، بليلها، بنهارها، بحياتها وبموتها حتى الموت اناره رسول الله (صلى الله عليه وآله)، اي ميت كان قد استنار برسول الله (صلى الله عليه وآله) وبقي ميتاً واي حي لم يستنر برسول الله وكان حياً صلى الله على رسول الله، على كل حال فالرجل اذن من ناحية الشعر كان حظه عظيماً جداً وكان سعيداً وشقياً في آن واحد، سعادته ياسيدي ناجمة من موهبته الفائقة التي حسبها هذا المطلع لهذه القصيدة والمطالع التي انت مررت بها متفضلاً وكانت جميلة جداً تدل على هذه القدرة الفائقة التي وهبها الله سبحانه وتعالى لعبده هذا الذي كان يمثل الامم المتحدة كلها لكن الامم المسلمة المتحدة لأنه كان من كردية والباني ومن تركية وعربي ومن هذا وهذا ومن ثقافة عربية واسلامية وهكذا، اذن هو كان الجامع المانع للمسلمين كلهم. المحاور: بمختلف قومياتهم. الجزائري: بمختلف قومياتهم وهذا شيء جميل، بقي اذا اردنا ان نمر على حظه في النقد فلم يكن بأقل من حظه في الشعر. المحاور: ولكن! الجزائري: ولكن الناس الذين نقدوا عليه ما انصفوه لا في البدأ ولا في الختم، الذين نقدوا عليه كانوا متعصبين لما كانوا قد الفوه واستطابته طباعهم. المحاور: عفواً استاذ جزائري لو سمحتم لي بسؤال هنا فرعي، النقد الذي تتفضلون الان بالحديث عنه بأي معنى؟ يعني من المعنى العام الذي يشمل على تقويم نتاج معين بذكر ايجابياته وسلبياته ام النقد بالمعنى الشائع عند الكثيرين من انه يقصد به فقط الاشارة الى الجوانب السلبية؟ الجزائري: هو كما انت تفضلت الان في كلامك المحترم هذا النقد من الممكن ان يشمل الدنيا بأجمعها ولكن يمكن ان يخص موضوعاً دون موضوع، تستطيع ان تقول هناك النقد الفني، النقد على الفنون الجميلة المختلفة بأنواعها تستطيع ان تقول نقد على النحت، نقد على الرسم، طبعاً اعتذر اليك واقول نقد النحت ونقد الرسم على النحات وعلى الرسام وعلى الفنون الاخرى يعني على اصحاب الفنون الاخرى، النقد الادبي هذا الذي قد يسمونه النقد القولي الذين نقدوا على احمد شوقي خصوصاً الذين بدأوه بالنقد مع الاسف الشديد لم ينقدوا عليه نقداً ادبياً وانما نقدوا عليه نقداً لغوياً يعني راحوا يبحثون عن عثرات لغوية في كلامه ولم ينظروا الى المعنى الجميل الذي جاء به في كلامه في مختلف موضوعاته، هو جاء بموضوعات شتى. المحاور: وجديدة. الجزائري: احسنت، وحتى الموضوعات القديمة التي عرض لها احمد شوقي ايضاً جاء بها بأحلى ما تكون حتى انه عارض الشعراء الكبار المشهورين ولذلك قالوا نهج البردة التي:
هي ريم على القاع بين البان والعلم
اباح سفك دمي في الاشهر الحرم
ومنهم من يقرأها احل سفك دمي في الاشهر الحرم، على كل حال هي جميلة جداً وقد جارى بها البوصيرية. المحاور: رحمة الله عليه. الجزائري: على كل حال هو الرجل كان موضع نقد من اولئك الذين لم يعرفوا ادبه من اولئك الذين لم تعطهم انفسهم ان ينظروا في المعاني العميقة في الجمال والكمال الذين كان يتدفق في ذلك الشعر الذي قد جاء به رحمه الله ورحمهم ايضاً. المحاور: جميعاً، اللهم آمين، طيب استاذ جزائري استراحة قصيرة لو سمحت. الجزائري: انت متفضل. المحاور: اهلاً بكم ومرحباً مرة اخرى نحن معكم في برنامج الطارف والتليد وموضوع النقد على شوقي، قبل ان نستقبل ايها الاخوة والاخوات اتصال الاخ عبد النبي علي من البحرين اذكركم بأرقام الهواتف، اقرأ الان لكم الهاتف الثالث واعيد الهاتفين السابقين، الهاتف الثالث لنا 22652997 اما الهاتف الاول فرقمه 22013768 ، الهاتف الثاني 22013848 ورمزنا الهاتفي الدائم هو 009821 ، طيب الاخ عبد النبي علي معنا من البحرين نستمع معاً: عبد النبي: سلام عليكم استاذي الكريم. المحاور: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عبد النبي: تحياتي لكم وتحياتي الى الاستاذ الكبير الجزائري. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: حياكم الله بكل خير. عبد النبي: استاذي لدي سؤال عن الشاعر الكبير امير الشعراء احمد شوقي، يقال ان امير الشعراء احمد شوقي وقع بين المحافظين وبين المجددين من النقاد فأيهما اشد عليه من هؤلاء؟ جزاكم الله خيراً وحفظكم الله. المحاور: جزاكم الله الف خير اخ عبد النبي علي من البحرين شكراً لكم، الاخ الجزائري استمعتم للسؤال او اكرره؟ الجزائري: اكرمك الله لاقد سمعته جيداً وانا اشكرك ايضاً واشكر الاخ الكريم الذي تفضل بالسؤال وحفظه الله وحفظ البحرين معه، سيدي الكريم هذا ايضاً تذكار آخر برسول الله (صلى الله عليه وآله) كنا نتحدث بأن شوقي رحمه الله كان مغرماً برسول الله (صلى الله عليه وآله) يذكره في مولده المقدس المبارك وفي رحلته المؤلمة المعتصرة لكل قلب مؤمن، على كل حال اريد ان اقول ان شوقي قد وقع بين هؤلاء وهؤلاء ولنقل قد وقع بين نارين فأولئك الذين كانوا قد حافظوا على الشعر العربي التراثي آذوه ايما ايذاء لأنه قد جاءهم بجديد وهم لا يتحملون الجديد وعادة واخشى ان اقول ان الشيوخ يعني الكبار في السن دائماً هم حجر عثرة او هم دائماً يعرقلون كل جديد اذا كان خيراً واذا كان شراً. المحاور: بطبيعة الحال بدون تعميم يعني. الجزائري: بدون تعميم، اكرمك الله. المحاور: او كثير منهم. الجزائري: احسنت احسنت، هذه من ناحية ومن الناحية الاخرى الذين جاءوا بعدهم وهم الذين قد درسوا الادب الحديث وترووا من الادب الفرنسي بجماله وبحلاوته، بطلاوته من الادب الانجليزي ايضاً هذا ليس مدحاً لآداب الناس انما هو تقرير لحقيقة من الحقائق الجارية، عندهم ادب جميل جداً ونحن لايصعب علينا، نحن المسلمون لايصعب علينا قول الحق للناس الاخرين. المحاور: بل الاصل في ذلك، اصل الاسلام في ذلك انه الاسلام لايرضى بغمط حق احد من الناس. الجزائري: احسنت. المحاور: والفطرة هي عاشقة للجمال، الفطرة يمكن ان تظهر جماليتها ويظهر عشقها للجمال في جميع افراد البشر حيثما كانوا حتى في مجاهيل افريقيا. الجزائري: اكرمك الله وقوله (صلى الله عليه وآله) رحم الله امرءاً عمل عملاً صالحاً فأتقنه ولم يكن امرءاً مسلماً او غير مسلم، مطلق الانسان فأنه يريد الصلاح في الوجود، يريد الخير في هذا الكون لأن ربنا سبحانه وتعالى ارادنا خلفاء خير له في هذا الكون، على كل حال لااطيل هؤلاء الذين قد اطلعوا على الادب الحديث بحلاوته وطلاوته كانوا قد آذوه ايذاءاً شديداً جداً ذلك انهم يقولون ان احمد شوقي رحمه الله كان يعد علينا الاشياء ولايبين لنا حقائق الاشياء، كان يذكر لنا الوانها واشكالها ولايذكر لنا جواهرها ونحن بحاجة لمعرفة الجواهر، على كل حال فهو اذن بين هؤلاء وهؤلاء. المحاور: ايهما اشد كان عليه؟ الجزائري: والله كلاهما شديد عليه. المحاور: سؤال الاخ عبد النبي ايهما كان الاشد عليه؟ الجزائري: بودي ان اقبل جبين الاخ عبد النبي حفظه الله واقول له كلاهما كان شديد عليه، كانا متساويين في الشدة، اوئلك حرموه ان يأتي بجديد يغير فيه نمط وسَنن، السَنن هو الخط والنهج الجميل جداً، سَنن الشعر العربي، هؤلاء حرموه من هذا التجديد، من هذا التنميق الحلو وتحويل الشعر الى واقع قصصي كما نقص بالنثر نقص بالشعر، على كل حال واولئك ايضاً كانوا قد آذوه بعدما كانوا قد بلغوا انه توقف عن الشعر، عند هذا اكتفي. المحاور: جزاكم الله خيراً ونحن بطبيعة الحال ان شاء الله اسئلة اخرى متعدة والاخ غزوان من العراق ظاهراً على الخط، اخ غزوان سلام عليكم تفضلوا. غزوان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بداية احيي الاستاذ الحاج عباس باقري الذي لنا الشرف العظيم بحضوره. المحاور: اهلاً وسهلاً اخ غزوان تفضلوا. غزوان: وايضاً احيي من هو صاحب الدار الاخ ابو محمد. الجزائري: اكرمك الله وعمر دارك في الدنيا والاخرة اخ غزوان. المحاور: اللهم آمين. غزوان: الله يحفظك اخ ابو محمد لدي سؤالين، السؤال الاول هو يقول متى وقف النقاد المجددون في وجه الشاعر احمد شوقي بشعره اما السؤال الثاني قد لا يكون عن النقد لكن من ضمن اختصاص الشاعر احمد شوقي هو هل كان للشاعر احمد شوقي نظم مسرحي خاصة قصيدة مجنون ليلى يعني بماذا امتازت هذه القصيدة يعني رغم انه المسرح كان يختلف في هذا الزمان عن هذا الزمان؟ مااريد ان اقوله وتحياتي لكم والسلام عليكم. المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وشكراً للاخ غزوان، السؤالان سمعتهما. الجزائري: وجميلان جداً، بأختصار ابا مهدي بدأ هبوب العاصفة على الرجل هو سنة 1898 ولاحاجة للقول للميلاد لأن التاريخ معلوم من المحافظين، اولئك الذين كانوا قد نقدوا عليه لغته وقالوا انه قد ارتكب اخطاءاً لغوية في شعره لأنهم لا يحسنون الا اللغة ولو كانوا يحسنون الادب، انا يقيني هذا. المحاور: انا اردت الاعتراض استاذ بشير، الاعتراض على التعميم يعني الاطلاق، كثير منهم نقول. الجزائري: انا اتحدث بأولئك الذين نقدوا عليه انا لااتحدث بعامة النقاد. المحاور: يعني حتى الذين نقدوه الا يحتمل ان يكون فيهم من نقده استناداً الى مواقف ورؤى. الجزائري: اذن استميحك مودة وعذراً واقول بحبك اقسم. المحاور: حياك الله. الجزائري: لم يكن احد منهم صاحب ذوق ادبي، لم يكن احد منهم صاحب شمة ادبية ولو كانوا كذلك لما تجرأوا على الرجل الذي كان اكبر منهم بكثير بالرغم من انه كان في مقتبل العمر، كان عمره في ذلك الوقت الذي هبت عليه تلك العواصف الرملية القاسية جداً، عواصف صحراوية عمره كان تسعاً وعشرين سنة يعني في اوج شبابه، في زهوه وقد جاء بجديد لماذ لأنه كان صاحب لغة اجنبية، كان مطلعاً على الادب الفرنسي وكان مغرماً بفكتور هيغو المشهور، هيغو قصاص مبدع جداً في الرواية الرومانسية ومبدع جداً في الشعر ولا مارتين الذي كان يسمى شاعر اوربا العظيم ولم يقولوا شاعر فرنسا العظيم انما شاعر اوربا العظيم وهكذا غيرهم وغيرهم، هؤلاء كان قد قرأ آثارهم وتمعن فيها واستطابها واستلذها وتأثر بها وقدم لنا شيئاً جديداً. المحاور: استاذ الجزائري هل ترون ان احمد شوقي خارج دائرة النقد؟ الجزائري: لا والله لا. المحاور: اذن اتفقنا، انا اردت الاشارة الى هذا مع تحفظي على ما تفضلتم به مقروناً ومشفوعاً بكامل احترامي لكم لا يمكن ان يكون اطلاق مطلق ان كل من نقد احمد شوقي اخطأ، انا اعتراضي على هذا الاطلاق. الجزائري: لا انا اردت فقط ان اقول ان الطيبين الذين تفضلوا بنقده ما نقدوا النص الادبي، انت تعلم ان هذا فن عظيم جداً، الادب لأنه تعبير عن مشاعر الانسان، الانسان يكشف لك عن اعماقه، يبسط قلبه بين يديك، يريك روحه بتوهجه، بحرارته، بصعوده الى الله سبحانه وتعالى او بخفضه وانخفاضه الى الارض والتراب فأنت ساعة تنظر في هذا النص عليك ان تنظر بالروح التي عرضت عليك هذا النص. المحاور: هذه نقطة جميلة جداً في باب النقد الادبي يعني عموماً لو تراعى هذه النقطة كثير من النقود الادبية اذا صد الجمع يمكن انه لا تطرح او لاتعرض لو روعيت هذه القضية، جزاكم الله استاذ بشير الجزائري، السؤال الاخر كان للاخ غزوان هل كان له نظم مسرحي لأحمد شوقي؟ الجزائري: نعم له مسرحيات ومسرحياته جميلة جداً ومسرحياته هي التي جلبت عليه هذا الوبال، هي التي اثارت عليه اولئك الذين كتبوا عليه والذين تحدثوا احاديث مختلفة في الجامعة وغير الجامعة في بدأ نشأتها لأنهم كانوا يضيقون ذرعاً بأن يستعمل الشعر العربي للقصة او للمسرح لأنهم الفوا قصيدة من قصائد امرؤالقيس او النابغة الذبياني. المحاور: كلها او معظمها لكي لا اقاطعك، معظم القصائد. الجزائري: يعجبني استصحابك الديني حتى في الشعر وحتى في النقد. المحاور: معظم هذه القصائد التي خلدها التاريخ هي فيها نوع من الحكاية يعني حتى في مطلع او عادة في مطالع القصائد. الجزائري: من ذكرى حبيب ومنزل. المحاور: كثير من النماذج يبدأ بحدود عشرة ابيات او اثني عشر بيتاً في الحقيقة هو مجرد يسرد قصة ولكن بتصوير جميل، النظم المسرحي، النظم الحكواتي ان صح التعبير فهو موجود ايضاً في الشعر العربي منذ بدايات نشوءه لعله ولكن هذه الطريقة الجديدة وهذا العرض الاوسع نطاقاً هذا الذي استغربه الناقدون من احمد شوقي. الجزائري: صحيح صحيح. المحاور: طيب اذن كان له نظم مسرحي مهم، الاستاذ بشير الجزائري هنالك قضية التجديد اشرتم اليها في شعر احمد شوقي مراراً واشرتم الى موقف او المواقف المعارضة لها، سؤالي عن اول المعارضين، من اول من نهض لصد احمد شوقي عن التجديد، لماذا؟ الجزائري: اولاً رحمه الله كان شاعراً وكان اديباً وكان متمكناً ولكنه لم يكن منصفاً. المحاور: من الناهض؟ الجزائري: لا الناهض هو محمد المويلحي الذي جاء ايضاً بمقامات عصرية، مقامات جديدة. المحاور: وهو مجدد الجزائري: وهو مجدد ولكن هذه المقامات ارتد بها هو الى مقامات الحريري، الى مقامات بديع الزمان الهمداني وكانت جميلة جداً ومؤثرة وايضاً عالجت شأناً من شؤون العرب في الزمن الذي ظهرت فيه، هو كان ذا اثر، لم يكن شيئاً ضئيلاً محمد المويلحي ولكنه في نظرته لجاره او لعصريه، انا يعجبني ان اقول عصريه ولا اقول معاصره لأن كلمة معاصر في ذهني لها معنى آخر، على كل حال. المحاور: نعم طرق، دخل المعنى الذي في ذهنكم الى اذهان الاخرين. الجزائري: اكرمك الله فهذا الرجل انطلاقاً من نظرته لعصريه كان قد حمله ما هو غير حق في ذلك الوقت وشغل نفسه هو ايضاً عن فنه الرفيع يعني الادب بجانب آخر الذي هو علم اللغة، صحيح ننقد على الاديب لغته ولكن لا نشغل نفسنا باللغة وحدها لا شريك لها ونترك المعنى الجميل الذي جاء به ذلك الاديب او المعنى الجميل الذي جاء به هذا الرسام او ذاك النحات وهكذا. المحاور: رحم الله من قال ان الشاعر في المرتبة الاولى شاعر وليس لغوياً. معكم ايها الاحبة في حلقة هذا اليوم من برنامج الطارف والتليد، بقي لنا من وقت البرنامج ثمان دقائق ومعنا على خط الهاتف مشكوراً المستمع الفاضل المغسل ظاهراً، اهلاً بكم استاذ فاضل سلام عليكم تفضلوا. فاضل: عليكم السلام استاذي العزيز الذي نشتاق لسماع صوته في كثير من برامجنا نشكركم على كل ما تقدمونه في سبيل خدمة البشر في ظل صاحب الزمان. المحاور: جزاكم الله خيراً. فاضل: واهلاً وسهلاً بالاستاذ الجزائري. الجزائري: حفظك الله. فاضل: لن اطيل عليك حبيبي الجزائري. الجزائري: انا سعيد بسماعك. فاضل: الله يبارك فيك يا استاذ بشير. الجزائري: اكرمك الله. فاضل: يقول السؤال كيف وصف النقاد المحافظون احمد شوقي بالاقل وهو امير الشعراء عندهم يعني ما تفسير ذلك؟ نرجو ان توضحوا لنا هذه الاشكالية حقيقة فيما يتعلق بهذا الشاعر المجيد خصوصاً في مدح الرسول (صلى الله عليه وآله) وشكراً لكم. المحاور: وشكراً لكم ايضاً، استاذ الجزائري. الجزائري: مولانا الكريم قلنا في بدأ المسير ان هؤلاء الطيبين الذين كانوا قد نقدوا على احمد شوقي ضئالة شعره او خفة هذا الشعر قلنا انهم نقدوه عليه وعمره تسع وعشرون سنة يعني في بدأ مسيره وليس في آخره وطبعاً كان السبب في ذلك كما مر هو انه جاء بالقصة، بالمسرحية الشعرية التي لا يطيقها هؤلاء وقلت انت لو انصفوا لرأوا انه حتى في الشعر الجاهلي هناك القصائد التي تحكي حوادث كثيرة واموراً ذات شأن العظيم، على كل حال ولكن للنفوس مساريها، في ذاك الوقت وصفوه بأنه الاقل لكنه حينما وصفوه بهذا الوصف كان الرجل قد تأثر تأثراً شديداً وعاد الى ما كان عليه في بدأ حياته الشعرية وتعمق فيه وقلت لك في بدأ المسير ان قد عرض الشعراء الكبار كلهم امرؤ القيس والمتنبي والبوصيري وكل من يطرأ على خاطرك، كل هؤلاء قلدهم تقليداً جميلاً جداً وجاء في كثير من الاحيان بأحسن مما كانوا قد نظموا فأضطر اولئك الذين كانوا يصفونه بأنه كان خفيف الوزن ان يصفوه انه الثقيل الثقيل من وزن ثقيل الثقيل. المحاور: يعني انحلت القضية انه صدور الوصفين في زمانين مختلفين. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: ان شاء الله الاخ فاضل حصل على جوابه وانا ايضاً اريد ان احصل على جواب لسؤال اخير لعله يسمح به الوقت، لدينا حدود ثلاث دقائق ونريد ان نعرف ايضاً موضوع الحلقة المقبلة لكي يستعد لها الاخوة والاخوات بأسئلتهم، حقيقة الشعر انا عرفتها لأنها مدونة امامي، حقيقة الشعر مستمعينا الافاضل هو موضوع الحلقة المقبلة من برنامج الطارف والتليد. الجزائري: سيجعلنا نمر بأولئك الذين وصفوا احمد شوقي بأنه كان معنياً بالمظاهر بعيداً عن الجواهر، كان معنياً بالالوان والاشكال بعيداً عن الحقائق. المحاور: هذا ينطرح في الحلقة المقبلة ان شاء الله؟ الجزائري: ان شاء الله عندما نمر بحقيقة الشعر. المحاور: نعم ان شاء الله، على اي حال اما سؤالي الاخير هو تقريباً سؤال لعله فيه جنبة عمومية يعني اعم من قضية نقد شوقي بالخصوص، قضية الاشارة التي اشرتم اليها انه معارضة الجديد، هذه الحالة مم نجمت في النقد العربي بالخصوص وعادة هو الادب بطبيعته الاتيان بالجديد؟ الجزائري: حسبنا ميزان مولانا امير المؤمنين (عليه السلام). المحاور: صلوات الله وسلامه عليه. الجزائري: الناس اعداء ما جهلوا، في كل زمان ومكان. المحاور: الادباء هم النخبة. الجزائري: اعداء ما جهلوا حتى الادباء. المحاور: اذن هذا حكم عام، حكم مطلق. الجزائري: حتى العلماء. المحاور: لا من امير المؤمنين مافي مشكلة (سلام الله عليه) مطلق مطلق. الجزائري: الناس اعداء ما جهلوا، رحم الله والديك. المحاور: يعني الا ما استثني بدليل. الجزائري: احسنت. المحاور: لأن بعض المسلمين لا يعلمون بالامر ولكن ثقة بالقائل يسلمون لأمرهم فلا يعادون ما قاله وان جهلوا محتواه، هؤلاء مستثنون اما عموم الناس لا. الجزائري: احسنت فهؤلاء رأوا شيئاً لم يكونوا قد ألفوه وهم مطبوعون على ما فطروا عليه يعني هم عاشوا اعمارهم اذا كانت خمسين سنة او ستين سنة، اكثر، اقل كانوا قد ألفوا هذا الشعر العربي التقليدي او الشعر العربي العمودي كما يسمونه فرأوا ان كل تغيير يطرأ عليه هو اساءة اليه، هكذا. المحاور: جزاكم الله خيراً استاذ بشير الجزائري. الجزائري: وجزاكم وانا سعيد جداً ان اكون في ظلكم. المحاور: ان شاء الله لم اكن ضيفاً ثقيلاً عليكم وعلى الاخوة والاخوات الذين تابعوا البرنامج، برنامج الطارف والتليد. الجزائري: فتحت لنا الدار اي ضيافة. المحاور: لطف منكم، مستمعينا الاكارم موضوع الحلقة المقبلة حقيقة الشعر ستكونون فيها ان شاء الله مع الاستاذ بشير الجزائري في مثل هذا الوقت من الاسبوع القادم، نستودعكم الله بكل خير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة